لمن تردعه وخزة ضمير

 

 

 نوري المالكي في واشنطن . وبين ذين التاريخين سب والعن الاول والثاني والثالث من الرؤساء ورؤساء الحكومات والبرلمان الذين توالوا على ادارة البلد منذ مجلس الحكم سيء الصيت وحتى رئيسنا المعتل ابو قباد . امسح الارض بهم واحدا واحدا ولا تخش في ذلك لومة لائم ، وليس مهما ان تراعي الانصاف في ذلك . اخرجْ ملفات الفساد واحدا واحدا وضاعف ارقامها وضاعف معها اللعن ولا تلتفت ، فالفساد في البلد تجاوز ارقام الحواسيب . تحدث عن الصفقات المشبوهة والعمولات التي رفعت البعض من منصب خفير الى سعادة وزير . او من همل خسيس الى فخامة رئيس او من خائب الى نائب . شرَّ على حبال الفضاحيات كل فضيحة مالية كان ضحاياها ملايين المعوزين الذي لا يملكون لانفسهم قوت اليوم . اكتب رسالة دكتوراه بدرجة امتياز في سوء الخدمات واهدار المال العام باقصى ما يسمح به خيالك المجنح ، ثم اتلُ بعد ذلك علينا سورة الوعود المعسولة التي تفنن ويتفنن في تسطيرها المسؤولون في اعلى مناصب الدولة السائبة . فصّلْ في الثراء الفاحش الذي استيقظ عليه الكثير من نواب البرلمان العاملين في حقل النزاهة المخضوضر . تحدث كما يحلو لك عن تنامي صلاحيات سوبر حمودي المنطلقة الى العالم الخارجي من نوافذ المنطقة الخضراء . اتهم اباه حجي نوري ببيع سيارة الملك غازى وقبض ثمنها ثمانية ملايين دولار عدا ونقدا فنصدقك . حدث ولا حرج عن انهيارات مؤسسات التعليم والزواج ورياضة الكونغفو و مطعم ابو يونان . احك لنا قصصا عن ترهل حقائب سفر خبير المرجعية الذي سافرت فيها استثماراته المباركة الى المانيا وجاراتها حيث الرساميل هناك تنام رغدا فلا ضرر ولا ضرا … تحدث عن كل ذلك واضعافه عبر وسائل الاعلام الداخلية والاجنبية مقروئها ومسموعها و مرئيها ومفسبكها . فلن تجد معترضا حتى وان لم تتوخ الدقة في الارقام والاسماء فالفضاء مفتوح للجميع على الجميع . كل ذلك قابل للهضم والاستيعاب لان العراق اليوم اصبح اشبه ما يكون بخيمة يتعامل معها الكثير وكانها تشارف على الاحتراق . كل ذلك مفهوم ولسنا بحاجة الى محلل في الشؤون الاستراتيجية على الفضاحية الغطرية ليفك لنا رموزه المستعصية على الفهم . ما لا يحق لك – شريطة ان ينبض في شرايينك ضمير حي – ان تقارن عراق ماقبل نيسان الفين وثلاثة بما بعده ، وان تضع المالكي مقابل صدام واحمد مقابل عدي و ومؤسسات امن اليوم مقابل اجهزة رعب الامس . منذ ان استلم بطل الحفرة مقاليد الحكم اقحم العراق في اربع حروب طاحنة سيئن من ويلاتها الى قيام يوم الدين . و منذ ان استلم صدام الحكم اصبح العراقي يخاف على نفسه من ابنه ، وعلى ابنه من نفسه . ومنذ ان استلم صدام وبنوه دفة الحكم تحول البلد الى تقرير حزبي طويل عريض حوّل البلاد والعباد ، او قل طائفة منه ، الى مقبرة جماعية ،دفن فيها الرضيع والمرضع والشاب والهرم في حفرة واحدة . من كان يتقاضى راتبا لا يتجاوز ثلاثة دولارات في الشهر هي سعر طبقة بيض يفهمني . من لم يراوده حلم السفر شبرا الى خارج سجن العراق المظلم يفهمني . من كان يحقق معه ارذل خلق الله ثلاث ساعات في سيطرة "تل لحم" قرب الناصرية يفهمني . من جرفت الجرارات بساتين ابيه في الدجيل يفهمني . من مسح برزان التكريتي ذكر اسرته من سجلات النفوس يفهمني . من دفعت عائلته دراهم معدودات ثمن الرصاص الذي اعدم به جورا وطغيانا سيفهمني . من كان يترقب على مدى ثلاثين عاما زوار الليل الجبناء ليجهزوا على ما تبقى من انفاسه يدرك تماما ما اقول . من ذوب ابوه واخوه بالأسيد في البيت الابيض البغدادي على مرأى عينيه يفهمني . من داعب الاوغاد صدر اخته امامه لاستدرار اعتراف كاذب منه يفهمني . من تساقط على حاضرته المشرفة ثلاثون صاروخ ارض - ارض يفهمني . من تحولت قبة سيد الشهداء في مدينته المنكوبة الى غربال يفهمني . من شهد وشاهد سقوط خمسة مراجع مضرجين بدمائهم الحسينية يفهمني . من سمع بحلبجة يفهمني . من قرأ الانفال يفهمني . من يتذكر وحشية قتل فيلسوف العرب الاكبر واخته الزينبية يفهمني . من امضى عشرين عاما في قبو تحت الارض هربا من عصابات العسكر يفهمني . ألاف المهجرين الذين ارغموا على ترك ديارهم يفهمونني . من طحنه الحصار وهو ينظر الى قصور جزار تكريت تتضاعف بمتوالية هندسية يفهمني . من اعتدي على عرضه وهو ينظر الى عدي يتصيد الغيد الحسان في حي المنصور يفهمني . ابناء حملة تطهير السجون بقيادة ولي العهد الامين يفهمونني . الذين ولدوا في الزنازين الرطبة يفهمونني . المراهقات اللائي افتضت براءتهن في الغرف الموبوءة يفهمنني . شهود كل ذلك حاضرون بين ظهرانينا . لا اتحدث عن زمن يزيد وابيه اللعينين ، فقد تكذب الكثير من الروايات عن سقوطهما في وحل الاجرام . انما اتحدث عن دم ما زالت رائحته تعطر الارض وجنايات قبحت وجه التاريخ . لو ان في القران الكريم هذه الاية فقط لكفته خلودا ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا ، اعدلوا هو اقرب للتقوى ) … مالكم كيف تحكمون .

*********

في حال شعورك بالضيق مما اكتب ، لا تتردد -رجاء- في طلب الغاء عنوانك البريدي من مفضلتي  

وشكرا