ما لا يعجبني في شهر محرم... أن نستعد ماديا لاستقبال عشرة محرم من ملابس وغيرها وننسى أن نهيئ أنفسنا فكريا وروحيا لدروس الثورة الحسينية...
ما لايعجبني في عاشوراء أن تمتلئ طرقاتنا بالأكل والمشروبات وكأننا في مهرجانات فرح همنا الطعام وننسى إن الحسين قُتل عطشاناً... ظمآن... وننسى لماذا قتل الحسين ؟؟؟
ما لا يعجبني في عاشوراء... أن تتنافس المآتم الحسينية وخصوصاً النسائية بتقديم المأكولات والمشروبات وتكون منافستهم الوحيدة من الأفضل والأكرم في تقديم المأكولات وتنسى القيمة الحقيقية والرسالة العلمية للمآتم الحسينية...
ما لا يعجبني في عاشوراء.... تلك الفتيات اللاتي يحضرن لتعزية أبا عبدالله وهن في قمة أناقتهن وتبرجهن ويتبادلن الحديث والعلك إثناء قراءة الخطيب وكأنهن يشاهدن برنامج أو يستمعن لإذاعة ولا ترمش لهن طرفة عين ولا يهتز لهن قلب على مصاب أبي عبدالله...
ما لا يعجبني في عاشوراء ...أن يمر العزاء والشباب في لطم وعزاء بينما هناك شباب واقف بقصة شعر وسلسلة متدلية على الصدر يتفرج على العزاء ولا يشارك في عزاء أبي عبدالله....
ما لا يعجبني في عاشوراء أن تكون مسألة عاشوراء مسألة وقتية لا نستفيد من أهدافها وقيمها طوال حياتنا...
ما لا يعجبني في عاشوراء إننا جعلنا الحسين رمزا لللطم والبكاء والتراجيديات الحزينة ونسينا الدروس المستفادة من الثورة والإباء ورفض الظلم...
ما لا يعجبني في عاشوراء... أن تمتزج شعائرنا بأشياء غريبة ونخلط بين الفرح والحزن... فمثلا : ليلة ثامن توزع الورود والحلويات بأشكال وأفكار كالتي تقدم في أفراحنا وأعراسنا ( وخصوصاً في المأتم النسائية)... ونسينا إن القاسم قدم لنا أروع نموذج للتضحية وأكبر من تلك التي نعملها في مآتمنا...
ما لا يعجبني في عاشوراء... أن نستمر في العزاء على الحسين إلى وقت متأخر من الليل ومن ثم نتكاسل لأداء فريضة صلاة الصبح... وننسى أن ثورة الحسين ما قامت إلا من اجل المحافظة على الصلاة...
ما لا يعجبني في عاشوراء... أن تسير مواكب المعزين مخلفة ورائها كومة هائلة من القمامة ويتناسى المعزون عند شربهم وأكلهم بأن هناك حاويات للقمامة...
*** نحن اليوم مراقبون عالميا من أجل انتقاد أقل هفواتنا... لننشر قضية الحسين... حسين الكرم... حسين الاخلاق... حسين التسامح... حسين الشهادة... حسين الحق... حسين العدل... حسين الانسان برقي وحضارة... |