مجموعة أخبار من العراق: الأول صادر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وخلاصته تقول أن القوات الأمنية تحتاج إلى ميزانية تعادل ميزانية مصر والأردن ولبنان وتونس مجتمعة للسيطرة على العنف في العراق، والثاني من مؤسسة "أي كي أيه" البريطانية وفيه نقرأ، ان عدد القتلى لشهر أيلول زاد بنسبة 40 بالمئة عن الشهر الذي سبقة، والذي كان أيضا قد شهد زيادة عن الذي قبله وهكذا.. هذه الأرقام المرعبة ليست مسؤولية نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء، ولا مسؤولية نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة.. هذه مسؤولية شعب عليه ان يحمي نفسه بنفسه، حسب نظرية رئيس لجنة الأمن النيابية حسن السنيد! وأعود إلى الأخبار، حيث نقلت لنا وكالات الأنباء خبر نقش اسم الطبيب العراقي قيس كبة على جدار الشرف في الجمعية البريطانية.. وهي المرة الأولى منذ تأسيس الجمعية يوضع اسم طبيب أجنبي على جدار الشرف هذا.. ولمن لا يعرف حكاية الدكتور كبة، فأقول ان الرجل رفض حتى عام 2007 مغادرة العراق، لكن الميليشيات "الطيبة" أرادت ان تكرمه على خدماته الجليلة التي قدمها للبلاد فخطفته وساومته على حياته وعلمه بفدية مالية كبيرة دفعها الرجل وحزم حقائبه ليذهب إلى بلاد تعرف معنى ان يكون بينها عالم بحجم وكفاءة قيس كبة..بالمقابل فان القائد العام بدلا من ان يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الناس، أرسل معاونيه لمباركة استعراضات عسكرية تقيمها جماعات مسلحة ووفر لها الحماية والسيارات المصفحة.. الخبر الآخر على ذمة الكاتب جهاد الخازن ويحدثنا من خلاله عن كتاب صدر حديثا في لندن بعنوان " ذكريات رؤية " الذي كتبه مؤسس بنك انفستكورب الشهير.. المواطن الحالم بغد عراقي مزدهر، وبشعب ينعم بالعدالة الاجتماعية في ظل دولة القانون، لا ائتلاف دولة القانون.. نمير قيردار العراقي الذي حاول ان يقدم النصح لساسة بلادة، فأداروا له ظهورهم، مثلما وقفوا في البرلمان يشككون بكفاءة ونزاهة واحد من افضل 50 شخصية اقتصادية في العالم وأجبروه على ان يعود إلى أدراج الغربة، وأعني سنان الشبيبي. يكتب ميكافيلي: "في سبيل تحقيق أغراضه ومصالحه على الحاكم ان يكون خبيثا ومراوغا، قاسيا يحتفظ لنفسه بكل السلطات" وعليه أيضا، وهذا مهم في نظر صاحب كتاب الأمير "إثارة رعب مواطنيه" الم يخبرنا المالكي أن " تنظيم القاعدة عاد إلى ممارسة دوره في هدم بيوت المواطنين وعمليات القتل وتفجير دوائر الدولة " لا حاجة لي إلى ان أذكركم ان الشهر الماضي فقط قتل 1140 عراقيا.. ولا حاجة بكم لأن تذكروني بأن الرقم ليس مسؤولية السيد نوري المالكي، الذي امضى أعوامه الثمانية في معارك المصير من اجل إقصاء كل من لا يحظى برضا القائمين على مكتب رئيس مجلس الوزراء. في عام 2010قدم المالكي للعراقيين حكومتين: الأولى معلنة من خلال البرلمان، مهمتها الهتاف بحياة زعيم حزب الدعوة، والثانية خفية تدار من خلال حنان الفتلاوي وعلي الشلاه وكاطع نجيمان وياسين المجيد ومريم الريس، وطبعا لا يمكن ان نستثني "الجنرال" احمد المالكي.. حكومة خفية، تسمعنا في كل لحظة أخبار صولاتها، لكن ليس بينها خبر عن المستقبل.. ولكي تصبح مواطنا صالحا، يجب أن تسمع خُطب نوري المالكي أو تقرأ إبراهيم الجعفري من دون أن تعرف ماذا يريدون ان يقولوا.. عودوك أن ترى كل يوم عشرات القتلى في الفضائيات والصحف، بحيث إذا هبط الرقم إلى أفراد قليلين تشعر بارتياح لا تفسير له، كأنما حولوك إلى مخلوق سادي مريض هوايته حساب عدد السيارات المفخخة التي انفجرت الخميس، وهل يوم السبت انخفض الرقم؟ وعلموك ان الشعور الوحيد للاطمئنان هو ان لا تعصف بحياتك عبوة ناسفة وضعها سياسي يريد ان يقول ها أنذا.. وان الشعور الوحيد من الراحة وسط كل هذا الخراب، هو الإعلان صبيحة كل أربعاء، أن رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، سوف يلقي علينا البيان رقم واحد، ولا أخبار حتى الآن عن الحكومة التي قررت أي نوع من الأدعية يمكن أن يسمع ركاب الخطوط الجوية العراقية، أهم انجازات دولة القانون طرد رحيم العكيلي، وأهم بشائر المستقبل تقديم سنان الشبيبي إلى المحاكمة.. وأهم علائم التنمية منع قيس كبة من دخول العراق، إلا بعد ان يدفع الفدية لحكومتنا الرشيدة ً، واهم طرق صناعة المستقبل في العراق، السماح لواثق البطاط، ان يتجول حرا طليقا في شوارع بغداد.
|