مشاكل الشباب ومراحله التاريخية |
ان الواقع المرير الذي مربه العراق في فترات متعاقبه وتعرضه للكثير من الازمات التي عصفت به طيلة الحقبه الماضيه من حروب وويلات انعكس سلبا على حياة الكثير من قطاعات الشعب المختلفه والتي دفعت ثمنها غاليا لان الحركة الشموليه في ذلك الوقت سحقت شريحة مهمه من الشباب من خلال زجهم بدهاليز مظلمه ليس لها اول ولااخر ضمن حروب وسجون ومطاردات وملاحقه امنيه اصبح من المسنحيل على الكثير منهم مواصلة العيش فاما ان تسحقه حرائق الحروب ودفن في السجون و انصياعه مرغما في دائرة سياساتهم او من حاول الهروب خارج حدود البلد ليتنفس هواء الحريه بعيدا عن سطوة الظلم واتون الحروب ليشتري كرامته بثمن الغربه والبعد عن الوطن وبتحليل بسيط لهذا الواقع نجد ان مراحل الشباب مرة بما يلي :- 1- عقود السبعينيات اتصفت بملاحقة الشباب وحصرهم في دائرة الانتماء او السجن وبالتالي اصبح من العسير علبهم ان يمارسوا هواياتهم المختلفة سواءا في الرياضة او الفن او بزوايا الحياة الاخرى , لذلك اصبح فكره غير مستقر وتعصف به الرياح ووعائه فارغ لايملك لنفسه شيء سوى الهروب من الواقع المر الذي يعيشه ليكون في مأمن من سطوة السلطه وجبروتها , واستطاع ان يجد له مكان آمن خارج البلد وهؤلاءنستطيع ان نعتبرهم من النخبه التي توفرت لهم السبل ليصبح عددهم في تزايد مستمر وهم يعانون قساوة العيش ومرارة الفراق وذل الغربه , 2- اما العقد الاخر المحصور في اعوام الثمانينات , وهذا الجيل الصعب الذي التهم الاخضر واليابس من خلال زجه بلهيب حروب وافات دمار بين العراق وايران والتي استمرت لثمان سنوات عجاف خلفت حالة من الفراغ بغياب الاب عن المسكن واستشهاد الكثير منهم واسرهم و فقدانهم ولحد هذه اللحظات وتحملت الام مسؤولية ادارة البيت والتربيه , مما ولد جيل ضائع يعيش حالة اليتم والفقر وضياع العقل وضعف التربيه وقساوة المجتمع والتحلل الخلقي الذي سرى فيه , مما ولد لدى الكثير منهم نماذج خارجه في سلوكها وضياعها لانها لاتمتلك الثقافة و السلوك السوي , و انعكس على اشاعة قيم ومفاهيم بعيده عن واقع البلد وممارساته لكونه عشائري بحت و على ضعف المتابعه لسلوك الكثيرين , 3- مرحلة التسعينيات والتي تعتبر اصعب من الاولى كون النتاج اصبح في قبضة العوز والفقر لما يعانيه البلد من حصار مدمر اثر سلبا على اكثر العوائل التي تعيش حالة الفقر والضياع مما دفعهم الى ترك الدراسة وايجاد سبل وطرق تؤمن لهم لقمة العيش وادى هذا لضعف الجانب التعليمي والتربوي واشاع مفاهيم جديده خارجه عن المألوف في اوساط المثقفين وقطاع التربيه وتفشت المحسوبيه والمنسوبيه والرشوه وفقدان الكثير من القيم نتيجة للفقر المدقع الذي عاشوا فيه وانتشرت الرذيله والسقوط الاجتماعي وانتجت جيلا لايمتلك الثقافه , مما دفع البعض منهم ان يسلكوا طريق الشروالجريمه التي ادت بهم الى السجون ليكون هناك مرتع خصب لتطوير قابلياتهم قابلياتهم الاجراميه والسلوك الدموي والعلاقات المشبوهه , 3- الالفيه وهذه بحقيقة الامر توجت كل افرازات السنوات الماضيه بعد دخول البلد في حرب خاسره واحتلال غاشم من قبل قوات التحالف وقاد ذلك لحروب طائفيه وقتل على الهويه وتهجير العوائل الامنه , مما زاد في الطين بله , حيث العصابات المنظمه والمافيات المتنفذه والمرتبطه بجهات اجنبية استولت على مقدرات البلد وحطمت واحرقت وسرقت كل مابقي من تراث حضاري وارث ثقافي وتاريخي , وتوزعت هذه العصابات في السيطره على الشارع ونهب البنوك والاثار وكل ثمين مما ولد طبقه من المنتفعين والمجرمين لسيادة البلد تحت ظل غياب القانون وفراغ الدوله مما اصبح واقع حال من الصعب السيطرة عليه وان الافرازات هذه قادت البلد لمهاوي الرذيله وشراء ذمم وغياب القانون مما اطمع الكثير بنهب خيراته ووأد الجريمه المنظمه بعد ان اطلق سراح المجرمين وتبيض السجون قبل سقوط الطاغيه. اننا نسعى لبناء جيل جديد نبدأ به من الطفوله صعودا وعلى مراحل لغرض تطويره واشاعة قيم ومفاهيم جديده على الاقل تساعدنا لايقاف الموجود لهذا الحد من الانحدار وبناء الجيل الجديد بعيدا عن هذه الطاحونه المدمره من خلال مؤسسات تربويه تراعي هذه الشريحه ببرامج علميه تربويه تساعد النشىء الجديد في ذلك لعبور أزمته والاخذ بيده ليكون عنصرا فاعلا في مجتمعه الجديد مؤمن بالتغيير وفاعلا في البناء ومساعدا في التطوير وخاصة ونحن نعيش ذكرى اليوم العالمي للشباب .
|