فبأي آلاء العراق تذكِّرُ... د.علي العبيدي |
ماذا أقول عن العراق وأذكرُ ............... أخشى إذا ماقلت عنه أقصِّرُ
رُفِعَ اليراعُ وجففت صفحاتُهُ ...............وشكى المداد همومَهُ والأسطرُ
وتعطَّلَتْ آيات ربك في السما............. من هولِ ما جاروا وربُّك أكبرُ
وتسمَّرَتْ لغة العقول وأُتخمتْ .......... صمتاً وفاضت بالدماءِ الأبحرُ
أنا محبط بالقول ذلك أنني ................أجدُ الحقيقة حالها يتعثَّرُ
أنا يا أبن أمي أستشيط توجُّعاً .......... إذْ إنَّ مافينا أمرُّ وأخطرُ
من ذا يجيز لنا السكوتَ وأننا ............. مثلُ الطريِّ بأيِّ شكلٍ نعصرُ
وإذا سكتنا فالسكوتُ أقلُّهُ .............. أنّا على عيش المذلَّةِ نجبرُ
وإذا نطقنا فالحقائقّ مرَّةٌ ................ لهمو وأبصرُهم بها لا بيصِرُ
وإذا ركبنا الصبرَ في لحظاته ........... يمضي الزمان بنا ونحن الأخسرُ
**********
بالأمس وجه الأرض كان مصعَّراً ........ نحو السماء بكبرياءٍ تزخرُ
ودويُّ صوت الرافدين مجلجلٌ .......... في كل واقعةٍ يصول ويهدرُ
بالأمس صوت الناس كان له صدى ..... عالِ القر ار يضجُّ فيه المنبرُ
واليوم عدُّ الخطْوِ أصبح منهجاً ............ فبأيِّ آلاء العراقِ تذكِّرُ ؟
بالأمس أهلُكَ يا عراق مجرَّةٌ .............. مثل ُ السواطعِ ضوؤها لايقهرُ
يا من تمُنُّ على الورى حريةً .............. أبتلك آلاء العراق تذكِّرُ ؟
**********
بالأمس كان الجار يعشق جاره ........... عشق الحبيبة للحبيب بل أكثرُ
واليوم لا جارٌ يعاود جارهُ ..................... وعرى الأ خوة للورا تتقهقرُ
كانت بيوت الأكرمين مضارباً ............... فيها المكارم للأكارم تنحرُ
واليوم غلِّقتِ المضائف كلُّها ............... لا بابَ يُفْتَحُ أو طريقاً يعبَرُ
أوَ هكذا كان العراقُ وشعْبُهُ ............... فبأيِّ آلاء العراقِ تذكِّرُ ؟
كانت ثقافةُ أهلِنا أنّا إذا .....................جارٌ يجوعُ جميعنا نتضوَّرُ
أفهكذا يجزى العراقُ وأهلُهُ ................. والأكثرون على الهويّةِ هُجِِّروا
ما هكذا ياسعدُ تورَدُ إبلُنا ................... والسيْلُ قدْ بلغَ الزبى ، فتصوَّروا |