المثير للاهتمام في هذا الموضوع هو إن وسائل و طرق الحماية من شر الحسد و العين تفوق عدد حالات الحسد و عدد الحساد في هذا العالم بعشرات المرات فمن (قراءة المعوذات) إلى( خمسة و خميسه بعين ألما صلى على محمد و إل محمد) إلى (قولوا ما شاء الله) يتشعب الموضوع ماراً ب(أم سبع عيون) عند مدخل كل باب ولا بد أن تكون زرقاء اللون لتكفي أهل البيت شر من يدخلهُ من الحساد إلى الحرمل و الحرز و كتابة أدعية و أذكار و وضعها في الجيب لتحمي من العين .
ما ذكر أعلاه هو ما يعتبر حالات طبيعية يكاد لا يخلو منها أي بيت من بيوتنا العراقية و لربما العربية بصورة عامة ووصول الحال إلى الحكومات ومنها حكومة المالكي ، و لكن في بعض الأحيان تكون النشاطات أوسع و تصرف أموال على خرافات سخيفة و يلجأ البعض إلى لبس قلائد معينة لا تفارقهم لتحميهم من عيون الحساد؛ يصبح البعض معقدين جداً فلا يخبرون أحداً عن ما يحققونهُ من منجزات لئلا يصابون ب(عين حارة) تنسفُ ما أنجزوه لندخل في مشاكل و زعل بين الوزراء ورؤساء الكتل السياسية لأن فلان يظنُ أن فلان حسود و لابد أن يحترز منه حتى لا تخرب العملية السياسية .
لقد أوصت حكومة المالكي العاملين في المحطات الكهربائية باستخدام الحرمل في المساء عن عيون الحساد من السياسيين الذين شككوا بقدرة المحطات الكهربائية من تزويد المواطنين بالكهرباء 24 ساعة بعد إن كانت تزوده 12 ساعة في اليوم وهي لا تعرف السبب حيث يشكك السياسيين بأن الحكومة غير قادرة على استمرار بتجهيز الكهرباء 24 ساعة لان قدرة المحطات الكهربائية عاجزة عن توفير وان ما تم من تجهيز 24 ساعة هو لكون وجود تغيرات في الجو يمتنع المواطن من استخدام أجهزة التبريد وبعض الأجهزة الكهربائية الأخرى. ونقول للحكومة (( ديري بالكِ من عين الحسود ، لا أحد يصيب الكهرباء بعين ويخربها ، واستمري بطكطكت الحرمل ، وأن الحسد مذكور في القرآن ، وليس أنا مؤلفه )) . وأن على الحكومة أن تدير بالها على الكهرباء من عيون السياسيين التي لا ترحم واذا لم تنفع طكطكت الحرمل فعليها أن تذهب إلى المشعوذين والدجالين لعمل (( حرز )) لكل محطة كهربائية يكفيها من شر الحسد والنفاثات في العقد .
بعد أن عجزت الحكومة على مدار ألثمان سنوات الفائتة من توفير الكهرباء للمواطنين على مدار 24 ساعة ، حيث هدرت مليارات الدولارات من أجل تحسين الكهرباء حتى يحسب لها وتصبح من منجزات القائد ، لذا تجد الحكومة بأن الكثير يحقد عليها بعد أن مَنَ الله عليها بتوفير الكهرباء على مدى 24 ساعة دون معرفتها ، وهي تسعى إلى الاستمرار بذلك الفضل على الشعب العراقي الذي أبدى إعجابه وتمنى أن تستمر الكهرباء في جميع الظروف ، وهذا ليس حسداً بل ( غبطة ) والغبطة لا إساءة فيها وهي أساس من أسس تطور البشر . ولا أتخيل يوماً أمة ستخفي منجزاتها العلمية خوفاً من الحسد ، ولا أظن أن هناك ما يبرر أن نخفي فرحتنا بما أنجز في الكهرباء خوفاً من عيون أحبتنا وأعزائنا الذين يريدون لنا ألا الخير ويسعدون بما أنجز ، وأن تستمر الفرحة ولا يقال (( فرحة ما دامت )) ، وحتى بعد لا نحسد ... طكطكوا ... حَرمل .