كتبت في التاسع عشر من الشهر الماضي مقالا تحت عنوان ماذا سيسمع المالكي في واشنطن وتوقعت فيه أن يسمع المالكي كلاما ينتقد فيه سياساته والاخطاء المتسلسلة التي أرتكبها خلال السنوات المنصرمة وخصوصا بعد الانسحاب الاميركي وكل المؤشرات والاخبار التي تتوارد من واشنطن ولحد هذه اللحظة تؤكد أن المالكي سمع كلاما يعبر عن نقمة الادارة الاميركية والكونغرس الاميركي من سياسات المالكي والتسريبات التي تم نقلها من اجتماع لجان الكونغرس مع المالكي تؤكد ان كبار أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي والاعضاء الفاعلين في لجان الخارجية والدفاع في مجلس النواب قد ربطوا دعمهم للادارة الاميركية في سياستها للعراق بحصول تغيير جذري في سياسات السيد المالكي حيث وصفوا حكومته بأنها طائفية تهمش الشركاء السنة وانها ستحول السنة في العراق الى قنابل متفجرة وان سياسة المالكي أتجاه الملف السوري هي سياسة دعم وسياسة تسهيل للدعم الايراني لنظام بشار الاسد وتكلم اعضاء الكونغرس عن الفساد المستشري في العراق وصرحوا علانية بأنه لادعم اميركي للعراق ولاللسيد المالكي الا بحصول تغيير جذري في سياسات المالكي وهذا مالايتوقعه أكبر المتفائلين وهذا ماصدر ونقلته وسائل الاعلام الاميركية ولكن ماذا دار في الكواليس والغرف المغلقة؟
كل الاجواء والتسريبات تفيد أن الادارة الاميركية قد نفضت يدها تماما من السيد المالكي وأنها وصلت لقناعة أكيدة وراسخة أن المالكي أصبح عبئا ثقيلا على السياسة الاميركية في المنطقة بل وأصبح عبئا على الاستقرار السياسي في العراق وأن مسألة توليه للحكومة لفترة ثالثة قد أصبحت ليست بعيدة بل مستحيلة ومن يجد كلام السيد المالكي اليوم في معهد السلام الاميركي بأنه يمارس صلاحياته الدستورية وانه لاشريك له في قيادة القوات المسلحة حسب الدستور أحس وكأن السيد المالكي يدافع عن نفسه وعن سياساته وعن خططه الامنية ولكن السيد المالكي نسي انه يتحدث مع مخططين ستراتيجيين ومع باحثين ذوي شأن ومع محللين يمتلكون خبرات كبيرة في التحليل السياسي ورسم سياسات الدول ومما تقدم فأني أجزم لكم أن السيد المالكي قد فشل في تسويق مشروع الولاية الثالثة وأنه سيتم أبلاغه ان عليه ترطيب الساحة السياسية العراقية بغية أجراء الانتخابات النيابية في الاشهر المقبلة وأن مرحلته السياسية قد أنتهت وعليه الجلوس كرئيس كتلة برلمانية في مجلس النواب وقيادة حزبه حزب الدعوة الذي لن تقوم له قائمة أبدا في السياسة العراقية بسبب الاخطاء الجسيمة التي تم نسبها لحزب الدعوة خلال فترة تولي السيد المالكي للحكم خلال الثماني سنوات المنصرمة ولي كلمة أود قولها لبعض محطات التلفزيون كالرشيد والعراقية ومحطات تلفزيونية أخرى حيث صورت لنا زيارة السيد المالكي لواشنطن وكأنه فتحا من الفتوحات في العصر الاسلامي أو كأن الارض أهتزت في واشنطن لمجرد نزول السيد المالكي على أرض الولايات المتحدة الاميركية وان المحاضرات واللقاءات هي دروس يجب أن يتعلمها الاميركان من السيد المالكي الذي فقد حتى المنجز الوحيد الذي كان يتفاخر به وهو المنجز الامني وأقولها بملء الفم أني لن أكتب أي مقال وساترك الكتابة والسياسة أن تولى المالكي ولاية ثالثة وان تكتله السياسي الذي يسمى أئتلاف دولة القانون سيمنى بهزيمة مابعدها هزيمة في الانتخابات النيابية المقبلة وحاسبوني على ماكتبت عندما يأتي وقت التحقق من كلامي وشاهدوا كيف سينطوها بكل فخر واعتزاز وحمى الله العراق والعراقيين جميعا .