شيخوخة المتسلطين

 

ربما سنخوض غماراً سياسياً، بعيداً كل البعد عن التمجيد، والتملق، لهذا السياسي أو ذاك، او التسقيط بهم، لكن كلمة الحق يجب أن تقال: رغم انها "لم تترك لي صاحباً" .
  الخطوات واثقة، التي تمتاز بالمواقف الثابتة، وتحمل القيم والاخلاق، باتت ثيمة نادرة، لا يحملها الا القلة القيلة من ساستنا، فهرولة الساسة في مضمار سباقهم، للوصول الى اهدافهم الشخصية، ومصالحهم الفئوية، يتطلب إتقان السياسي أحدث أساليب المكايدة، والمناورة، اللف، والدوران، بمضمار المنافسة الانتخابية، بين كم هائل من الاحزاب، التي دخلت العراق بعد حل الحزب الواحد، واعدام القائد الضرورة.
  المتتبع للحراك السياسي في العراق، يجد أن ما ينتظره في الاشهر القليلة المقبلة، مصائب ونوائب، فالانتخابات النيابية، المزمع إجراءها في شهر نيسان لعام  2014، تجعل الناخب العراقي في حيرة من أمره، أي الاحزاب ينتخب؟ وأي مرشح يستحق صوته؟ وهل سيصوت بطريقة أرتجالية، ليسقط التكليف الشرعي عنه؟ احتراما لرؤية المرجعية الشيعية، التي قضت بتحريم مقاطعة الانتخابات، ام سيصوت وفق دراسة ودراية لمن يخدمه ويستحق أن يمثله؟
  لعل الأجابة مقيدة.. مقيدة بفهمنا للعملية الديمقراطية، وفقاً لمبادئها، وقيمها، وليس وفق قانون التجارة الطائفية، الذي أبتدعه بعض الساسة، منذ توليهم المناصب السيادية، اللعب على حبال الطائفية و أثارة نعراتها صارت لعبة قديمة، نعترف أنها انطلت علينا فيما سبق، بيدما أضحت الآن مجرد ذكرى، نعض سبابتنا كلما ذكرناها.
  الطبقة الكهلة، التي حكمت العراق على مدار عشر سنوات، أصبح من الضروي أن تتنحى جانباً، فمن عجز عن خدمتي، لا يستحق أن يمثلني، أعرف أنني قد اثرت غضب بعض الساسة! لكن عذراً هذا لسان حال السواد الأعظم في ربوع العراق، ما يحتاجه العراق اليوم، هو قيادة شابة، تمثل الشريحة التي قاربت ان تصل 65%، من شرائح المجتمع العراقي، فطموحات الشباب لا يلبيها كهل، لم ينسجم مع الرعيل الاول من زملائه، فكيف يلبيها لقادة الثورات التكنلوجية في العالم اليوم! الا وهم الشباب.
  المطالبة بتجديد النخب السياسية الهرمة، ضروري في راهن الوقت، بغية أنتزاع الفرص الممكنة لغرض أستثمارها في عملية بناء الدولة، بطاقات شبابية، ولدت من رحم معانات الشارع العراقي، لتخدم لا لتتسيد، فالشباب فكر قبل أن يكونوا فئة عمرية فهموا مقاصد ومقتضيات وتجليات العصر الحديث .