ما معنى علي الموسوي؟

 

 

 

 

 

 

علي الموسوي في قاموس السياسة العراقية المعاصرة، أن تكون مقداما وجسورا فى معارضة كل من يختلف مع سكان مجلس الوزراء، وأن تصرخ فى وجوه من يسالون: ماذا يجري الان؟
علي الموسوي أن تضبط ساعتك على ابتسامته وهو يظهر من على شاشة التلفزيون يلقي خطب عن حكمة وروعة كل كلمة يقولها رئيس مجلس الوزراء. 
علي الموسوي أن تعلن قبل اشهر أنك ضد تدخل امريكا في الشان العراقي وتقول لوسائل الاعلام إن: "الانتخابات العراقية شأن عراقي داخلي لا شأن لأميركا به وإن الحكومة العراقية من جانبها لن تسمح بأي تدخل خارجي ومن أي طرف كان". 
ثم تقول امس أن "لقاء المالكي باوباما كان اكثر من ناجح ولم نكن نتوقعه على كل المستويات". 
لكن ما مناسبة هذا الكلام؟.. المناسبة أن الأستاذ علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء ، خرج علينا بتصريح لصحيفة الشرق الاوسط يقول فيه: "إن المالكي ذهب إلى واشنطن ليواسي أوباما الذي قال لرئيس مجلس الوزراء " إن معاناته مع الكونجرس هي شبيهة بما يعانيه المالكي مع شركائه السياسيين"! 
الموسوي ومعه عدد من مقربي رئيس مجلس الوزراء أمسكوا بهوامش الزيارة، هربا من مواجهة تفاصيل مهمة نشرتها الصحافة الأمريكية أكدت فيها أن المالكي لم يحصل خلال زيارته واشنطن على التزامات من الإدارة الأمريكية بشأن التسليح، وذلك بسبب تخطيطه لتولي الحكم لولاية ثالثة.
للاسف ينسى السيد الموسوي أن المواطن العراقي الذي يخاطبه، لا يهمه إن كان أوباما قد أخذ المالكي بالأحضان، أو أن بايدن "طبطب" على كتف رئيس مجلس الوزراء إعجابا، وأن العراقيين الآن لا يريدون من السيد أوباما طائرات من دون طيار، ولا قنابل ذكية مثلما يطمح المالكي ومعاونوه.. يريدون فقط إعادة بناء علاقة صحية بين العراق وأمريكا، على أسس غير التي بُنيت عليها في زيارة المالكي السابقة التي عاد منها " أبو إسراء " انذاك منتصرا، متبخترا يمسك في يــد العصا لمن" يعصي ".. الناس تريد أن تعرف ماذا يُخبّئ لهم المالكي بعد زيارته هذه، وهل هناك ملف قديم سيعرضه من على شاشة العراقية، من أجل أن يخلط الأوراق ويطيح بالقليل المتبقي من الاستقرار؟
المواطن يريد إصلاح البيت العراقي الذي تخلخلت أسسه بسبب مزاجية السيد المالكي، وشرود خضير الخزاعي، وتوابل الموسوي..الناس تريد أماناً واستقراراً وخدمات وعدالة اجتماعية.. يريدون بلادهم التي انتزعها الأمريكان من صدام، ليسلموها على طبق من ذهب إلى أحزاب لم تبلغ سن الرشد بعــد. 
ينسى السيد الموسوي أن النظام السياسي في أمريكا، لا يسمح لأوباما، ولا لأي شخص أن يأكل الدولة ويهضمها.. واعتقد انه يدرك جيدا أن الجدل الصاخب والمعارك داخل الكونجرس الأمريكي حول تفاصيل في السياسات الداخلية والخارجية، كلها تصب في صالح استقرار أمريكا. ولم نسمع أوباما يوما يقول عن منتقديه إنهم أعداء، وعن معارضيه بأنهم خونة ومجموعة فقاعات..
هذا ما يجعل المعركة الاخيرة التي خاضها أوباما حول الموازنة قوة مضافة للنظام، لا ضعف له، كما أن أوباما عندما نجح لم يعتبر أن الفرصة سنحت له للسيطرة على الآخرين وإقصائهم. 
ورغم أنها كانت واحدة من أشرس معارك السياسة الأمريكية، واستخدمت فيها كل الأساليب، إلا أنها انتهت بالاعتراف المتبادل: الجمهوريون بالموافقة، وأوباما بأنه لا يملك وحده مفاتيح البلاد، اعترافات ليست إنشائية، لكنها وعي بأنه لكي تكون حاكماً، فاعرف أن قوتك ليست في التهام الآخرين، ولكن في صنع علاقات تظل فيها أنت القوي والمسيطر.
بهذا المنطق تساءلت: ماذا سيقول أوباما للمالكي وهو يراه مصرّاً على التهام العراق بأكمله وتوزيع ما تبقى منه على ولده العزيز؟
والواقع أن السؤال كان أكبر مما توقعت، خصوصا أن السيد الموسوي أخبرنا أن أوباما استنجد بنوري المالكي، وسأله سؤالا محيراً: ماذا أفعل؟
وهو السؤال الذي يجعل من الحكايات التي سيسردها المقربون والأحباب، من أن الزيارة بحاجة إلى كمية جديدة من " التوابل " لكي يهضمها جميع العراقيين!