غدر الانسان..!!

 

كان من بين ضحايا التفجير الإرهابي الإجرامي الذي وقع أول أمس أمام ( مصرف ) في منطقة ( الفيصلية ) في الساحل الأيسر لمدينة الموصل ، ( صبيّ يتيم ) كان ( والده ) قد استشهد هو الآخر كذلك قبل عام بسيّارة مفخّخة ، تاركاً له ( 8 ) شقيقات ، فوقع على ذلك الصبي البالغ من العمر ( 14 ) عاماً عبء إعالة ومعيشة شقيقاته الثمانية ، وكان يعمل ( عاملاً ) في ( مخبز ) يقوم بتوزيع الخبز على ( المطاعم ) القريبة من الفرن الواقع خلف المصرف ، وقبيل الإنفجار طلب الصبي من صاحب الفرن واستأذنه أنه سيقوم بتوزيع آخر وجبة خبز ، وبعدها يذهب إلى ( متوسطته ) ليدرك بدء الدوام المسائي ، لكنّ حظّه العاثر والتعيس لم يمهله ، فما أن اجتاز بالمصرف حاملاً أرغفة الخبز ( بيدٍ ) و ( حقيبة كتبه ) باليد الاخرى ، حتى حصل الإنفجار المريع بسيّارة ، لتحيله إلى أشلاء وتمزّقه ، ولتكون مأساته ( صرخة تحكي للعالم قصّة ضمير ميّت و حقّ أخرس ضاع بين أهله ) فيمجتمعنا الخانع القاتل والمشارك في ( صناعة الموت ) بسكوته المطبق اللعين هذا ؟ ! 
- رحم الله ذلك الصبي - وأعان ( شقيقاته الثمانية ) على الصمود أمام - مستقبل مجهول في بلد ممزّق وشعب عدواني ! ؟

مرثية لصباحات ومساءات الموت
ياقو بلو
-1-
اتسألني؟لست صاحب هذا الوجه
اكتسيت به،قبل طلوع آخر نهار
يحمل وطنا مسجونا على كتفيه،
ويفرش طريق الموت الى السماء
بورق ورد الربيع على وجنتيه.
-2-
اتسألني؟رأيته اولا،نجم مسجى
يلم بين بسط ذراعيه انين الدم
وتسع ازواج عيون حوله تصرخ:
من يكسر في ربيع خاطره المثلوم
قضبان الموت في سجن هذا الوطن؟
-3-
اتسألني؟لم اعرف اسمه الاول،
ولا عرفت ما ضير،او نفع الاسماء 
اعرف وجه الله في وجوه البشر
اسمه محمد،ربما بطرس،او عيدو
كل الاسماء في وطني المصلوب
مجرد شهود موت الطرقات.