لقد وضع هنري كيسنجر يده على مقبض رحى الازمات، وجعلها تدور بكل ما اوتيت من قوة هذه المرة، هي ازمات لا يعرف سقف مراميها ولا يدركها الا هو واخوته المؤسسون والراسخون في العلم، وهو ــ هنري كيسنجر ــ من يمسك بيد العراق من اجل رميه الى ابعد نقطة باتجاه الهاوية، بواسطة حزب الدعوة وشرطيهم نوري المالكي. ان المدهش في الامر ان نوري المالكي يعلم علم اليقين ان تنفيذ مخططات الاخوة المؤسسون لا يجلب النهايات السعيدة ابدا، ففي حالة ما اذا لم تكن النتائج وخيمة جدا، ستضع الحرب الاهلية اوزارها بين ظهرانينا كما هو المخطط كاقل تقدير. فل نتخيل انفسنا من اليوم دولة مهترئة سياسيا كالصومال أو اسوء من ذلك. ربما صدق نوري المالكي نفسه وأوهمها بتلك الاكاذيب التي اقنع بها الشعب العراقي، كونه الرجل "الديمقراطي" الذي سيجعلنا نعيش في المدينة الفاضلة التي حدثنا بها افلاطون، وتلك كذبه اخرى... او ذلك الملاك الابيض الذي يحمل عصى سحرية ليحول العراق الى جنة موعودة، وربما نسي او تناسى أن نزواته السياسية مخصبة من براثن الفساد والمؤامرة وانه لا يعدو ان يكون عبدا مأمورا ليس الا. الا ان المريب في هذا كله ان الرجل المنصب من قبل الشرطي زلماي خليل زاد لم يرى في الموضوع خجلا وهو الخائن المتآمر في ان يحمل العصى لمحاربة كل من يقف في خط المعارضة، لكنه يجهل معنى السياسة الديمقراطية، وكثيرا ما يفسر المعارضة السياسية بانها تهديدا شخصيا، يجب طمره وطمسه على الفور من خلال كل الوسائل الممكنة غير آخذ بعين الاعتبار ان كانت دستورية ام لادستورية، وهذا ما اعلنه جهرا وجهارا أمام عدسات الكامرة خلال احد المؤتمرات الصحافية الذي تكلم فيها بنبرة حادة تجهل معنى الدبلوماسية ولا تؤمن بأدبيات الحوار، وصب جام غضبه على المعارضة وقال انه سيشكل حكومة غالبية محضة فشكرا له على عدم نفاقه والكشف عن نياته صراحة. المالكي اليوم ينفد الجزء الثاني من مخطط هنري كيسنجر واخوته المؤسسون التي تدارسها مع جورج نادر (ابو سليم) ممثلهم والحاكم الفعلي في العراق، وسامي العسكري وحسن السنيد حول ترتيب سيناريو للقيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، مشابه لسيناريو طارق الهاشمي باعتبارالعيساوي الشخصية المرشحة لقيادة القائمة العراقية، وكذلك لكونه احد الشخصيات المعتدلة التي تحضى بالمقبولية من جماهير عريضة. لا يوجد حل امام المالكي في ظل ما اقترفه من مطاحنات سياسية جلبت الخزي والعار للعراق سوى التراجع عن لعبته التي طبقها مع الهاشمي ويعيدها اليوم مع العيساوي وان لا ينتهز فرصة اقتراب موعد الانتخبابات من اجل توجيه اتهامات جديدة، فهل يستطيع يا ترى ان يغض الطرف عن اتهامات الهاشمي ووضعها في رفوف الاهمال مثل ما فعل مع التهم التي وجهت سابقا لحليف المالكي الجديد مقتدى الصدر، ونسيان مزاعمه حول رافع العيساوي؟؟ وهل يستطيع في حالة ما قام بذلك "وهذا مستحيل" ان ينفذ بجلده من صانعيه ومنصبيه؟؟ يتوقع أن تكون النتائج مزعجة للغاية، لان نوري المالكي ظن انه سينجع في تحقيق اهدافه المعلنة في ان يكون الرجل الوحيد على راس العراق خصوصا بعد سحب البساط من تحت ارجل صالح المطلك، وطارق الهاشمي، واليوم العيساوي لكن فاته انما سيحصل هو العكس تماما من منظور العقل ومن منظور الكثير من المفكرين والمحللين السياسيين حيث اعتبر الشيخ اسماعيل مصبح الوائلي رئيس المجموعة الدولية للاعلام ان المالكي اجهز على نفسه واصبح يعد العدة لنهايته السيئة، والتي يرجح الوائلي ان تكون عملية اغتيال بشعة. واضاف الوائلي: "ان ديكتاتورية المالكي ستثبت قصر أجلها وعدم استقرارها، ويمكن أن تنتهي بسهولة الى حرب اهلية جديدة بين ابناء المحافظة الواحدة، وقد تزداد وتيرة الهجمات الإرهابية وتتوسع رقعتها لتتحول الى تمرد كامل، خصوصا ما اذا افرز الوضع انقساما في الجيش العراقي على أسس مذهبية وعرقية حيث سينزلق العراق مرة أخرى الى حرب أهلية شاملة من دون أن يتمكن ايا كان من إنقاذ العراقيين من أنفسهم".
|