هل نحن بحاجة إلى أن نكون لا سنة ولا شيعة ؟!!

 

 

 

 

 

 

وهكذا نجحت بريطانيا العظمى بعد (1303 عاماً) في تحقيق فرحة وعدها الاستعماري الخطير مرّتين ، ذلك الذي أسسته عام 710م على يد رجل مخابراتها في الشرق الأوسط المستر هامفر، الذي جاء لكي يخلق حالة لا سنية ولا شيعية بأمثال بعض حملة العداوات من أبناء الأمة الإسلامية المنادين بهذه الفكرة المفرّقة ، والأمّةُ ليست بحاجة إليهم .
الأجدر بهؤلاء أن يؤسسوا إلى مشروع أفضل من هذا ، مشروع لا يخلق النفور منهم، ولا مقاضاتهم تاريخياً ووطنياً ، بأن يدعوا إلى ((مشروع العراق الموحد))، الذي يجمع كل الأديان والطوائف والقوميات في المجتمع العراقي ، ولا يتدخل في المتبنيات العقائدية والقومية ، مثلما كنا بالأمس القريب ، عندما كان الشيعة والسنة يتزاوجون ولا يتكارهون ، كان الأكراد والعرب يتزاوجون ولا يتكارهون، عندما لم تكن المذهبية مشكلة ، ولا الطائفية مشكلة ، ولا القومية مشكلة عراقية ..  تلكم التي (كلـّها) كانت ولا تزال فتنة نائمة لعن الله من يوقظها.
أيها الفتية المنفعلون عودوا إلى رشدكم، احتفظوا بكينوناتكم ، لا تصادروها ، لأنكم سوف لن تخلقوا وئام ، بل ستخلقون خصام .
إذا كانت المشكلة اليوم هي الطائفية ، أنتم ترون أن تتخلوا عن مذاهبكم حلاً للمشكلة 
إذا كانت المشكلة غداً هي القومية ، يرى غيركم أن يتخلى عن القومية حلاً للمشكلة
إذا كانت المشكلة غداً هي الدين ـ كل الإسلام ـ كل المسيحية ـ كل الصابئية ـ ، يرى هؤلاء أن يتخلوا عن أديانهم حلاً للمشكلة
إذا كانت المشكلة غداً هي العراق ، يكون إذن التخلي عن العراق لكي يتم التعايش مع الدول التي لا تريد العراق .
بمعنى ؛ ما دامت مشكلة الفلسطينين مع الإسرائيلين هي فلسطين ، فلتكن إذن ؛ لا فلسطين ، بل؛ نعم لإسرائيل، لكي يعيش الفلسطينيون سعداء في أجواء اللامطالبة بفلسطينهم، (( والله يرتاحون أحس راحة، ويعتني بهم اليهود أحسن اعتناء، وسوف لن تـُقصف غزةُ أبدا) لكن ؛ الثمن بيع الكرامات الدينية والقومية الفلسطينية والعربية والإسلامية والإنسانية.
مشكلة العراق ليست السنة والشيعة ، وإنما مشكلة العراق عدم الوئام، وهذه حال العالم كله؛فالتنافر بين أكراد تركيا وأتراكها ليس سنياً ولا شيعياً، والتنافر بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية ليس سنياً ولا شيعياً، والتنافر بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران ليس سنياً ولا شيعياً، والتنافر بين القذافي وشعبه ليس سنياً ولاشيعياً، والتنافر بين زين العابدين بن علي وشعبه ليس سنياً ولا شيعياً، والتنافر بين المتخاصمين اليمنين ليس سنياً وشيعياً حسب ،بل؛شيوعياً وعشائرياً ..
إذا صادرنا الانتماء إلى مذاهبنا هروباً من الواقع ، يعني هروب الخمّار بكأسه من المشكلة التي سيعود إليها لحظة ذهاب سوْرة السكر القصيرة عن عقله.
علينا أن نؤسس لحلول عراقية غير متأثرة بالأفكار الشاردة والواردة ، بأن نؤسس إلى مشاريع توحدنا وتعالج مانحن فيه ، كما نحن في واقعنا !.. 
العراق اليوم بأمس الحاجة إلى أبناء يؤمنون بالعقائد والمذاهب كما هي ، لكن بصيغة التآلف، فإذا تخلت كلّ أمّة عن عقيدتها ، لأي عقيدة ستنتمي؟!! 
كما يقول هؤلاء سينتمون إلى أمة اللا إنتماء ، وعندما تكبر هذه المجموعة ، ستأتي بعدَ جيل ٍ من الزمان مجموعة ٌ غيرها ـ صحوةُ المجموعة ـ لتعود إلى معتقداتها الأولى ، فتتوالد مجموعة برَدَّةِ فعل عن المجموعة هذه، وبذا ستتولد حالة تناشز إجتماعي جديد ، وهكذا سيدور المجتمع العراقي في دائرة العقود الاجتماعية المفرغة، منشغلاً بأمور جانبية ..تافهة .. لم تكن مشكلة في يوم من أيام العراقيين ، فينشغل عن مشاريعه الوطنية الهادفة إلى وحدة العراق وتنميته وتطويره ورفاهية شعبه ، فيتأخر أكثر !!!..