المدن عندما تحتفل بيومها فانها تقدم ماهو جديد لابنائها، وبما يخدم مصلحة المواطن اولا وبما يحافظ على هوية وتاريخ المدينة وتسبق ذلك الكثير من الاستعدادات بغية اخراج الاحتفالية بالشكل اللائق والحضاري، والمحصلة النهائية يكون الهدف من الاحتفال ابراز الوجه المشرق لها وتجاوز السلبيات ان وجدت وتقديم كل ماهو جديد بالاضافة الى الكرنفالات الشعبية التي تكون هوية الاحتفال وتقام اغلب الكرنفالات في الاماكن الاثرية التي تستقطب السياح وقبل ذلك تكون هناك حملات اعلانية اعلامية كبيرة لهذه الاحتفاليات واعطائها ذلك البعد الذي يعبر عن الاحتفالية في يومها المحدد وهناك من يعلنها عطلة رسمية لافساح المجال للمواطنين للحضور بعد توفير كل الامكانيات والتسهيلات. بغداد احتفلت بيومها يوم 2 تشرين الثاني الجاري، والتساؤل الذي يبحث عن اجابة في الشارع البغدادي ماهي الانجازات التي تحققت ليكون هناك احتفالية بيوم بغداد؟ بغداد كانت نقطة لقاء الشعراء ومهد الحضارات، وتغفو على ضفاف دجلة الخير، بغداد اليوم في 2013 تنتظر موسم الامطار والخوف يسيطر على الشارع البغدادي بتكرار ما حدث العام الماضي، بعد ان حملت الاخبار غرق شوارع سامراء والحلة بعد تساقط بعض الامطار، ولاحت بعض منها العاصمة التي تغيرت صورتها فورا، وماذا لو تساقطت الامطار لمدة 24 ساعة متتالية؟ بغداد تحتفل بيومها وشبكات الصرف الصحي غير قادرة على العمل وطفحت مياهها في الشوارع بعد ان وصلت في بعض الاحياء الى داخل منازل المواطنين وقبل تساقط الامطار، اين الاماكن الاثرية في بغداد؟ وماذا حال شارع الرشيد التراثي؟ ولماذا لم تقدم الامانة على تهيئة اي من الاماكن الاثرية ليكون مكانا للاحتفال، ولماذا الاحتفالية في متنزه الزوراء وليس في شارع الرشيد على سبيل المثال او في المتنبي حيث بناية القشلة؟ الجواب بسيط لانها غير مهيأة ومهملة في الوقت الحاضر، الاحتفالية الرسمية شهدت تجاذبات اثناء القاء الكلمات وكل يحاول ان يبرء ساحته من المآسي التي تشهدها العاصمة، ولاسيما كلمة امين عام مجلس الوزراء ورد امين بغداد عليها في كلمته، اذن، من المسؤول على احوال بغداد، وهل ستلقى تبعية الاهمال على التخصيصات المالية والصلاحيات؟ بغداد العاصمة وتطويرها يجب ان يبتعد عن السجالات السياسية وعدم استخدامها ورقة انتخابية لاسقاط هذا الطرف او ذاك ، لان العاصمة لجميع العراقيين وليست لحزب او كتلة دون اخرى، بغداد يجب ان تنال الاهتمام الكافي في جميع المجالات ولاسيما الخدمية، العبرة ليست بحضور الاحتفالية بيومها ولكن العبرة فيما يقدم، هل من المنطق ان تحتفل بغداد بيومها وشوارعها مازالت تعج بالمطبات، ومياه الشرب تنقطع بين فترة واخرى، بغداد تحتفل بيومها وتفتقر الى دور السينما والمسارح، وفي اكثر من الاحياء القمامة تنتشر وبشكل يشوه جمالية العاصمة بالرغم من وجود جهود من قبل الامانة والوحدات البلدية الا انها بحاجة الى تكثيف العمل من اجل السيطرة عليها. الامل يحدو الجميع ان يكون الاحتفال القادم وقد تم تجاوز جميع السلبيات بعد تاهيل البنايات المتضررة في عموم العاصمة.
|