الاستنصار الحسيني – يوم الثاني من محرم 1434... الشيخ عبد الحافظ البغدادي |
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي فدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ ………… تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ ....... نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ .... خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ .... جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ ...... بِروحي إلى عَالَـمٍ أرْفَـعِ وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ .. . بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ حمراءَ " مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ" تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ ..... .. وَالضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا ... ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها ... كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ ..... ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود ... خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ ...... بِأَعْظَـمَ منهـا ولا أرْوَعِ بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ بسم الله الرحمن الرحيم { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } الآية المباركة تتحدث عن مجتمع فيه ديانة معينة ولكنهم لا يعيرون أهمية لرسالة السماء .. بالنتيجة هم يؤمنون بالله ولكنهم ليس شرطا من يؤمن بوجود الله ان يتقبل أمر الله .. هناك عشرات الآيات تشير لهذا المفهوم منها قوله تعالى: {كَذَلك نُصَرِّفُ الآياتِ لِقَوْم يَشْكُرُونَ} أي نبينها بأمثله بسيطة ليستفيدوا منها ويشكروا ربّهم عليها. وهذا أشبه شيء بالمطر الذي ينزل على الأرض ..كذلك نزول الوحي من السماء المطر والوحي ينزلان على القلوب كلها بشكل متساو، وإذا كان هناك قصور أو تقصير فمن القلوب والأراضي ذاتها، لان بعض الأراضي غير مستعدة وغير مؤهّلة لنمّو النباتات فتنمو فيها الأشواك والأدغال ويزيد فيها الملح بسبب المطر أو تتحول إلى برك وأطيان ... كذلك بعض القلوب فإنَّها غير مؤهلة للهداية وترى نفسها في غنى عن الوحي الإلهي...... لِمَن هذا المثل؟ اغلب المفسرين يرون إن المثل الإلهي جاء في الكفار والمؤمنين ، أي شُبِّه الوحي الإلهي هنا بالغيث، باعتباره ينزل على جميع القلوب، لكن لا يفيد منه إلاّ ذلك البعض الذي يكون مصداقاً للبلد الطيّب، أي يحضى بقلب طاهر، وتكون ثمار هذه الاراضي الطاهرة هي الأخلاق الحسنة والإيمان القوي والشوق إلى أولياء الله، والإخلاص في العمل، والعمل بما تستدعيه الوظيفة الشرعية ... وفي مقابل هؤلاء الكفّار الذين قلوبهم تشبه الأراضي الملوّثة التي لا تستفيد من المطر شيئاً..... كان اليهود ينتظرون مجيْ عيسى بما بشر به موسى{ع} ولكن حينما ظهر عيسى {ع} تعرضت مصالحهم للخطر .. واغلب الناس حين تتعارض مصالحهم للخطر يفضلون المصلحة على الدين .. ووقف جميع هؤلاء ضد نبوة عيسى , وبدأت الحرب الإعلامية أولاً ثم بدا الإيذاء والانحراف حتى عن دينهم اليهودي .. هنا الآية تقول { فلما أحس عيسى منهم الكفر ,, أي من بعضهم وهم الأغلبية.{ قال من أنصاري إلى الله} فاستجاب له نفر قليل , سماهم القران " الحواريين" هؤلاء لبوا دعوته ولم يبخلوا بشيْ في نشر الدين الإلهي ... لأنهم يعتبرون الدين قضية مقدسة اكبر من المصالح , وقفوا موقف تحدي وشموخ مقابل تيارات النفاق وأعلنوا موقفهم دون خوف ولا تراجع عن موقف.. قالوا{ نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بانا مسلمون }.. جوابهم لم يقولوا نحن أنصارك في حين خاطبهم من أنصاري .؟ الجواب لأنهم يعتقدون إن هذا الرجل باب الله الذي منه يؤتى .. وقالوا بحقيقة عقيدتهم واشهد إنا مسلمون .. هذا يبين من منطوق القران أن جميع الديانات التي نزلت من السماء هي الإسلام ..... هذه القضية مهمة وخطرة أن يعرف النبي رجاله المخلصين .. وقد فعلها النبي محمد {ص} في بيعة العقبة ...هناك عقبتان الأولى : كانت في موسم الحج سنة 11 من البعثة لما وعدوا رسول الله{ص} بإبلاغ رسالته في قومهم. وكان من جراء ذلك أن جاء في الموسم التالي سنة 12 من النبوة، اثنا عشر رجلًا، فيهم خمسة من الستة الذين كانوا قد التقوا بالرسول{ص} في العام السابق .... أما العقبة الثانية :. بيعة العقبة الثانية كانت في العام 13 من البعثة النبوية وهم من أهل المدينة ثلاثة و سبعون رجلاً و امرأتان من الأوس و الخزرج فجلسوا مع الرسول {ص} واتفقوا على تأييده في دعوته وان يحموه كأبنائهم و إخوانهم و لهم الجنة , و دعوا الرسول{ص} لزيارة مدينتهم فقبل الرسول دعوتهم لأسباب عديدة منها : أنه كان يريد بلداً آمناً لينشر رسالة ربه تعالى , أما أهل يثرب فقد وجدوا في هذه البيعة حلفاً سياسياً يقوى شأنهم ضد اليهود و إجلائهم عن أراضيهم ....ثم يخفف العداوة بين الأوس و الخزرج , بجانب هذا في المدينة بيت أخوال رسول الله و قبر أبيه عبد الله و في منتصف الطريق يوجد قبر أمه رضوان الله عليها... نعود لأجواء الآية ...حين قبل عيسى إيمانهم اتجهوا إلى الله بالدعاء لأنه سلاح المؤمن { إلهنا آمنا بما أنزلت } ولكن هل تكفي هذه الكلمة ..؟ أن تؤمن بالله ولكن لا علاقة لك بالرسول ,..؟ جواب كلامهم يؤكد موقف الحواريين { وأمنا بالرسول } هكذا يتغلغل الإيمان في قلب الإنسان ..لا بد ان ينعكس الإيمان إلى عمل , والإيمان بدون عمل يعتبر تقولا { قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم } .. ومن أروع الأعمال عند المؤمنين قولهم { فاكتبنا مع الشاهدين } والشاهدون هم القادة قادة الأمة الحقيقيين .. الذين عندهم مؤهلات يشهدون على أعمال الأمة يوم القيامة .. الآية المباركة تبين إن الصراع والاستنصار جرى في معظم الأمم ولدى جميع الأنبياء .. من هم الحواريون ..؟: كلمة حواريين تعني جمع حوري .. ومعنى حور هو " الغسل والتبييض" وقد تطلق على الشيء الأبيض , وحور يعني البيضاء البشرة وسبب أطلاق هذه التسمية على الحواريين , هي طهارة نفوسهم وصفاء أرواحهم .. وغايتهم في تطهير الناس من الذنوب كما قال الإمام الرضا{ع} .. في الآية التفاتة مهمة تقول { واشهد بأَنا مسلمون} هل الديانتان النصرانية واليهودية ياقيتان إلى يوم القيامة..؟ وأتباع هذين الديانتين باقيان إلى يوم القيامة..؟ الجواب نعم سيتبقى الديانتان إلى ظهور الإمام المهدي المنتظر{عج} ... في الفكرة المهدوية إن الدين الإسلامي يحكم العالم .. يعني يدخل التوحيد جميع المدن والحواضر ... ويحكم العالم القانون الإسلامي .. ولكن لا يمنع هذا بقاء النصارى واليهود وفق شروط أهل الذمة .. هذا يبين عالمية الفكر الإسلامي .. حين تقول الآية { إن الدين عند الله الإسلام} يعني القانون الإسلامي وليس مؤمنين ولا يستخدمون دين السماء ...وإلا لو اجبر الإسلام الناس الدخول فيه يعني سقطت حرية الاختيار في الإسلام ... وهناك فرق كبير بين أن يكون القانون الحاكم هو الإسلام , وبين أن يكون الجميع مسلمين ..الحديث يقول " يملآها قسطا وعدلا " والقسط والعدل ليس إجبار الناس على اعتناق الإسلام ومعنى القسط هو " تفريق الفعل بين الناس" بالمال والتعليم والعلاج وفرص الحياة يكون فيها عدل .... وحين يشعر الناس بالعدل الإسلامي عنده يرضون بالحكومة الإسلامية .. وإلا لو يفرض رأي الإسلام بالسيف لم يبق معنى للعدل والقسط ....... ومعنى آمنا بالله أي اتبعنا رسولك عيسى عليه السلام, فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ _فاجعلنا ممن شهدوا لك بالوحدانية ولأنبيائك بالرسالة, وهم أمة محمد{ص} هذه اللوحة تبين موقف الحوارين وهم ثلة من المؤمنين ... ولكن النتيجة التي حصلت ان بعض المحسوبين على عيسى صاروا يمكرون بنبيهم .. والذي يمكر بالنبي معناه مؤمن باللسان فقط ...وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ..وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ _ومكر الذين كفروا من بني إسرائيل بعيسى عليه السلام, بأن وكَّلوا به من يقتله غِيْلة, فألقى الله شَبَه عيسى على رجل دلَّهم عليه فأمسكوا به, وقتلوه وصلبوه ظناً منهم أنه عيسى عليه السلام, وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ|_والله خير الماكرين. وفي هذا إثبات صفة المكر لله -تعالى- على ما يليق بجلاله وكماله; لأنه مكر بحق, لم يبق للماكرين ذكر ولا حتى قبر .. هذا هو المكر الإلهي ... كما نطلق نحن كلمة " ثار الله على الحسين-ع-" ونحن نعلم ان الثار تتبع الدم , والحال أن الحسين عبد من عبيد الله وليس ولداً لله كما تقول بعض الأديان .. ولكن المكر الإلهي بأعداء الحسين إن انتهى ذكرهم وبقوا عبرة للمجرمين وأعداء الإنسانية ... وهذا قبر الحسين {ع} وهؤلاء خدام الحسين وزواره .. هذا هو المكر الإلهي .. لان النتائج التي يرجوها الماكر يأتي بها الله عكسية ....................................... الاستنصار الحسيني : يقول الشيخ جعفر التستري في الخصائص الحسينية: إن الحسين{ع}استنصر الناس أكثر من سبع مرات و(استغاث) سبعاً. ثم يقول (إن التلبيات السبعة الواردة في زيارة الحسين{ع} "لبيك داعي الله" إجابة وإشارة إلى هذه الاستنصارات والاستغاثات) ... لان الزيارة يجب أن تكون مقرونة بعقيدة ناصحة .. ان نعرف ماذا نتحدث مع الإمام المعصوم .. وهذه الاستنصارات كانت في مناطق متفرقة منذ خروجه من المدينة إلى اليوم العاشر من المحرم سنة 61هـ في كربلاء. ثمّ نقوم بدراسة دلالات الاستنصار الحسيني. أ- الاستعراض نماذج من الاستنصار الحسيني في المدينة 1- خرج الحسين {ع} من المدينة متوجهاً نحو مكة ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه الحسن وال عقيل {ع} وأهل بيته، وكتب قبل أن يخرج من المدينة، وصيّته التي يستنصر فيها المسلمين، وأودعها عند أخيه محمد بن الحنفية.قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أوصى به الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى أخيه محمد بن الحنفية: إن الحسين يشهد أن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، جاء بالحقّ من عنده، وأن الجنة حق، والنار حقّ والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور... وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب.فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن رد علَيّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم، وهو خير الحاكمين....ثم طوى الكتاب وختمه، ودفعه إلى أخيه محمد.. يعني عندي قضية كبيرة واحتاج استنصار.. 2- واستنصر الحسين عبد الله بن عمر بن الخطاب. قال لعبد الله بن عمر لما طلب منه البقاء في المدينة: (يا عبد الله إن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا يُهدى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل وإن رأسي يُهدى إلى بغي من بني أمية)ولما عرف ابن عمر من الحسين العزم على مغادرة المدينة قال له: يا أبا عبد الله اكشف لي عن الموضع الذي لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبله منك، فكشف له عن سرته فقبلها ثلاثاً وبكى...فقال له: أتق الله يا أبا عبد الرحمن، ولا تدعنّ نصرتي.. إذن نصرة الحسين أفضل من التقبيل حتى لو كانت في جسمه الشريف.. 3- في مكة : لما نزل مكة وهي أطول فترة في زمن الثورة كتب نسخة واحدة (تعميماً) إلى رؤساء الأخماس بالبصرة، وهم مالك بن مسمع البكري، والأحنف بن قيس، والجارود بن المنذر، ومسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم، وعمرو بن عبيد بن معمر، وأرسله مع مولى له يُقال له سليمان بن رزين وهذا والد جد دعبل الخزاعي .. ويقال إن قبره الموجود في البصرة المسمى " سلمان بن داود" وفيه: " وقد بعثت رسولي إليكم ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، فإن السنّة قد أميتت والبدعة قد أحييت، فان تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد).فسلّم الجارود بن المنذر العبدي رسول الحسين إلى زياد فصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها إلى الكوفة ليسبق الحسين إليها, وكانت ابنة الجارود بحرية زوجة ابن زياد فزعم أن يكون الرسول دسيساً من ابن زياد، وأما الأحنف فإنه كتب إلى الحسين (عليه السلام): أما بعد فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يُوقنون)المهم لم ينصره احد من هؤلاء .. وأما يزيد بن مسعود شيخ بني تميم . فإنه جمع بني تميم وبني حنظله وبني سعد فلما حضروا قال: يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم؟ قالوا: بخ بخ! أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر حللت في الشرف وسطاً قال: فإني قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه فقالوا: إنا والله نمنحك النصيحة، ونجهد لك الرأي، فقل حتى نسمع. ....فقال: إن معاوية مات. فأهون به والله هالكاً ومفقوداً، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم وتضعضعت أركان الظلم. وكان قد أحدث بيعة عقد بها أمراً ظن أنه قد أحكمه، وهيهات الذي أراد، اجتهد والله ففشل، وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدّعي الخلافة على المسلمين، ويتآمر عليهم بغير رضاً منهم، وقلّة علم، لا يعرف من الحق موطأ قدميه، فأقسم بالله قسماً ً لَجِهادَهُ على الدين أفضل من جهاد المشركين، وهذا الحسين بن علي وابن رسول الله {ص}ذو الشرف الأصيل، له فضل لا يوصف، وعلم لا ينـزف، وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه وقدمه وقرابته،... ثم ذكر بني تميم في يوم الجمل وتقاعسهم وندمهم عن نصرة أمير المؤمنين {ع} فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله {ص} ونصرته، هذا موقف شريف لا غبار عليه ثم تقدم أمامهم وقال :ها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها، وأدرعت لها بدرعها، من لم يُقتل يمُت، ومن يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب. فقالت بنو حنظله: يا أبا خالد نبل نحن كنانتك، وفرسان عشيرتك، إن رميت بنا أصبت، وإن غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله غمرة إلاّ خضناها،..وتكلمت بنو عامر بن تميم فقالوا: الأمر إليك فادعنا إذا شئت. ومثلهم تحدث بنو سعد قالوا: أبا خالد إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال يوم الجمل، فحمدنا ما أمرنا، وبقي عزنا فينا، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتيك برأينا..... فقال لهم: لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبداً، ولازال سيفكم فيكم. ثم كتب إلى الحسين (عليه السلام): أما بعد فقد وصل إليّ كتابك، وفهمت ما ندبتني إليه، ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك، والفوز بنصيبي من نصرتك، وأنتم حجة الله على خلقه، ووديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وانتم فرعها، فاقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللت لك أعناق بني تميم، وتركتهم أشد تتابعاً في طاعتك من الإبل الظمأ لورود الماء يوم خمسها، وقد ذللت لك رقاب بني سعد، وغسلت درن قلوبها بماء سحاب مزن حين استهل برقها فلمع. فلما قرأ الحسين {ع} كتابه قال: (آمنك الله من الخوف، وأعزك وأرواك يوم العطش الأكبر). ولما تجهز ابن مسعود إلى المسير بلغه قتل الحسين {ع} فاشتد جزعه وكثر أسفه لفوات الأمنية من السعادة بالشهادة .... وفي البصرة كانت امرأة اسمها (مارية ابنة سعد أو مُنقذ) من الشيعة المخلصين، ودارها مألفاً لهم وكان ممن يحضر عندها رجل اسمه يزيد بن نبيط وهو من عبد القيس, قال لأولاده وهم عشرة:أيكم يخرج معي، فانتدب منهم اثنان هما عبد الله وعبيد الله، فقال له أصحابه في بيت تلك المرأة: نخاف عليك أصحاب ابن زياد، قال: والله لو قد استوت أخفافها.. يعني لو أطبقت السماء على الأرض لهان عليّ طلب مَن طلبني وصحبه مولاه عامر....وسيف بن مالك والأدهم بن أمية فوافوا الحسين بمكة حتى وردوا كربلاء وقتلوا معه.وهم أول طليعة من أهالي البصرة في الشهادة مع الحسين .... 4- وخطب الحسين (عليه السلام) في المسلمين عشية خروجه من مكة, وقال: خطّ الموت على ولد ادم مخطّ القلادة على جيد الفتاة, وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخُيّر لي مصرع أنا لاقيه. كأني بأوصالي تقطّعها عُسلان الفلواة بين النواويس وكربلاء, فيملأن مني أكراشاً جوفاً, وأجربة سبغاً, لا محيص من يوم خطّ بالقلم.رضا الله رضانا أهل البيت. نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين. لن تشذ عن رسول الله {ص} لحمته, ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته, وموطّناً على لقاء الله نفسه, فليرحل معنا, فإني راحل مصبحاً إن شاء الله ...!! في هذه الخطبة, ينعى الإمام نفسه, ويستنصر المسلمين, ويطلب منهم مهجهم، ويطلب ممن يريد أن يخرج معه أن يوطّن نفسه للقاء الله، ويعلن للمسلمين أنه يخرج غداً إلى العراق، ومن أراد أن يلتحق به فليعدّ نفسه للخروج منذ الليلة.وهي دعوة غريبة من نوعها في تاريخ الثائرين والخارجين. فلا يُمنيهم الحسين {ع} بملك ولا سلطان، وإنما يدعوهم إلى القتل في سبيل الله ...وهذه الدعوة بهذه الخصوصية مما تتميز بها ثورة الحسين {ع} في التاريخ عن غيرها من الثورات والحركات.كانت طلباته في المدينة " يطلب من الناس مهجهم، ويطلب منهم أن ينتزعوا أنفسهم من الدنيا للقاء الله.... لماذا كشف أوراق ونتائج ثورته ...؟؟؟؟ الجواب هو كان يعني ما يقول ... فلو خرج يومئذٍ معه ناس يريدون الدنيا، ويطلبون المال والسلطان لأخلّوا بهذه الحركة، وأفقدوها قيمتها وتأثيرها في عمق التاريخ ...كثير من الناس يحملون شعارات في سبيل الله ولكنهم ليسوا من صنف الثورة الحسينية .. ولذلك أعلن الحسين{ع} رفضه لهم لا يريد أولئك الذين يريدون أن يلتحقوا به للمال والسلطان والدنيا.....هذه الخطبة عجيبة في لهجتها، عجيبة في مضامينها ، وتتضمن الاستنصار، والاستماتة، والترغيب والتزهيد، والدعوة، والرفض. 5- في الحاجر: معنى الحاجز : في معجم البلدان: الحاجر ما يمسك الماء من شفة الوادي بطن الرمة منـزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة، وفيه تجتمع أهل الكوفة والبصرة،للمسير نحو مكة ..هنا كتب إلى أهل الكوفة جواب كتاب مسلم بن عقيل، وبعثه مع قيس بن مسهر الصيداوي وفيه: (أما بعد فقد ورد عليّ كتاب مسلم بن عقيل يخبرني باجتماعكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع، ويثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم، فإني قادم في أيامي هذه).ولمّا وصل قيس إلى القادسية أخذه الحصين بن نمير التميمي - وكان صاحب شرطة ابن زياد .. فأراد أن يفتّشه فأخرج قيس الكتاب وخرّقه. ولما مثل بين يدي ابن زياد قال: لماذا خرّقت الكتاب؟ قال: لئلاّ تطلّع عليه، فأصرّ ابن زياد على الإخبار بما فيه فأبى قيس، فقال: إن لم تخبرني فاصعد المنبر وسبّ الحسين وأباه وأخاه، وإلاّ قطّعتك إرباً إرباً. فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي وآله، وأكثر من الترحم على أمير المؤمنين والحسن والحسين، ولعن عبيد الله بن زياد وأباه وبني أميّة. ثم قال: أيها الناس أنا رسول الحسين إليكم، وقد خلّفته في موضع كذا فأجيبوه، فأمر ابن زياد أن يرمى من أعلى القصر فتكسّرت عظامه ومات ويقال رمى مكتوفاً من أعلى القصر وبقي به رمق، فقام إليه عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه فعيب عليه قال: أردت أن أريحه.... 6- في زرود: لما نـزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي، وكان غير مُشايع له ويكره النـزول معه، ولكن الماء جمعهم في المكان.روى السّدي عن رجل من بني فزارة كان يُرافق زهيراً{رض} في السفر الذي التحق فيه بالحسين:قال: كنّا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا مكة نساير الحسين {ع} فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منـزله، فإذا سار الحسين (عليه السلام) تخلّف زهير بن القين، وإذا نـزل الحسين تقدم زهير، حتى نـزلنا يومئذٍ في منـزل لم نجد بداً من أن ننازله فيه، فنـزل الحسين (عليه السلام) في جانب ونـزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغذى من طعام لنا، إذ أقبل رسول الحسين (عليه السلام) حتى سلّم ثم دخل، فقال: يا زهير بن القين، إن أبا عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) بعثني إليك لتأتيه قال: فطرح كل إنسان ما في يده حتى كأننا على رؤوسنا الطير.... كانت معه زوجته دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين قالت: فقلت له: أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه، سبحان الله، لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت. قالت: فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه، قالت: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه (فقوّض) وحمل إلى الحسين {ع} ثم قال لامرأته، أنتِ طالق ألحقي بأهلكِ فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلاّ خير... هذه الرواية مطعون فيها , حين كتب الأمويون التاريخ زيفوا كثيرا من حقائق ثورة كربلاء ... أليك محاكمة بسيطة للرواية .. معروف ان الحسين خرج من مكة يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة .. وحتما زهير بقي لغاية يوم الثالث عشر .. ولو فرضنا انه سافر بعد انتهاء الحج مباشرة فيكون بينهما أسبوع كامل .. فكيف يسايره ..؟؟ وهل يعقل إن يضحي رجل بنفسه ويطلق زوجته بدون سبب رغم إنها حثته بالذهاب للحسين {ع} ثم يجازيها بالطلاق..؟ ..... ولا ننسى انه حمل راية الحسين{ع} يوم عاشوراء , وهو ممن خطب يوم عاشوراء .. كل هذا يؤكد انه كان يؤمن الطريق للحسين من محاولة اغتياله .. لان المنطقة التهبت والبراري ملأت بالرجال بعد وصول معلومات إن الحسين خرج إلى العراق .. حتى الحر بن يزيد الرياحي لم يكن هو من جعجع بالحسين {ع} في الطريق .. الذي مسك الطرق ومنع الحسين من الدخول للكوفة هو الحصين بن نمير قائد الشرطة لابن زياد ... كيف يحدث الناس بقضية غزو بلنجر وان الله من عليهم بخير كثير وان سلمان الفارسي كان معهم وقال لهم افرحتم بما من الله عليكم ..؟ قالوا نعم .. فقال: إذا أدركتم سيد شباب الجنة {ع} فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معهم بما أصبتم من الغنائم. فأما أنا فإني أستودعكم الله. قال: ثم والله مازال في أول القوم حتى قتل (رضوان الله عليه).. ومن جانب اخر يقولون عنه كان عثماني الهوى . أي يتهم عليا {ع} بقتل عثمان ..... 7- في قصر بني مقاتل:وفي قصر بني مقاتل رأى فسطاطاً مضروباً ورمحاً مركوزاً وفرساً واقفاً فسأل عنه فقيل هو لعبيد الله بن الحر الجعفي، وبعث إليه الحجاج بن مسروق الجعفي فسأله ابن الحر عمّا وراءه؟ قال: هدية إليك وكرامة: إن قبلتها. هذا حسين يدعوك إلى نصرته، فإن قاتلت بين يديه أجرت وإن قتلت استشهدت فقال ابن الحرّ: والله ما خرجت من الكوفة إلاّ لكثرة ما رأيته خارجاً لمحاربته وخذلان شيعته فعلمت أنه مقتول ولا أقدر على نصره ولست أحبّ أن يراني وأراه.......أعاد الحجاج كلامه الى الحسين{ع} فقام بنفسه ومشى إليه بثلة من أهل بيته وصحبه دخل عليه فوسّع له صدر المجلس. يقول ابن الحرّ: ما رأيت أحداً قط أحسن من الحسين ولا أملأ للعين منه، ولا رققت على أحد قط رقّتي عليه حين رأيته يمشي والصبيان حوله، ونظرت إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب، فقلت له أسواد أم خضاب؟ قال: يا ابن الحرّ عجّل عليّ الشيب فعرفت إنه خضاب..ثم قال: «يابن الحر إن أهل مصركم كتبوا إليّ أنهم مجتمعون على نصرتي، وسألوني القدوم عليهم، وليس الأمر على ما زعموا]، وإن عليك ذنوباً كثيرة، فهل لك من توبة تمحي به ذنوبك؟...قال: وما هي يا ابن رسول الله؟ فقال: «تنصر ابن بنت نبيّك وتقاتل معه».. هذه أعظم فرصة جاءت لعبد الله .. ولكنه لم يحسن التصرف ... ونحن نغتنم هذه الفرصة لنصرة ابن بنت رسول الله {ص} ليحشرنا الله مع من نصره... فقال ابن الحرّ: والله إنّي لأعلم أنّ من شايعك كان السعيد في الآخرة ولكن ما عسى أن اُغني عنك ولم أخلف لك بالكوفة ناصراً؟ فأنشدك الله أن تحملني على هذه الخطة فإن نفسي لا تسمح بالموت، ولكن فرسي هذه «المحلقة» والله ما طلبت عليها شيئاً قط إلاّ لحقته، ولا طلبني أحد وأنا عليها إلاّ سبقته، فخذها فهي لك. قال الحسين: «أمّا إذا رغبت بنفسك عنّا فلا حاجة لنا في فرسك ولا فيك، وما كنت متخذ المضلّين عضداً... ثم قال له : . وإني أنصحك كما نصحتني، إن استطعت أن لا تسمع صراخنا ولا تشهد وقعتنا فافعل، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلاّ أكتبه الله في نار جهنم» ... بعد اسبوعين فقط وندم ابن الحرّ على ما فاته من نصرة الحسين (عليه السلام) فأنشأ: أيــا لَكِ حسرةً مادمت حيّاً تردد بين صدري والـــــــــتراقي اً غداة حسين يطلب نصري ..... على أهل المذلة والنـــــــــــــفاق ّ أتتركنا وتعـزم بالفـــراق على أهل العـــــــــداوة والشقاق ولـــو واسيته يوماً بنفسي لنلت الكرامة يوم التـــــــــــلاق 8- نزوله في كربلاء :: المعروف إن الحسين {ع} نزل في اليوم الثاني من محرم عام 61هـ في كربلاء .. وهناك منطقة تسمى الطفوف تقع على بعد 5 كم عن مرقد الإمام الحسين {ع} على جهة طويريج وفي كربلاء أقبل حبيب بن مظاهر الأسدي إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال: هاهنا حي من بني أسد بالقرب منا أتأذن لي أن أسير إليهم أدعوهم إلى نصرتك؟ فعسى الله أن يدفع بهم عنك بعض ما تكره، فقال .. الآن تم تشييد الكراج ومدينة الزائرين مقابلها .. هذه المنطقة للان يسكنها بنو أسد فجاء حبي بن مظاهر يطلب إذنا من الحسين {ع} لتعبئة بني أسد للثورة .. فقال له الإمام : قد أذنت لك يا حبيب، قال: فخرج حبيب بن مظاهر في جوف الليل متنكراً حتى صار إلى أولئك القوم، فحيّاهم وحيّوه وعرفوه فقالوا: ما حاجتك؟ يا ابن عمّ؟ فقال: حاجتي إليكم قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت رسول الله {ص} فإنه في عصابة من اهل بيته ومعه ثلة من المؤمنين، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد جئتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم تنالون غداً شرفاً في الآخرة، فإني أقسم بالله أنه لا يقتل منكم رجل مع ابن بنت رسول الله {ص} صابراً محتسباً إلاّ كان رفيق محمد {ص} يوم القيامة . قال: فوثب رجل من بني أسد يُقال له بشر بن عبيد الله فقال: والله أنا أول من أجاب إلى هذه الدعوة،... في تلك الاجواء خرج رجل من الحي جيش ابن زياد ... في جوف الليل فخبره بذلك، فأرسل عمر بن سعد رجلاً من أصحابه يُقال له الأزرق بن حرب الصيداوي فضم إليه أربعة آلاف فارس، ووجه به في الليل إلى حي بني أسد مع الرجل الذي جاء بالخبر.: فبينما القوم في جوف الليل يريدون معسكر الحسين فاستقبلهم جُند عمر بن سعد على شاطئ الفرات، فاقتتلوا قتالاً شديداً،فقتل جمع من الطرفين وانهزم الباقون ، فرجع حبيب إلى الحسين {ع} فأعلمه بذلك الخبر فقال: لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم وفي كربلاء ايظا جرت حادثة وقوف فرس الحسين {ع} ..... .سؤال عن وقوف جواد الحسين (عليه السّلام) وسؤاله القوم ، هل أنّه لم يكن يعلم بالأرض ؟ نقل الشيخ الشريفي في كتابه كلمات الإمام الحسين (عليه السّلام) ما يلي : وهناك رواية عن أبي مخنف في مقتله بإسناده عن الكلبي أنّه قال : وساروا جميعاً إلى أن أتوا إلى أرض كربلاء ، وذلك في يوم الأربعاء فوقف فرس الحسين (عليه السّلام) ، فنزل عنها وركب أُخرى فلم تنبعث خطوة واحدة ، ولم يزل يركب فرساً بعد فرس حتّى ركب سبعه أفراس وهنّ على هذا الحال ، فلمّا رأى الإمام ذلك الأمر الغريب ، قال : (( ما يُقال لهذا الأرض ؟ )) قالوا .نينوى . قال : (( فهل لها اسم غير هذا ؟ )) .الوا : تُسمّى شاطئ الفرات . قال : (( هل لها اسم غير هذا ؟ )) .قالوا : تُسمّى كربلاء . هذه الرواية نتقول أنّ الحسين (عليه السّلام) سال أصحابه عن اسم الأرض ... والأخرى وقوف الفرس ... السيد المقرم يقول هو فرس واحد وليس سبعة ولكن هذه مبالغة من ابي مخنف .. وهذا الرجل معروف بمبالغاته .. الجواب على ذلك , وقوف الفرس لو ثبت ليس ببعيد ، ليس غريباً ؛ فإنّ مثاله في أكثر من موقع قد حصل ، فإنّ الجميع ينقلون عن ناقة النبي {ص} أنّها كانت ( مأمورة ) عندما دخل النبي المدينة ، واختلف المسلمون ؛ حيث أنّ كلّ قبيلة تريد أن ينزل النبي عليها ، فكانوا يأخذون بخطام الناقة ، فقال لهم الرسول : (( خلّوا سبيلها ؛ فإنّها مأمورة )) . حتّى أناخت بمربد ليتيمين من الأنصار قرب بيت أبي أيوب الأنصاري حيث نزل النبي وبنى مسجده هناك .... المرة الثانية نفس الناقة عندما جاء {ص} إلى مكة ، فلمّا وصل الحديبية وقفت ناقته ولم تتحرّك ، وكان ما كان من صلح الحديبية . يذكر المرحوم الشهيد مرتضى مطهري عن معركة احد لما وصلت الأخبار إلى المدينة إن عدد الشهداء 70 شهيدا ,فخرجن النساء وكان ممن خرجت ووصلت احد عائشة زوج النبي{ص}.. فلما قربت من المعركة ومعها عدد من نساء المدينة التقت بامرأة معها بغلة عليها جثتين هما زوجها وولدها .. وكانت البغلة لا تغادر المكان رغم سحبها من قبل المرأة... فأخبرت عائشة رسول الله {ص} فقال : قولوا لها لترجع فانها لا تجيز المكان كي يدفنا مع الشهداء ... هل يعقل ان يقف جواد الحسين{ع} للنظر الى موضوع الحيوان في القرآن والسنة وتعددت مواقف بعض الحيوانات الى درجة يعجز البشر ان يقوم بدور ذلك الحيوان ..منها ..... 1-الغراب الذي بعثه الله ليُري قابيل كيف يواري جثة أخيه هابيل.بعد قتله .. 2- طيور إبراهيم، الأربعة التي ذبحها وفرقها على قمم الجبال فجمعها الله بعد ذلك، ... 3- بقرة بني إسرائيل التي أُمر موسى بذبحها، لكشف جريمة قتل غامضة...{أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} 4- الهدهد الذي أطلع سليمان على نبأ بلقيس.{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} 5- دابة الأرض (وهي الأرضة) التي أكلت عصا سليمان، وهو ميت مستنداً إليها... 6- حمار العُزيرْ الذي أمات الله صاحبه مائة عام ثم بعثه.... 7- كلب أهل الكهف الذي نام مع أصحاب الكهف ثلاثمائة وتسعة أعوام.سورة الكهف} 8- نملة سليمان التي حذرت النمل من سليمان وجنوده. في سورة النمل.. 9- فيل أبرهة الذي أعده لهدم الكعبة، فإذا وجهوه إلى الحرم ربض وصاح، وإذا صرفوه لجهة أخرى من سائر الجهات ذهب إليها، استجابة لإيحاء الله .. الم يجعل كيدهم في تضليل} 10- ناقة صالح التي كانت آية من آيات الله، شرفها وأعلى شأنها بأن نسبها إلى اسم نَبِيِّه.. { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا.}......... 11-و ذكر عدد آخر من الآيات، تشتمل على طيورٍ وحيوانات ونباتات كلها من آيات الله، مثل عصا موسى التي تحولت إلى ثعبان { فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِين} . وطين عيسى الذي صنع منه كهيئة الطير ثم نفخ فيه فصار طيراً بإذن الله وطير الأبابيل { وأرسل عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ } فلا نستبعد وقوف فرس الحسين {ع} في كربلاء ..: ينقل السيد المقرم في مقتله ص 227 .. حين منعوه من الدخول إلى الكوفة .. سار باتجاه الشمال .. في هذه المسيرة خفق الحسين ثم استرجع .. فسأله ولده علي الأكبر .. أبه أراك استرجعت قال : بني علي خفقت خفقة فرأيت هاتفا يقول " القوم يسيرون والمنايا تسير بهم " قال : اولسنا على الحق .؟ قال بلى والذي اليه مرجع العباد .. قال : لا نبالي اذا وقعنا على الموت او وقع الموت علينا" فبينما هم يسيرون توقف فرس الحسين{ع} كما توقفت ناقة النبي {ص} في الحديبية .. فسال الإمام زهير بن القين .. فقال له سر راشدا حتى يأذن الله بالفرج .. هذه الارض تسمى الطف .. فقال : ألها اسم آخر قال نينوى.. قال ألها اسم آخر ..؟ قال : " كربلاء " رفع الحسين رأسه نحو السماء .. وصاح بكلمة سمعها الجميع رجال ونساء .. اللهم نعوذ بك من كرب وبلاء.. لما انزل رأسه لاحظ القوم قطرات الدموع تملآ عينيه ... وهو يقول هنا والله محط ركابنا .. هنا تسفك دمائنا.. وهنا تحرق خيامنا .. هنا تسبى نساءنا .. لما سمعت النساء ارتعبن وعلا الصياح .. كربلا وصلنا كربلا.. انفجر البكاء .... فصاح الحسين :.. اللهم إنا نحن عترة نبيك محمد {ص} أخرجونا وطردونا من حرم جدنا .. اللهم خذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين ... نزل الهاشميون والأنصار امتثالا لأمر أبي عبد الله {ع} وصاروا ينزلون أحمالهم لينصبوا خيامهم .. اما النساء حين انشغل عنهم الرجال للحظات .. فخفن وارتعبن .. فجاء أبو الفضل العباس مهرولا إلى هودج العقيلة زينب .. سألته أبا الفضل لماذا توقفتم ..؟ قال أخيه أمر أمامنا أن نتوقف في هذا المكان .. قالت ما اسم هذه الأرض .. قال اسمها كربلا.... عرفت زينب أنها تسبى هنا ... والحمد لله رب العالمين 4/10/2013
|