انتخبوني.. حتى اضمن لكم الجنة

 

الابتذال في الحياة السياسية , بلغ اقصى درجات الانحلال , في السياسية العراقية , فقد وصلت الى اسفل درجات الحضيض . فلم تعد السياسة في العراق تلتزم بضوابطها المعروفة , من القيم والاخلاق والمبادئ , فقد وصلت الى امتهان الشعوذة والدجل والضحك على عقول المواطنين البسطاء , بالشيطنة والمهزلة والمسخرة وبالسخرية , مغلفة بالكوميديا السوداء , من اجل اغتنام اكبر قطعة من الغنيمة والفرهود , والاستحواذ والانفراد بمرافق الدولة بالمناصب والمواقع الحيوية في الدولة , في هذا الزمن الاغبر , الذي ضاعت فيه المقاييس والمعايير , للمسؤولية والواجب والضمير . فان المصيبة التي نكبت العراق الجديد , ليس فقط الارهاب الدموي والفساد المالي والاخلاقي , وانما ضاع العراق باكمله , وتحول الى دويلات عصابات المافيا , التي تقودها حثالات النفايات , الذين نصبوا انفسهم او صياء على العراقيين , ليقودوا البلاد الى الخراب الكامل , بمورفين الطائفي المقيت , الذي يمزق ويفكك الوطن نحو الهدم الشامل , فضاعت بوصلة المواطن , ولم يعد يستطيع ان يحدد الاتجاهات , وهو يلوك ( علك ) الطائفية , كأنه يمضغ القات , لينسلق نحو الضياع والدياحة وخيبة الامال والاحباط الكئيب . فقد تحولت السياسة في عهد المالكي الى سكاكين لنحر الشعب على معبد جنون العظمة بالتمسك بالكرسي الملعون , واشباع جشع وطمع وانانية صعاليك السياسة . . ففي مصر لم يتحمل شعبها مهزلة حكم الاخوان المسلمين بشريعة الظلم والطغيان , سوى سنة واحدة ودفنوه وطمروه في مقابر الازبال الى الابد . اما في العراق الضائع فقد ضرب ارقاما قياسية , بالصبر والخنوع والمذلة والمهانة , بثماني سنوات عجاف من الجدب والتدمير من حكم المالكي , ولم تلوح في الافق بارقة امل او انفراج , بل يسير العراق الى مقصلة الاعدام في الولاية الثالثة , والتي ستكون بمثابة الضربة التي تقصم ظهر البعير , ليتحول العراق الى سرداق مظلم , يعبث به العابثون , دون قانون وشريعة ومحاسبة وعقاب , سوى ممارسة الشعوذة والدجل والضحك على الذقون . فحين يخرج السيد المالكي ليصرح ودموع التماسيح تنهمر منه دون انقطاع ( بان الفساد المالي آفة لتخريب البناء والاعمار ) ويستمر في بكاءه المزيف ( ان الارهاب والفساد المالي , وجهان لعملة واحدة لتفكيك وتمزيق العراق ) كأنه مواطن بسيط ليس له مهمات وواجبات ومسؤوليات , وكأنه ليس المسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية , الذي من اولى مهماته القصاص العادل والحاسم والسريع , في تطبيق القانون , لكل من يعبث بالوطن , وان يسرع في تطبيق الاجراءات القانونية , التي تحمي وتصون الوطن والمواطن , لكنه لم يفعل سوى تبليط الطريق بالورود للولاية الثالثة , والشعب يغوص في برك الدماء , بالمفخفخات والتفجيرات والقتل العشوائي .. فمتى يستفيق العقل العراقي على هذه المهازل ويمزق ثوب الطائفية , الذي جلبت كل شرور العالم , وجلبت كل اصحاب الكهوف والظلام ليحجبوا الشمس والحياة والهواء . متى يستيقظ المارد العراقي من سباته ؟ ليرمي هذه الحثالات , التي اوغلت في ظلمها وطغيانها واستهتارها ؟ . متى يظل الشعب يلوك الصبر والمهانة ؟ , لم يعد الصمت سوى ترك السكاكين ان تنهش جسد الوطن بسادية همجية..