لمن تُقرع الأجراس إذن ؟!

 

عندنا هنا خبران يجسدان موقف الأغلبية الصامتة و عدم اكتراثها بالأمور المصيرية و الأساسية :
فالخبر الأول يعكس العدد القليل للمتظاهرين في ساحة الأندلس و المطالبين بإلغاء قانون تقاعد النواب و الدرجات الخاصة ، وهو المطلب الذي كان من المفترض أن يقف خلفه و يتضمن معه الملايين من العراقيين ، غير إن هذا العدد القليل للمتظاهرين يبرز ويوضح بكل جلاء عدم اكتراث الأغلبية ولا مبالاتها بالقضايا و الأمور الأساسية و الضرورية التي تمس مصيرها ومستقبل الأجيال العراقية بشكل مباشر ، ليصبح في الوقت نفسه ذريعة لحرامية المنطقة الخضراء ليقولوا مع أنفسهم أو مع بعضهم بعضا و بتبجح وافتخار :
ــ شوفوا !.. القاضي راضي!..

 المئات يتظاهرون في ساحة الفردوس وسط بغداد للمطالبة بإلغاء تقاعد الرئاسات الثلاث ) .
فنلاحظ هنا العدد بالمئات فقط ؟!!!..بينما الخبر الثاني يعكس الاهتمام الحقيقي " للجماهير الغفيرة " وتعده أهم بكثير من أي أمر أخر ، و ربما لهذا السبب يبلغ العدد هنا بالملايين ، فيضيف الخبر :

الغانمي: عدد زوار عيد الغدير بالنجف وصل لمليونين ونصف ولم نسجل أي خرق


اعلن قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي، الخميس، ان عدد زوار عيد الغدير في محافظة النجف وصل لمليونين ونصف، متوقعا ارتفاع هذا العدد خلال الساعات المقبلة، فيما اكد ان الخطة الامنية لم تسجل أي خرق لغاية الان.
وقال الغانمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، ان "زيارة عيد الغدير في النجف كانت متميزة في جميع اجراءاتها )) .
انتهى النص المقتبس .....
بطبيعة الحال إن إرادة الجماهير يجب أن تُحترم وتُأخذ بنظرالاعتبار مهما كانت اهتماماتها " الروحية" أوالمزاجية لأنها هي التي تحدد و تقرر ما هو مهم و أهم لها ..
إلا إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح هو :
ـــ " لمن تقرع الأجراس " إذن ؟!..
أو بالأحرى :
ألم نتعب بعد من النفخ في قربة مثقوبة ؟! ..