مهرجان تكريم علماء محافظة صلاح الدين



اقامت الجامعة الاسلامية في محافظة صلاح الدين هذا اليوم احتفالا لاستذكار علماء المحافظة ونتاجاتهم عبر التاريخ الموثق وهي مبادرة لفتت انتباهي واثارت اعجابي فالعلماء احياء ويجب ان يظلوا كذلك ، وان طواهم الموت فلايجب ان يطويهم النسيان.
ومن خلال متابعاتي وجدت ان ثلاثا من اصل ثمانية عشر محافظة عراقية تهتم حاليا بالاحتفاء بعلمائها وهي نينوى ، صلاح الدين والنجف الاشرف ، فيما ان هناك محافظات اشتهرت تاريخيا بانها مأوى العلماء والادباء والفنانين ومازالت متون الكتب ترعف من علومهم ونتاجاتهم كالبصرة وبغداد وبابل وواسط وميسان فضلا عن محافظات كردستان العراق ، هكذا ينظر العالم للعراق اذ يرى فيه جامعة كبيرة للعلم والفن والاداب.
ان انشغال الحكومات المحلية بالهموم المعاشية والخدمية لمحافظاتها لاينبغي ان يكون حاجزا دون اقامة مهرجانات سنوية للاحتفاء بتلك الشخصيات العظيمة وهي نشاطات ليست مكلفة باكثر مما تكلف احتفالات اخرى لمناسبات اقل شأنا واهمية كما ان رعاية بيوت تلك الشخصيات وتحويلها الى متاحف يعطي للمحافظة رونقا وجمالية.
عام ٢٠٠٥ تسنى لي زيارة العاصمة الفرنسية باريس لحضور مؤتمر لليونسكو وقد اصطحبني الدليل السياحي الى (حي الثقافة) حيث ماتزال بيوت الكتاب والمؤلفين مثل الكسندر دوماس وفيكتور هوغو وغيرهم موجودة وكذلك الحديقة التي كان بعضهم يكتب مؤلفاته فيها منذ ١١٠٠ عام وهناك يسكن وزير الثقافة ، وعلى احدى نواصي الشارع الرئيسي يتموضع متحف بيكاسو وتنتشر معالم اخرى تجعلك مأخوذا بالمكان مع صمت وهدوء يضاهي هدوء المكتبات العامة.
صحيح ان هذا طريق طويل ولكنه ليس صعبا ولامكلفا ويمكن تحقيقه خلال خمسة سنوات بميزانية بسيطة وفي جميع المحافظات.

١ ت٢ ٢٠١٣