المقدمة ...
عندما تقاعد في عام 2001 معجزة التنمية الماليزية والأسيوية والعالمية رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد (أطول رؤساء الوزارة في ماليزيا حكماً (من 1981 إلى 2003) سئل عن أعظم انجازاته فرد " عندما استلمت رئاسة الوزراء في ماليزيا عام 1979 كانت نسبة الفقر المدقع 53% لكنها الآن 3% فقط وفقر مطلق ..."
في البرازيل عندما انتهت ولاية رئيسها لويس لولا دي سلفا ...بعد ان حقق انجازات كبيرة في مكافحة الفقر(في كانون الثاني/يناير 2003 ، بدأت حكومة لولا تنفيذ برنامج «نحوَ إنهاء الجوع »( «Fome Zero»
... خرج ملايين المتظاهرين مطالبين بتعديل الدستور لكي يتمكن دي سلفا من الاستمرار لولاية ثالثة ... لكنه رفض احتراما للنظام الديمقراطي ...
عندما استشهد رئيس الوزراء اللبناني عمر الحريري ... ودفن في إحدى الساحات في صيدا استمر طابور المعزين من أهالي صيدا لمدة تقارب العام ، مكتظين حول ضريحه يقرءون الفاتحة حسب أديانهم وطوائفهم ... وعندما سئلوا عن سبب تعلقهم بالحريري اجابوا ... فتح البيوت في صيدا ووفر العمل والعيش الكريم لأهاليها ....
حصل البروفيسور البنغلاديشي ...محمد يونس على جائزة نوبل في الاقتصاد ... لكونه بادر في عام 1972 لتأسيس مصرف سمي ببنك الفقراء يقدم قروض للنساء القرويات ليتمكن من العمل وكسب معيشة لعائلاتهن وقد بلغت القروض المقدمة حوالي 11 مليون قرض .
حصل البروفيسور الهندي أمارتايا صن على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1998 والذي يلقب بأم تريزا الاقتصاد التنموي ، وذلك لكونه فسر الفقر على انه تقييد لحرية وإمكانيات الناس وان الهدف من التنمية هو كسر هذا القيد ليصل لمفهوم " التنمية تعني.. الحرية "
محبوب الحق شريك امارتايا صن عالم اقتصاد شهير من باكستان. اهتم بنظريات تطور المجتمع الإنساني ، وساهم مساهمة كبيرة في إنشاء مؤشر التنمية البشرية النابع من الأمم المتحدة. وكانت أفكاره واقتراحاته الأساس الذي أنشئ علية المجلس الاستشاري للاقتصاد والمجتمع في الأمم المتحدة .حصل على جائزة نوبل ، توفي عام 1998 وقال عنه كوفي عنان "موت هذا الرجل خسارة للعالم"...يتفق مع امارتيا حول مفهوم الفقر والتنمية ...اعتمد دليله في قياس التنمية البشرية العالمي السنوي معيار لما تنجزه دول العالم لمواطنيها في مكافحة الفقر والتنمية الاجتماعية .
في التراث الإسلامي ، ورد في القرآن الكريم
لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف {قريش/4}. وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
( الانسان 8).
وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ( الاسراء26).
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً (الاسراء 70).
" لو كان الفقر رجلاً لقتلته ”
الإمام على بن أبي طالب
”عجبت ممن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه“
الصحابي أبو ذر الغفاري
في الأدب العربي كتب د.محمد زكي رئيس تحرير مجلة العربي
الفقر مذلة جسم ومذلة نفس
الفقر ليس من عمل الدنيا ولكن من عمل الإنسان
الطبيعة خيرة لم تبخل على الإنسان ليشقى
العمل طارد الفقر ، وفقر الامم انما يكون من قلة العمل
العاملون الكاسبون في الامم المتخلفة قلة ، واكثر الناس عالة
إن الطبيعة قد حبت كل مجتمع من اﻟﻤﺠتمعات بمصادر للثروة قادرة إن استخدمت استخداماً اقتصادياً سليما على تلبية احتياجات جميع الأفراد.
في التراث العالمي
قال سقراط "الفقر مولد الثورات والجرائم "
في الثورات :
كومونة باريس في فرنسا وثورة اكتوبر في روسيا
في حقوق الانسان:
يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق .
الفقر يعني ان يكون الانسان مهمشا اي فاقد لكرامته بالنظر لفقدانه حاجات تكوين انسانيته " كل الحاجات التي تدخل في تشكيل الشخصية الإنسانية كما نعرفها تعد أساسية
أن نشدان الكرامة طبيعة متأصلة في الإنسان وهي بذاتها احتياج إنساني جوهري انه احتياج لا يظهر في الإحصاءات إلا أن إحباطه يمثل سببا كافيا للعديد من التصرفات المناهضة للمجتمع".
الفقر مشكلة اجتماعية اقتصادية سياسية إنسانية ... تعاني وعانت منها كل المجتمعات ولازالت المشكلة الأولى والأعقد على المستوى العالمي ...لذلك اجتمع كوفي عنان مع 189 من زعماء العالم ووضعوا أهداف تنموية عام 2000 الهدف الاول منها الحد من الفقر والجوع بحدود عام 2015.
مع ميزانية خرافية لاتتوافر في اي من دول العالم ، تجاوزت الـ 700 مليار دولار لم تستطع حكومة المالكي " التوافقية ، المحاصصاتية ، التشاركية " ، ان تحقق وفق المعايير العالمية أي انجاز في مجال مكافحة الفقر ... فقد تجاوز الـ23% على المستوى الوطني ، وبقيت مأساة الفقر تتصاعد عن معدلاتها في المثنى وذي قار الحدود المقبولة انسانيا وهي على التوالي 45% ، 35%، وهذه النسب تنتظر انضمام محافظات بابل وصلاح الدين والبصرة .