من أوراق رجل الورقة الأخيرة ١٤ هي... عبد الجبار الفياض

 

 

 

 

 

 

وتأتين . . .
عالماً 
لا يحدُّه خيالُ شاعر . . .
ولا تسنزفُهُ قريحةُ فنان . . .
ويرتدُّ عنه إزميلٌ من روما . . .
وفيكِ أنا 
حديثُ هوى 
يوقدني 
وتطفئُني مراشفُهُ . . .
فعند حدودهِ مُتجرّداً 
أقف 
مغلولاً بحيرةٍ لقاعٍ لا أراه . . .
فهل أنَّ العشقَ احتراق ؟
أم أنَّ كلَّ دمعةٍ فيه 
بحيرةُ طُهر . . .
. . . . .
وليتـكِ لم . . . 
أبحثُ عن أجزائي 
لحظةَ أشمُّ عطرَ امرأة . . . 
وأغرقُ في صمتي 
ساعةَ أُبحرُ في عيونِ امرأة . . .
وأبيعُ نصفَ شِعري مهراً 
لشفاهِ امرأة . . .
أستظلك 
فتُمحى خطاي 
وأغفو . . . 
فوق كتفِ مُعارٍ لآلامِ العُراة . . . 
. . . . .
دعيني 
أحتطبُ زوائدي . . . 
وأحملُ بقاياي 
حِمْلَ أوديبَ لعماه . . .
وسقراطَ لموتِهِ . . .
فمدنُ العشق 
تطلّلتْ 
ولم يصبْها بللٌ من دمع
وأغلقتْ نوافذَها منازلُ القمر. . 
. . . . .
دعيني 
من دون شاهدٍ 
ومشهود
أكتبُ أخرَ وصيةٍ لجرح 
ينكأُ نفسَهُ كلّما اندمل 
فليس بينهُ وبينَ الشفاءِ قرابة... 
ربما آخرِ الدّواءِ رضابُ امرأة...
. . . . .
دعيني 
أيّتُها المسافرُ فيكِ آخرُ العمر . . . 
حين أتوقف 
أتبعيني الى المحطةِ الثانية 
حيثُ نهايةُ الأنفاس . . .
لا شئَ أجملُ من احتواء 
إثـنانُهُ واحد . . . !
. . . . .
دعيني
أتأبطُ خوفي 
وأسحقُ وجعي
فأخوةُ يوسف خلفَ الباب . . .
ماذا لو أنَّ الكونَ يبدأُ من جديد؟
فقد أصبحَ لا يصلحُ لشئ . . .!!