عشرون وصية في آداب حضور مجالس الإمام الحسين (عليه السلام)








ان حضور مجالس عزاء سيد الشهداء (ع) يمثل إقامة لشعيرة من شعائر الدين الحنيف….ومن هذا المنطلق احببنا التنويه الى ملاحظات مهمة في هذا المجال :

1_
لابد لأصحاب المجالس من قصد القربة الخالصة لله تعالى.

2_
ان مجالس ذكر الحسين (ع) إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى، فلابد من توقير تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية والطهور، واستحضارها كجامعة من اعرق الجامعات الإسلامية.

3_
لابد من الإستعداد النفسي قبل دخول المجلس ، فيستحسن الإستغفار وذكر الله كثيراُ ، والصلوات على النبي وآله الطاهرين ، ولا يفوتنا ان ننوه الى ان الأمام الرضا (ع) وعدنا بذلك من خلال قولهِ : ان البكاء عليه يحط الذنوب العظام.

4_
اذا كان المجلس مقاماً في بيت من بيوت الله تعالى ، فلا تنسى تحية المسجد بركعتين مع التوجه ، بألأضافة الى مراعاة جميع آداب المسجد المعروفة في الفقه .

5_
ليكن الهدف من استماع الخطب ، هو استخلاص النقاط العلمية التي يمكن ان تغير مسيرة الفرد في الحياة ، وعليه فأنظر الى ما يقال ، ولا تنظر الى من يقول ، وعلى المستمع ان يفترض نفسه انه هو المعني بالخطاب.

6_
لنحاول ان نعيش بأنفسنا الأجواء التي يمكن ان تثير عندنا الدمعة ، وذلك بأستذكار ماجرى في واقعة الطف ، من دون الأعتماد على ما يذكره الخطيب فحسب..

7_
اذا لم نوفق للبكاء ، فلنحاول ان نتباكى ونتظاهر بمظهر الحزن والتلهف على ما دهى سيد الشهداء (ع) مع عدم الأعتناء بالجالسين حولك ، فأن من تلبيس ابليس ان يمنعنا من ذلك بدعوى الرياء ..

8_
اذا استمرت قسوة القلب طوال الموسم ، فلنبحث عن العوامل الموجبة لهذا الخذلان ، وكم من الجميل ان ينتهي موسم الولاية بخاتمة توحيدية بمعنى الإنابة الى الله تعالى .

9_
لنستغل ساعة الدعاء بعد انتهاء المجلس ، فأنها من ساعات الأستجابة ، فأنه من الممكن ان يحقق العبد حاجاته الكبرى بعد الدموع التي جرت على احب الخلق الى الله تعالى في زمانه ..

10_
لنحاول ان نبحث عن التنوع في مجالس العزاء ، اذ لكل مجلس هيئته الخاصة ، ولكل خطيب تأثيره الخاص.. وعلى المستمع ان يبحث عن المجلس الذي يثير فيه العَبرة والأعتبار ، تاركاً كل الجهات الباطلة الأخرى.

11_
لنحاول أن نفرغ انفسنا ايام عاشوراء من مشاغل: العمل والدراسة والتجارة وذلك اقامة للحداد على سبط النبي الذي كان يؤذيه بكاؤه وهو صغير، والامر يعطي ثماره عندما يكون ذلك مقترناُ بشيء من المجاهدة في هذا المجال.

12_
اذا كنت في بلدٍ خالٍ من مجالس الحسين (ع) فاستعن بالمسموعات والمرئيات والمواقع الهادفة .

13_
ومن الراجح ان لايقتصر الامرعلى مجرد الشحن العاطفي بمعزل عن الشحن الفكري ، فإن من اهداف هذه الحركة المباركة هو تحريك العباد الى المنهج الرباني الذي كادت تضيع معالمه عندما اقصى الظالمون الامام عن الأمة .

14_
إن علامة قبول العزاء : وعظا، واستماعا ، وبكاءا ، وابكاءا هو الخروج بالتوبة الصادقة بعد الموسم.

15_
حاول ان تصطحب اهلك واولادك واصدقاءك لمجالس الإمام الحسين (ع) فإنها مكان التحول الجوهري حتى للنفوس العاصية.

16_
يغلب على بعض المستمعين - مع الاسف- جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء المجلس مباشرة ، وفي ذلك خسارة كبرى لما اكتسبه اثناء المجلس.

17_
الهدف الأساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله تعالى ، وبما اراده امراً ونهياً وهي الاهداف الّتي قدم الانسان نفسه من اجل تحقيقها ، وما قيمة بعض الحوائج المادية الفانية في مقابل النظرة الألهية للعبد التي تقلب كيانه رأساً على عقب..

18_
ان المغزى في هذه المواسم بالدرجة الاولى هو بقية الماضين منهم ، ألا وهو صاحب الأمر(عج) ، فحاول استحضار درجة الالم الذي يعتصر قلبه الشريف..

19_
ان البعض ينظر الى ماجرى في واقعة الطف وكأنه ملف فتح ليختم والحال اننا مأمورون بالتأسي بالنبي الأكرم وآله عليهم السلام ، ومنهم سيد الشهداء (ع) : رفضاً للظلم ،وذكرا لله تعالى على كل حال، وفناءا في العقيدة ، واستقامة في جهاد الأعداء ، وبصيرة في فهم حدود الشريعة ..

20_
إن من الملفت حقاً تنوع العناصر التي شاركت في واقعة الطف .. فمنهم الشيخ الكبير ومنهم الطفل الرضيع ومنهم الشاب في ريعانة شبابه ومنهم العبد الأسود ومنهم النساء .... اليس في ذلك درسٌ للجميع وان التكليف لايختص بفئة دون فئة اخرى ، وان الله تعالى يريد من كل واحد منا ان يكون رافعا لواء التوحيد اينما كان ؟!.