عاشوراء آخر..

 

 

 

 

 

 


سريعا مضى العام الذي استقبلناه بالامس ، مضى مثقلا باحداث جسام واعمال طويت صحائفها وجفت اقلامها ، شبيهة باوراق الامتحان جمعت لتُعرض على المصلّحين وينتظر كل منا درجته .. مضى مصطحبا معه احبة آسَفَنا فراقهم ، بعضهم استوفى وبعضهم اخترمت اجالهم ، كانوا اصحابنا .. فامسوا فرطٌ لنا.
بلا كلل تدور عجلة الحياة ، وهذه الليلة سنقف على اعتاب الذكرى الخالدة ، المتجددة ، المستفزة لمشاعر اللاهين والعابثين ، الممتلئة املا للعاملين والمكافحين والمخلصين ، ذكرى الموت الذي احيا الارض ومن عليها ، والدم الذي انبت ازهارا ورياحين ، ذكرى نهضة الاحرار تحت لواء ابي الاحرار.
المرة الوحيدة والتي لن تتكرر سوى مرة واحدة قبل ان يرث الله الارض ومن عليها هي تلك التي قاد الثورة رجال ونساء لايبالون اوقعوا على الموت ام وقع الموت عليهم ، مجلس قيادة الثورة الذي أيقن جميع اعضائه بأنهم على الحق ولو بلغت بهم سيوف الاعادي سعفات هجر ، مرة واحدة تليها واحدة اخرى ، فحسب.
البعض -وربما الاغلب- يسميها صدفة ، نحن نسميها توفيق !
من حسن توفيقنا اننا نحب هذا الفريق ونبغض الفريق المقابل ، نحبه للدرجة التي لانريد ان نجد فيه اي صفة يشترك معه فيها الفريق الاخر لاننا نؤمن بان فريق ابي الاحرار هو خير مطلق وجمال مطلق وامل لاحدود له قوامه فئة من الناس ارادوا ان يستثمروا حياتهم في سبيل الله فمُنِعوا فاختاروا ان يستثمروا موتهم في سبيل الله ، فريق العبيد لم يعرفوا الله فماتوا بسيوفهم.
المائز الذي تميزت به ذكرى هذا العام هو وعي الجماهير ، ومازلت من يومين او ثلاثة اتابع تدخل الجماهير في تحديد جدول اعمال الذكرى واسلوب عرض مضامينها ، فكما ملّت الجماهير من انحراف السياسة والسياسيين فرسمت لهم طريقا يخرجهم من دائرة الثقة ان لم يسيروا عليه فقد ملت الجماهير تشويه الذكرى الحسينية وحرفها عن مقاصدها فحددت المسار للخطباء والرواديد والمحاضرين والمواكب وامرتهم ان لاينحرفوا عنه ، قد لايكون قريبا ولكنه ات لامحالة ذلك اليوم الذي يجد فيه اولئك الذين يشوهوا نهضة الحسين ويكسروا شوكة الحسين ويستقلوا من شموخ زينب وكبرياء سكينة ويثلموا هيبة السجاد ، سيجدون انفسهم خارج حدود الطف.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ، طبتم وطابت الارض التي فيها دفنتم وفزتم فوزا عظيما ، قد نتعثر وقد تعيقنا العقبات قليلا ولكننا -بكل اصرار- لاحقون بكم ، فأي خيار لدينا سوى اللحاق بكم؟


٣٠ ذ ح ١٤٣٤