السباحة في الفضاء السياسي العراقي ..... حتما سيؤدي بنا الى توجيه انتقادات ربما تكون لاذعة وجارحة ....لبعض من تصدى للعب في المشهد السياسي وسلطة القرار والامتيازات الخيالية التي غرفوا منها المليارات لدرجة ان سياسيين الصف الاول في العراق اصبحوا وعلى اختلاف انتماءاتهم ومكوناتهم من اغني الرجال في الوطن العربي والعالم ....... واليوم هم يوظفون هذا المال لبناء الفسيفساء السياسية التي تروج لهم .... وكما هو حاصل فان اغلب من يتصدى للعمل السياسي في العراق هم من قضى سنوات طويلة في بلدان المهجرواكتسبوا جنسيات تلك البلدان ....وان اغلب عوائلهم وابنائهم ممن نشأوا في بلدان المهجر لم يعودوا الى العراق بسبب عدم شعورهم بالانتماء الى العراق ... كما ان جميع السياسين هم من مزدوجي الجنسية ..... من هنا نجد ان هناك هوة كبيرة بدأت تتسع الى اكثر مما يجب بينهم وبين الجماهير بسبب شعورهم بالاغتراب عن الشعب ومطالبه ...لذلك كردة فعل سجنوا انفسهم في المنطقة الخضراء وهم يعيشون نفس الغربة الا انها هذه الغربة تدر عليهم بالملايين من الدولارات والعمولات والامتيازات التي لم يكونوا ليحلموا يوما بها .... والملاحظ انه يوما بعد يوم تتسع مسافة الافتراق بينهم وبين الشعب ومطالبه العادلة في العيش الكريم وهم يتصرفون على اختلاف انتماءاتهم ومكوناتهم بنفس النفس اتجاه مطالب الشعب ... والامر المثير للدهشة انهم بقفون بالضد من اي تشريعات او قوانين تخدم الشعب والعملية الديمقراطية ...بل انهم يسعون دون خجل الى التحايل وتفصيل العملية الانتخابية على مقاساتهم ليبقوا في السلطة الى ما لا نهاية ...كما انهم منحوا انفسهم امتيازات مادية ومعنوية لم تمنح لاي سياسي في العالم .... الامر الذي حولهم الى طبقة من الاغنياء الذين احترفوا التجارة واخضعوا السياسة لصفقاتهم التجارية ... هذا الامر يثير تساؤلات عديدة ..... كان العراقيين يمنون النفس بالتغيير واعمار البلد الذي دمرته الحروب واثقل كاهله الاهمال .... واهدار ثرواته ..الا انهم فوجئوا بعد التغيير بمن هم اكثر احترافا في السرقة واكثر ممارسة للقتل واكثر خسة تشبثا بالسلطة .... بل اكثر ابتعادا عن هموم الشعب ومعاناته .... والان تشعر الغالبية من العراقيين الشيعة انهم من يدفع اغلى الاثمان لاستمرار هؤلاء بالسلطة ....فهم يشكلون غالبية من يقتل بالعمليات التفجيرية والانتحارية ....وهم من بقى على فقره وعلى مظاوميته ... ان مصادر الامم المتحدة تشير الى وجود ستة ملايين عراقي تحت خط الفقر ....والى ارقام مخيفة من الارامل والايتام والمعاقين والعاطلين عن العمل ...في الوقت الذي تعمل فيه الطبقة السياسية على الشحن الطائفي المستمر والتعبئة ضد الاخر وكأن المواجهة حاصلة مع الاخر لا محال .... كما ان القتل اليومي لعشرات ومئات العراقيين اصبح خبرا في اخر نشرات الاخبار ولا يبدو ان من في السلطة مبال بما يحصل خارج المنطقة الخضراء من موت وجوع وبؤس وحرمان ..... لا بد من الاشارة هنا ان شيعة العراق لم يتمكنوا من تقديم نموذج القائد الذي يقترب من الامام علي بن ابي طالب او الامام الحسين او اي من النماذج المبهرة والرائعة والتي يزدحم فيها التراث الشيعي .... التي كانت ولا زالت رموزا للعدل والتضحية والفداء ...... فلو تصورنا ان قائدا كالخميني هو من يحكم العراق .... فماذا تتوقع ما كان او سيكون ........لبلد في موروثه القيمي ووجدانه يستقر عدل الامام علي بن ابي طالب وتضحيات الحسين ورفاقه . ولقدد تنبه الامريكان الى هذه القضية ....فلما وجد في شخصية الشهيد محمد باقر الحكيم من المواصفات القيادية ما قد يجتمع عليه العراقيين او ان يكون مشروعا لقائد شيعي يحضى بالحب والتايد من غالبية الشعب العراقي بجميع اطيافه ....عمدت الى تصفيته وانهاء هذا الامر المفزع بالنسبة لهم وكما سيتم التعامل مع السيسي لاحقا في مصر بنفس السيناريو .... لوجود خطوط حمراء بعدم تكرار نموذج عبد الناصرفي مصر ..... لتعمل بعدها على تشتيت الشيعة بين ولاءات متعددة ....ومرجعيات مختلفة .....لتفقدهم تاثيرهم المطلوب كغالبية ولتعطي للمدعين من سياسي المهجر من يدعي انه يمثل الشيعة ....ويحكم باسم الغالبية الشيعية ... وما حصل مع الشيعة حصل مع السنة حيث تعددت القيادات الفرعية الباهتة وغاب الخطاب القومي والوطني الذي تميز به السنة منذ اوائل العشرينان عند تشكيل الدولة العراقية .وبرز الخطاب الطائفي الانفصالي ..... والملاحظ في هذه المرحلة هو بروزهذا الخطاب الطائفي الانفصالي وكأن العراقيين وصلوا الى طريق الافتراق واللاعودة .ويحق لنا ان نتساءل هل العراقيين هم من سيدفعون فاتورة الصراع الطائقي ويكون العراق النموذج للتجزئة الطائفية ليسير خلف السودان في مشروع التقسيم ... الذي يراد له ان يتحقق في الشرق الاوسط الجديد لتتساقط بعده قطع الدومينو . كما ان الملاحظ ... لم نعد نسمع من السياسيين من يتحدث عن العراق كدولة تخطط لبناء مشاريع كبيرة او يبرز دور العراق واهميته في المنطقة .... وحتى الثروة النفطية الهائلة وعوائدها الضخمة لم تعد تعني للسياسيين مزيدا من التنمية والاستقلال وانما ينظر لها موردا يجري اهداره ليبقى العراق متخلفا لا يبنى كدولة عصرية ولا يتأثراو ان يكون معنيا بالسباق الحضاري الذي يجري من حوله بين دول لا تملك جزءا بسيطا من امكانيات العراق مثل الاردن والكوبت ودبي ..... لقد تم تحويل العراق الى خيمة تفصل بين الطوائف وتنعقد تحتها مجالس المصالحة ... حتى غدت المليارات التي توزع هي ملح الطعام ... الذي يحفظ الود الضعيف بين الفرقاء ..... في الوقت الذي يتأمر الجميع في نخر اعمدة هذه الخيمة .... ... وتكاد حالة الرئيس الطالباني الصحية (الموت السريري )هي الاقرب تطابقا لحال الدولة العراقية بعد 2003...... ؟؟؟؟؟
|