وزيرٌ شفوقٌ.. مدرّسون ومعلمون جلادون !؟

 

 

 

 

 

 

لكي نتناول موضوعة تمادي بعض المدرّسين والمعلمين باستخدام العنف تجاه تلاميذنا الأعزاء في المدارس والثانويات العراقية ، وتجاهل بعض إداراتها لتنفيذ وتطبيق هذا الأمر الوزاري المقر ، والتغاضي عنه ، وتجاهله ، واعتباره ضرباً من الخيال ، ومثالية زائدة عن الواقع ، متذرّعين بوهم ( الإمام المايشوّر يسمى أبو الخرق) و(العصا لمن عصى) ، دون أي دور لفرض روحهم الأبوية الطيبة على أبنائهم التلاميذ - أمانة العوائل العراقية..آباء وأمهات لديهم - بكل امتهان وتجاهل لكرامة هذا النشء العراقي .. رجال وقادة مستقبل العراق .
قم للمعلم وفـّه التبجيـــــلا
كاد المعلم أن يكون رسولا             .. الزهاوي
هل كان رسول الله (ص) هكذا ؟!!!
هل كان علي أمير المؤمنين هكذا ؟!!!
هل كان أبو بكر الصديق .. عمر بن الخطاب .. عثمان بن عفان هكذا ؟!!!
((لو كنتَ فضّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك )) صدق الله العلي العظيم
في البد ؛ لابد لنا أن نتعرف على بعض تعاريف وأنواع العنف الذي يُستخدم ضد التلاميذ بشكل عام .. وكما يلي :
العنف الجسدي
العنف الجسدي هو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاه التلاميذ من أجل إيذائهم وإلحاق أضرار جسمية بهم كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى الآلام والأوجاع ومعاناة نفسية جراء تلك الأضرار.
العنف النفسي 
العنف قد يتم من الناحية النفسية من خلال عمل ما أو الامتناع عن قيام بعمل معين وهذا وفق مقاييس مجتمعية ومعرفة علمية بالضرر النفسي, وقد تحدث تلك الأفعال على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لجعل التلميذ أو الطفل مؤذى مما يؤثر على وظائفه السلوكية، والوجدانية، والذهنية، والجسدية كحرمان التلاميذ من الاستراحة بين الحصص الدراسية، رفض وعدم قبول الفرد، إهانة، تخويف، تهديد، عزلة، استغلال، صراخ، سلوكيات شاذة تلاعبيه وغير واضحة، معاملة التلميذ كمتهم، إضافة إلى العنف الإيديولوجي أي محاولة فرض الآراء على الآخرين بقوة واعتبار آراء الآخرين دائما ناقصة وغير مكتملة النضوج.
العنف التواصلي
يقصد بالعنف التواصلي: التأثيرات السلبية التي يتعرض لها التلميذ أثناء الفعل التعليمي وأثناء تواصله داخل الفصل مع التلاميذ أو مع الأستاذ داخل المؤسسات التعليمية ، فالغالب على طرق التدريس التقليدية في العالم غياب الحوار بين العناصر المكونة للمنظومة التعليمية، إذ يصبح اللاحوار عنف تواصلي يعني أن التلميذ لا يستطيع التعبير عن أفكاره وأطروحاته وتصوراته مما يجعل من الصعب عليه تقبل الآخر (الأستاذ أو الإدارة) مما يزيد في تفشي هذا السلوك داخل الفصل الدراسي .
والحالة هذه ؛
فقد أصدر معالي وزير التربية الدكتور محمد تميم المحترم أمره الوزاري الإنساني الأبوي الكريم حال توليه مهام وزارته القاضي بعدم استخدام العنف الجسدي ضد تلاميذ وطلبة المدارس و الثانويات العراقية .. أبنائه وبناته من أبناء العراق ، وكان معاليه ولازال يتحلى بالنفس الأبوية الفاضلة والأخلاق الرفيعة والشهامة العراقية الأصيلة ، فهو عندما قرر هكذا قرار إنما قرره عن علم وتفكر وتشخيص علمي وإنساني ووطني لأجل حماية الحقوق الاعتبارية والتربوية والإنسانية للإنسان العراقي الفتي .. التلميذ أو التلميذة .. الطالب أو الطالبة ..  أولاده وبناته ، وهو الأب ذو القلب الرؤوم ، وهو الراعي المسؤول عن رعيته .
لكنْ ؛ النظرية دون تطبيق تبقى عرجاء !!! - كما يقول الحكماء –
لقد حاولت الحكومة العراقية ووزارتها الموقرة بجهود دؤوبة من قبل مكاتب المفتش العام أن ترصد وتعالج ظواهر الخلل والفساد الإداري والمالي ،وأولت لهذه الجوانب كامل الرصد والاهتمام ، إلا أنّ وزارة التربية لم تولي كامل الاهتمام ، ولم تضع العيون الراصدة يومياً على المعلمين والمدرسين الذين يستخدمون العنف الجسدي أو العنف النفسي أو العنف التواصلي ضد تلاميذنا وطلبتنا الأعزاء .. أبنائنا وبناتنا .. جيل مستقبل العراق .
نقل لي أحد أصدقائي العراقيين العاملين في الجماهيرية العربية الليبية أبان حكم الرئيس السابق معمر القذافي أنه – أي الرئيس القذافي – تقدّم له مواطن ليبي بشكوى تضمنت قيام أحد المعلمين العراقيين العاملين في الثانويات الليبية بضرب ولده في المرحلة الابتدائية ، قدمها للرئيس في المسجد بعد صلاة الجمعة في جامع الدولة الكبير، ينقل لي صديقي الذي كان يعمل هناك ، إنَّ الرئيس معمر القذافي انتفض من مجلسه وقال : الآن .. الآن .. الآن قبل أذان العصر يرمى بهذا المعلم على الحدود الليبية المصرية فوراً ، فما كان من القوّة الرئاسية إلا وألقت القبض على ذلك المعلم وألقت به على الحدود فعلاً ..دون أن يُمهل لحظة لتصفية استحقاقاته .
 هذا رد اعتبار لليبيين من معمر القذافي الرئيس الذي غضب عليه الشعب وسحله بالشوارع عاريا ، فما هي آمال العراقيين من وزير حكومة عراقية انتخبها العراقيّون بالمحبّة والقناعة والولاء ؟!!!
 إنَّ تربية الإنسان تبدأ من تربية النشء ؛ فالمجتمعات إنّما أصبحت عزيزة محترمة مكرّمة،من خلال الأساليب التربوية منذ الصغر في تعزيز الثقة بالنفس ، لا بالإهانات والتقريع والامتهان والتحقير ، فكيف ستكون الحال عند إهانة فتى في بدء مرحلة المراهقة .. مرحلة المتوسطة ، أمام أكثر من خمسين تلميذ في الصف ، لسبب واهٍ جداً .. أنه لم يجلب كتاب المطالعة - بسبب مرضه في اليوم السابق - وكان مدّرس اللغة العربية قد غيّر رأيه في يوم غياب التلميذ .. لم يعلم هذا التلميذ بالتوجيه ، فجلب معه كتاب النصوص الأدبية حسب التوجيه الذي قبل أمس ، فهل النتيجة المرجوّة هي أن يقوم مدرّس اللغة العربية بضرب هذا التلميذ – وهو مريض .. وولي أمره راجع إدارة المتوسطة وأخبرهم أنه بالأمس مريض – هل يحق لهذا المدرّس أن ينهال بوابل من الصفعات على هذا التلميذ لمجرد أنه أخرج كتاباً غير كتاب المادة باشتباه غير متعمد ولا مقصود - للأسباب الآنفة – هل صحيح أن يستخدم هذا المدرّس العنف الجسدي مع هذا التلميذ – الذي هو في مقتبل مرحلة المراهقة الحسّاسة .. مرحلة بناء شخصية الشاب – هل صحيح أن ينهال عليه بالصفعات القاسية أمام 52 تلميذاً في الصف ويكسر نظارته الطبيّة من شدة الضرب و يسقطه بين الرحلة ، مما تسبب في إختناقه وتعرّضه إلى حالة توتر نفسي بسبب شعوره بالامتهان أمام زملائه التلاميذ في الصف ، مما حدا بالسيد مدير المتوسطة والمدرّسين والفرّاشة – حال معرفتهم بالموقف هذا – إلى أن يتعاطفوا معه  فيحملاه على الراحة والمدارات مشكورين .. هذا التلميذ المسالم .. المتفوّق .. الذي نجح في المرحلة الابتدائية بدرجة المتفوقين هذا العام ، وكان الأول في جميع مراحل دراسته الابتدائية ، ومن المشهود له بالاستقامة ، وهو في أول العام الدراسي .. في الصف الأول المتوسط ؟!!!
نسأل معالي وزير التربية الأستاذ الدكتور محمد تميم المحترم ؛ الأكاديمي والسياسي والإنسان ؟
هل وزارة التربية مؤسسة للتربية والتعلم والتعليم ، أم دائرة من دوائر أمن صدّام ؟!!!
ننتظر جواب وزارة التربية حول عدم تفعيل الأمر الوزاري/ مكتب المفتش العام 
(15171 في 18/11/2012) !!! 
مع وافر التقدير