العراق أرض المستقبل يقوده رجل من الماضي..!؟

 

 

 

 

 

 

يجهل المالكي لعبة السلطة والمحاور وماتخفيه من مخاطر. يشتري بقاءه بعقود تسليح. يمارس أبشع أنواع البطش بالشعب. بدل الإحتماء به. أنظمة النفط المتخوفة من "الثورات" تعيد حساباتها في علاقاتها وصفقاتها مع واشنطن بتحويل مجرى الإنفاق عليها لصالح "شعوبها" عملاً بخطة الراحل (زايد آل نهيان) الإحتماء بالشعب- المواطن ثم الوطن-. 
المالكي يعمل عكس ذلك مطالباً بإطلاق حرب عالمية "ثالثة" ضد "الإرهاب". ويعرف الجميع من يقصد بذلك. وكأن العراق ملكه وأُسرته- الدينية والحزبية-. ينظر "الغرب" للعراق أرضُ المستقبل لا أرض الماضي. أرض الشعب بهويته العربية. لا أرض أُسرة المالكي بانتماءها المذهبي والحزبي. 
ينظر صُناع القرار للمالكي بأنه أمسى وحيداً في ظلمه. يعود بالعراق إلى الإرتواء من البئر ذاتها: بئر التاريخ والموروث والخرافة والحلم أو ضغثه. شرعية سلطة المالكي في صيغتها التقليدية هي موروث ديني أو يتغطى بالدين يستمد فيها الحاكم شرعيته بوصفه ولياً للأمر واجب الطاعة في عدله وظلمه. ونادراً المالكي مايعدل إلا مع محازبيه وذويه. وفي صيغتها الحديثة وقد مثلته الإنقلابات العسكرية وأحزاب السلطة المطلقة وجمهورياتها ومعها نظمها الديكتاتورية ويتقدمها المالكي. نظام المالكي شكل آخر من الحكم يتغطى بالإصلاح ويستمد من الخارج أو من بطشه أو منهما معاً شرعيته. والتي ستزول دون أن يشعر وماتؤكده معلومات "واشنطن" الأولية أن هناك تنظيم سري "شيعي" يعمل داخل الجيش والشرطة والقبائل في مناطق النفط على الإطاحة أو التمرد على نظام المالكي، الذي في صيغتيه التاريخية والحديثة نصف إله، أبدي، مستمر حتى البلاغ رقم واحد أو الثورة والدم. مالم يتم الإطاحة به والقضاء على وباء (فرعنته) خشية إنتشاره بين الأُمم.