رئيس دولتنا يبيع سمك في الشط !

 

يقال إن زيارة المالكي إلى الولايات المتحدة قد بدأت يوم الثلاثاء.. تتابع الخبر عن تلك الزيارة من خلال وسائل الإعلام الأميركية فلا تجد أية أصداء لتلك الزيارة المتكونة من أرفع مسؤول حكومي عراقي , ليس فقط رئيس الحكومة , إنما الوفد المرافق له .. فجأة يظهر خبر يقول : إن الرئيس باراك أوباما سوف يلتقي الوفد العراقي برئاسة رئيس الوزراء العراقي بعد يومين , أو بالتحديد يوم الجمعة ! .. لكن الوفد العراقي برئاسة رئيس الوزراء لم يظل معلقا حتى ينتهي رئيس الولايات من أجدنداته الداخلية التي تضج بها وسائل إعلام أميركا والمتحورة حول health care أوباما كما أظن .. لكن تلك القضية ترتبط بجدولة الأعمال لمسؤول الدولة الأول , فمن غير المعقول أن يزور دولة ما لدولة أخرى وإذا بمسؤول الدولة الأخرى تراه منشغلا بحدث داخلي .. المفروض بمسؤول هذه الدولة أن يضع إعتذارا لمسؤول الدولة الزائر بأن يؤجل زيارته , أو إن المسؤول الزائر يعطي إشارات عن تأجيل الزيارة حتى تتم أو يتم إنقشاع الأزمة الداخلية للبلد المُتأزم داخليا .

كيف نفهم حالة مثل تلك ؟ بالنسبة لي لم أمارس العمل الدوبلوماسي لكي أبت في هكذا قضية .. لكني أستطيع القول : إن السيد رئيس وزاء العراق كان مُتلهفا للقاء المسؤولين الأميركيين وعلى الأخص الرئيس الأميركي أوباما , وخلفية التلهف للمسؤول العراقي تأتي ضمن خلفية تصاعد العمليات الإرهابية التي أخذت تعصف بالعراق في الفترة الأخيرة , إلى درجة تجاوزها لفترة العنف بين سنتي 6- 7 .. الواضح إن السيد رئيس الوزراء على حق مطلق في تلهفه , إذ يبدو إن الرجل تصور إن رحيل الأميركان لا يعني شيء عظيم بالنسبة له , لا بل إنه إحتفل وإعتبر إن رحيلهم يُعد عيدا وطنيا كإيحاء للأخرين المناهضين للوجود الأميركي , واليوم بعد أن لُدغ من الجحر رجع لهم مستغيثا , وبالطبع هو يعي مطلقا ماذا يفعل , لكن الذي لم يفهمه بإطلاق أيضا هو : إن أولئل القوم أصحاب خبرة ممتدة عبر التاريخ , نعم قد يُلدغون مرة وإثنين , لكنهم ليسوا على إستعداد للقادمات .

وهنا سوف ينبثق عدم الإكتراث الأميركي , فإذا كان رئيس وزراءنا المحترم متلهف لزيارة الولايات المتحدة ولقاء مسؤوليها رغم التهميش وعدم الإحترام الذي سوف يناله من تلك الزيارة , فإن المسؤول الأميركي سوف يقول لرئيس وزرائنا المحترم : يا سيد الإرهاب اليوم لم يعني ذلك الإرهاب الذي ضرب أبراج " نيويورك " , الإرهاب اليوم أنتم الذين تخترعوه وُفق أهوائكم المذهبية , أنتم الذين تصنعون الإرهاب نتيجة الإنتقائية المذهبية , أنتم الذي تخلقون الإرهاب نتيجة تعاملكم مع دولة مذهبية صارخة المعالم .. وربما سيقولون لهذا المسؤول العراقي : هل بمقدورك أن تنقض معلومات إستخبارية مكينة تقول : إن إيران هي مرتع لتنظيمات القاعدة التي تصب جام غضبك عليها اليوم 

الأكيد إن هذا المسؤول العراقي سوف يظل حائرا عن المستوى المعلوماتي التخريبي للمخابراتي الإيراني لو تناولته عيونه وأسماعه .. وربما لا يستغرب لأنه قد يكون أحد أدواته .

من هنا سيكون الرد من المسؤول الأميركي : ربما أتفق معك في جزء مما تقول , لكني لا أشتري سمك في الشط !