يسعى العراقيون جاهدين لتحصيل حقوقهم التي أصبحت حلم يراود الصغير قبل الكبير .. منذ 2003 وما يعرف بحرب الخليج , سمع من الوعود ما لم يسمعه احد في العالم : البطاقة التموينية 33 مادة, كما لو أنها بعدد قوات التحالف التي أمطرت العراق أرضا وسماء بسمومها المنضبة وغير المنضبة ؛ حصة من أموال النفط, تعوض الفقراء عوز قد الم بهم منذ الطفولة, بقدر ما تم إحراقه عبثا في أتون الحرب , وجزء صغير مما قدمه العراق من تنازل لإخواننا الجيران (وان كانت إخوتنا معهم من طرف واحد فهم كما يبدوا لا يرحبون ولا يعترفون بنا برغم تضحياتنا وما كسبناه منهم من ظلم الجورة ), حكومة تكنو قراط (بالعامية كلها كفاءات) وما أكثر الكفاءات التي شهدنها في حكوماتنا المتعاقبة والمخلوطة بخلاط بريمر الأمريكي الأصلي.. لا اعلم هل بودكم أن تضحكوا ألان كما ارغب أنا ؟ من الأحلام الوردية للشعب المسكين, العيش بسلام امنين, خصوصا كما بدا أول أمر أن مسببات الحروب, وأهل الفتنة قد زالوا إلى لا رجعة ؟ من الطريف المبكي أني كنت اعرف شابا في مقتبل العمر قد عاش متعبا مجهدا عمره كله, كان يبلغ من العمر 26 سنة, وقد استبشر كبقية الشعب العراقي خيرا, وتأمل في وعود الكاذبين, وقال لي :" أخيرا سيكون لي دخل ثابت, وظيفة, فراتب شهري استطيع معه أن اشتري غرفة نوم وان كانت مستعملة, وأجهز محبوبتي, بمهر وجهاز لائق, يسهل أمر زواجي بها, آه .. أخيرا سأتزوجها, واسعد كم أحبها ." هذا الصديق خدعته الوعود, فهو كان قد سمع أن الرجال تبدوا سيماهم في وجوههم, بساطته وطيبة قلبه سؤلت له ذلك .. سرعان ما تبدد كل ذلك وانقلبت الوجوه, وطارت الوعود, وهذا الشاب المسالم المحب , وهو يسعى لكسب قوته اليومي قتلته رصاصات الإرهاب الأعمى.. آه .. آه .. قلبي ألان يعتصر حزنا ودقاته تتزايد ألما وتتوترا.. طائفية مقيتة وإرهاب أعمى, مزقت أجساد العراقيين, سادة الدنيا بالعلم والأدب, أصحاب أولى, أرقى حضارات العالم, نحن أول من سن القوانين, أول من أسسنا إلى المدينة المدنية, بفضل علومنا ارتقت الأمم, ومنجزاتنا يتمتع بها الأجانب في كل أصقاع المعمورة من دون مقابل لله وفي الله, فيكون هذا جزاءنا ؟ نقطة نظام .. في العراق اليوم العين تدمع والقلب يخشع عندما تعايش او تشاهد الأطفال المصابين بالتشوهات الولادية, خصوصا وان أعدادهم تتجاوز الحدود الطبيعة المعقولة بل تصل إلى درجة تدق ناقوس الخطر, يجب أن نتوقف عندها ونتمعن في أسبابها مطولا. في العراق اليوم: مدارس طينية , فيه اليوم أمية, فساد منقطع النظير, بعض أعضاء الحكومات المتعاقبة من دون عناء, او استحقاق يتمتعون بأموالنا في الخارج فاكهيين هم وأولادهم, ولا يوجد لدينا إلا قائد واحد, وزيرا للدولة, للدفاع, للداخلية .. ! الطامة الكبرى الانتخابات اليوم يجب أن تفُصل لبعض الأحزاب, واغلب النواب لا يلتقون ألا لمكاسبهم.. لا نعرف هل أن الديمقراطية لها أولاد غير شرعيين, أم أنها عفيفة, إلا في العراق فقدت شرفها ؟ كلنا سمعنا بقصة الحسين العظيم الشهيد, وأهل بيت سيد المرسلين وخاتم النبيين, كيف أنهم ذبحوا ظلما بأمر يزيد, بين النواميس وكربلاء, فعجبا لمن يريد أن يصبح اليوم يزيد من جديد !
|