من هو الذي يشكل خطر: التمدد الشيعي أم الصهيوني؟!! |
من ألأمراض الموروثة التي أصابت ألأمة ألعربية وألأسلآمية هي ألطائفية؛ وألتي لعبت دورا مدمرا في حياة هذه ألأمة عبر ألعصور ؛وأزهقت أرواح ألأبرياء من ألفريقين . تستوطن هذه ألأمراض في ألشعوب ألمتخلفة وألتي يسيطر عليها مايطلق عليهم مجازا رجال ألدين .فمراجعة سريعة للفتاوي التكفيرية التي صدرت وحصدت أرواح ألملايين ومقارنتها في ألفتاوي التي تدعوا الى الوحدة وألأخوة والتسامح تراها قليلة . بعد تطور وسائل ألأعلام ألمرئية منها والمسموعة ؛قفز عليها أهل أللحى وبدؤا يبثون سمومهم بين البسطاء من ألناس؛أنشقت ألمجتمعات ألأسلامية ألى عدة فرق وطوائف. ومن جملة مأعتدنا نستمع أليه مؤخرا هي قضية {التمدد ألشيعي}. فقد ظهر أحد قادة ألأخوان في ألأردن يحذر من التمدد الشيعي في العالم ألعربي وتبعه أو يحيى رئيس وزراء ألجزائر نفس النغمة وحذر من التمدد الشيعي وألوهابي معا وقد سبقهم ألقرضاوي بتحذير ألمصريون من تغلغل ألشيعة بين أهل ألسنة والجماعة في أرض ألكنانة. ولمناقشة هذا التمدد حسب مايدعون ؛ فقد تغلغل الفكر الشيوعي في العالم العربي وألأسلامي بين طبقات الشباب وخاصة طبقة ألمتعلمين وألشغيلة بعدما يئسوا من سخافات أهل ألعمائم واللحى بالطلب من الجياع والمسحوقين بالصبر على حكامهم وسارقي لقمة عيشهم في عشرينات القرن الماضي.ثم أنتشرت ألأفكار ألقومية في ستينات ألقرن ألماضي بعد أحتلال فلسطين وكادت أن تعصف برؤوس شيوخ ألخليج والحكومات ألعميلة وألتي أتضح فيما بعد أن شعارات ألحكام الجدد دعاة التغير وتحرير فلسطين لاتختلف عمن سواهم من ألحكام ألذين سبقوهم .هناك برنامج كان يذاع من ألأذاعة ألعراقية عنوانه{ ألعراق في أنتقال }لتلميع صورة النظام ألملكي في ألعراق وأنجازته ؛ وقد كتب أحد الشيوعيون بعد خروجه من الحانة سكرانا { العراق في أنتقال من القندره الى ألنعال}. يبدوا أن عالمنا العربي ينطبق علية الشعار الأخير من خلال ما نلاحظه من زغم أعلامي تصرف عليه مئات ألملايين شهريا لبث الفرقة بين أبناء ألشعب ألواحد . من يلاحظ أجهزة ألأعلام ألمسموعة وألمكتوبة وألمرئية تركز على وتر الطائفية بحيث أصبحت كبث آيات من ألقرآن ألمجيد على فضائيات دول المشايخ في ألخليج وألدول العربية ألأخرى. أما العلمانيون فقد أدلوا بدلوهم وخاصة الذين يكتبون لجرائد تدفع مبالغ جيدة تكفل لهم عيشا رغيدا ؛فتحولوا من ألعلمانية ألى ألطائفية بين ليلة وضحاها !!. فأذا كان بالفعل هناك تمددا في المذهب الشيعي في داخل ألكيانات ألأخرى فالشيعة لايمثلون سوى عشرة بالمائة من المسلمين فهذا ليس ذنبهم ؛بل هو ذنب ألمنظرين من أئمة هذه ألمكونات ؛ فلوا أقنعوا معتنقي مذاهبهم بحججهم لما غيروا مذاهبهم ولاأعتقد أن ألمكون الشيعي يمتلك من ألمبالغ وألسطوة ليغير عقول هؤلاء الناس الى ألمذهب ألشيعي ؛كما هو الحال في ألدول ذات المكونات السنية التي تبلغ ميزانياتها مئات ألألوف من ألدولارات وتمتلك أجهزة أعلام متطورة وأيديها سخية للمجاميع ألسلفية وألأرهابية في كافة بقاع ألعالم. واذا كانوا خائفين من هذا التمدد الشيعي لماذا وقفوا صامتين عن ألتمدد ألصهيوني في ألمنطقة وأحتلالهم لفلسطين وتهوديهم القدس وحصار أهل غزة ؛وتقيم أكبر دولة عربية أسلامية علاقات مع آسرئيل وتتبادل معها المعلومات عن ألمقاومين ألفلسطينين ومقاتلي حزب ألله ؛أما ألأردن فعلاقتها مع أسرائيل تفوق علاقاتها مع الكثير من ألدول ألعربية وكذلك دول المشايخ في الخليج التي تقيم علاقات غير علنية مع آسرائيل ويجوب عملاء ألموساد ألأسرائيلي في بلادهم وكأنهم في عرس سياحي يقتلون ألمجاهدين الفلسطينين ويغتالون ألخبراء!!. أن التركيز ألأعلامي على ألدول ألتي تحكمها مكونات شيعية تثير ألأنتباه في ألأونة ألأخير فقد بدأت كافة أجهزة ألأعلام بالتركيز عليها وكأنها هي ألتي نشرت ألفساد وألدكتاتورية في ألعالم ألعربي ؛ وهي ألتي جاءت بالأساطيل لأحتلال ألمنطقة وهي ألتي ساعدتها في نهب خيرات شعوب المنطقة؛ وأصبحت ألمكونات السنية هي ألمضطهدة في ظل حكومات شيعية ؛ وكأن ألفساد وألتهميش صناعة شيعية. فجميع هذه ألحكومات من جميع المكونات فاسدة ؛فماهو الفرق أن تكون سنية أوشيعية مادامت لاتقيم العدل !! ألأمر الغريب ألذي ظهر مؤخرا تصدر تركيا للمشهد على أنها ألحامية للمكونات السنية في العالم ألعربي ؛ والكل يعرف أن تركيا دولة علمانية وأن قانونها يجرم قيام أحزاب دينية ؛وقد أسقطت حكومة أوردكان لميولها ألأسلامية وأودع رئيس وزرائها ألسجن!!.أن تشدق الحكومة التركية بالدفاع عن المكون السني في العراق ؛كان من ألأجدر أن تطبقه على أرضها باعطاء حقوق ألأكراد السنة في تركيا وألسماح لهم بأقامة أقليم خاص بهم كما هو الحال في العراق التي تحكمه أغلبية شيعية ؛ألتي يتهما أرودغان بأضطهدا ألمكون ألسني!!. أن صمت ألحكومات ذات ألمكونات السنية ورجال دينها عن مشروع آسرائيل ألنووي وألمعروف على نطاق واسع والتي بلغت قنابلها الذرية أكثر من مائتي قنبلة له مايبرره لأنه مشروع أنساني وليس طائفي ؟!!؛ أما ألمشروع ألآيراني ألنووي وألتي لم تثبت وكالة المخابرات ألأمريكية و ألأسرائيلية طابعه ألعسكري لحد ألآن ؛ هو مشروع يهدد آمن وكيان ألدول ألعربية !!. فأذا كان التطبيع مع المحتل ألأسرائيلي أمر مقبول فلماذا لايكون ألتطبيع مع أخوانكم ألمسلمون من مذهب آخر مقبولاأيضا؟!!. أن هذا المرض الخبيث الذي أنتشر بشكل واسع مؤخرا يدلل على أن تحالفات داخلية وخارجية تعمل على تمزيق وحدة العالم العربي وألأسلامي وتفكيك كياناتها وتحويلها ألى كانتونات تشاية كانتونات ملوك ألطوائف في ألأندلس . يتحمل مسؤليتها وعاظ السلاطين وألباحثين عن ألمال ألحرام وألحكام ألذي يشعرون بوطئة ألضغوطات عليهم من شعوبهم بتوفير الكرامة والعيش ألرغيد لهم وللأجيال ألمستقبلية ؛ فراحوا يطلقون ألعنان للرعاع ببث ألفرقة وألشقاق بين أبناء البلد الواحد لتبقى عروشهم ألديناصورية ألى ألأبد ؛ وهذا لن يكون لهم أذا أتحدت أرادة الشعوب الخيرة وأصحاب العقول ألنيرة؛وأبتعدت ألشعوب عن أمراض ألجاهلية!!. |