قصـي منيـر : أنا مع تجديد دماء المنتخب لكن ليس على طريقة زيكو

 
كثـر الحديث عن ابتعاد نجم المنتخب الوطني قصي منير عن تشكيلة الفريق والطريقة التي غادر بها منير معسكر الأسود في الدوحة قبل مباراته التي جرت امام المنتخب الاسترالي في الدوحة بتاريخ 16 تشرين الاول 2012 والتي انتهت لمصلحة المنتخب الاسترالي بنتيجة 1 – 2 واستمر غياب قصي منير عن صفوف المنتخب الوطني حتى مباراته الاخيرة امام الاردن التي جرت بالدوحة في 14 تشرين الثاني 2012.
لم يكن غياب قصي منير كما هو الحال مع زملائه من لاعبي الخبرة امثال يونس محمود ونشأت اكرم وعلي رحيمة ومصطفى كريم وكرار جاسم وهوار ملا محمد والآخرين وانما ترك قصي منير المنتخب اثر مشكلة لم يتم الكشف عن تفاصيلها منذ تلك الفترة.
وفي لقاء مع نجم المنتخب الوطني والمحترف بنادي قطر قصي منير تحدث عن تفاصيل ابتعاده عن المنتخب الوطني وكل ما يتعلق بمشوار التصفيات في الحوار التالي :
* بداية كيف تنظر لوضع المنتخب الوطني في الوقت الرهن من مشوار التصفيات المؤهل لمونديال البرازيل؟
- لا شك أن مهمة منتخبنا الوطني ليست سهلة لكن في الوقت نفسه من الممكن تجاوز أية صعوبات من خلال العمل والاجتهاد من قبل اسرة المنتخب ومن المؤكد ان أي شخص يسعى للوصول الى هدفه والوصول الى الهدف لن يتحقق ما لم يكن هناك جهد وتفانٍ واخلاص في العمل، وأرى ان تجاوز المشاكل والعراقيل امر ممكن جدا من خلال العمل الجماعي وتفضيل اسم وسمعة البلد على الأمور الأخرى.

* لكن المنتخب الوطني دائماً يمر بظروف تعيق مسيرته في اكثر من مناسبة سابقة ؟
- نعم نحن في المنتخب الوطني واجهنا مثل هذه المصاعب اكثر من مرة وعلى الرغم من هذا نجد ان اللاعب يسعى لتقديم الافضل من اجل تمثيل الوطن خير تمثيل ومن اجل الجمهور الوفي ولتحقيق طموحاته وفي التصفيات الحالية ارى ان وضع المنتخب في الدور الاول كان الأصعب خلال المشوار بسبب مرور مدة زمنية طويلة على تأهل المنتخب الوطني الى الدور الثاني من التصفيات وبالرغم مما رافق تلك الفترة من صعوبات نجحنا في اجتيازها ووصلنا الى التصفيات النهائية بجدارة واستحقاق وبصدارة فرق المجموعة وفي المرحلة الثانية المشاكل وصلت بالفريق الى هذا الحال.
وانا شخصياً ارى ان حظوظ المنتخب في التصفيات الحالية بعد ان شاركت بها لثلاث مرات متتالية كانت اسهل من هذه المرة لكن المشاكل التي تواجه الفريق تحول دون التأهل الى النهائيات.

* هل تعتقد ان الفريق كان بإمكانه تحقيق الأفضل ؟
- في التصفيات الحالية كانت لدينا فرصة تحقيق نتائج افضل لكن الظروف التي واجهت المنتخب ومنها التعادل في مباراتين في بداية مشوار التصفيات .
ومن ثم قرار الجهاز الفني بقيادة زيكو بتغيير عناصر الفريق بدءاً من مباراتنا امام اليابان في 11 ايلول 2012 وتم اشراك اللاعبين الشباب وتم استبعاد لاعبي الخبرة وانا منهم، وفي مباراة اليابان قدم الفريق مستوى جيداً لكننا في النهاية خسرنا ثلاث نقاط مهمة في وقت كانت حظوظنا في اجتياز اليابان واردة جدا او الخروج بنقطة التعادل على أقل تقدير.

* هل تعتقد أن غياب لاعبي الخبرة منع العراق من الفوز على اليابان ؟
- على الرغم من جودة الأداء وما قدمه اللاعبون الشباب من جهد كبير في تلك المباراة لكنها خسارة نقاط مهمة في مشوار التصفيات، واي منتخب في مباريات مهمة مثل تصفيات كأس العالم يسعى لكسب اكبر قدر ممكن من النقاط واللعب بطموح الفوز دائما لأن المواجهات في المراحل المتقدمة ستكون أكثر قــوة وأكثر صعوبة.
ولعل الكثير من الآراء كانت مع الأداء الجيد الذي قدمه اللاعبون الشباب برغم الخسارة في وقت كان بالامكان تحقيق نتيجة ايجابية امام اليابان، وارى ان من الخطأ ان تتم مقارنة خسارتنا امام اليابان بهدف نظيف بالمنتخبات الاخرى التي تخسر بـ 5 أو 8 أهداف ، لأن هذا المقياس خاطئ ولا يمكن ان تحسب الامور بهذه الطريقة في كرة القدم.
الفوز على اليابان وتحقيق نتائج ايجابية في تصفيات كأس العالم يتحقق من خلال التخطيط الجيد والاستعداد المناسب للمباريات ومنتخبنا الوطني قادر على تحقيق هذا الهدف لما يمتلكه من قدرات فنية ولاعبين مؤهلين لتحقيق هذا الهدف.

* كيف تعاملت مع قرار الجهاز الفني بإبعاد لاعبي الخبرة عن التشكيلة الوطنية ؟
- انا مع ضرورة التجديد لكني لا أتفق مع قرار الجهاز الفني بابعاد لاعبي الخبرة في مباراة اليابان والمباريات التي تلتها ، لأن هذا الإجراء لم يحدث بطريقة مناسبة بالرغم من انني مع اهمية ان يأخذ اللاعبون الشباب فرصتهم الكاملة خصوصا ان النخبة الموجودة من اللاعبين يمتلكون القدرة الفنية والكفاءة لتحقيق افضل النتائج لكنهم بحاجة الى المزيد من الوقت وخبرة المباريات للاحتكاك، وهم اضافة مهمة لكن طريقة اشراكهم يجب ان تتم بطريقة مدروسة وتدريجية.
وهنا اتذكر عندما تم تغيير عناصر المنتخب الوطني بالكامل في السابق عندما تسنم المدرب عدنان حمد مهمة تدريب المنتخب الوطني حيث اشرك لاعبي المنتخب الاولمبي محل اللاعبين السابقين وكان عددهم 6 – 7 من لاعبي المنتخب الاولمبي يلعبون مع المنتخب الوطني و6 منهم أساسيون وانا منهم لذلك جرى التغيير حينها بطريقة مناسبة لان اللاعبين الجدد حصلوا على جرعات مناسبة من الخبرة والاحتكاك والتجربة وهذا ما أسهم في الحصول على المستوى والاستقرار المطلوب بسرعة و كفاءة عالية.
* ما المباريات التي تمنيت المشاركة بها خلال التصفيات الحالية ؟
- من خلال خبرتي المتواضعة في كرة القدم ومع المتتخب الوطني كنت أتمنى المشاركة في مباراتين ،لأن الفريق كان بحاجة الى الخبرة داخل الملعب وهي مباراة اليابان وكنت حينها على دكة البدلاء وبالرغم من الاداء المميز للاعبينا الشباب لكن الفريق كان بأمس بحاجة الى الخبرة الميدانية، والمباراة الثانية هي امام استراليا في الدوحة التي تقدمنا خلالها بهدف ثم خسرنا بهدفين لهدف.

* ما أهمية استقرار الفريق في مرحلة مهمة من مشوار التصفيات ؟
- لا اجد تفسيراً واضحاً لإقصاء لاعبي الخبرة ، ومن الصعب متابعة المشوار باللاعبين الشباب فقط، خصوصا اننا مقبلون على مشاركة مهمة في كأس الخليج ومتابعة مشوار التصفيات، والفريق بحاجة ماسة الى الاستقرار الفني والنفسي والبدني لمتابعة المشوار بنجاح وتحقيق النتائج المرجوة.
ومن المؤكد ان استقالة زيكـو لها آثار سلبية ،لأن الفريق بأمس الحاجة الى الاستقرار خصوصا بعد فوزنا الاخير على الاردن وبقاء فرصتنا في التنافس على بطاقة التأهل الثانية لذلك قرار استقالة المدرب زيكو لم يكن في وقته واتحاد كرة القدم يتحمَّل مسؤولبية ما حصل!

*ما تفاصيل ابتعادك عن المنتخب الوطني ؟
- في مباراتنا مع اليابان قرر المدرب جلوسنا على دكة البدلاء وانا احترم رأي المدرب وأقف معه سواء كان زيكو او غيره وكان امراًً طبيعياً جلسنا على الدكة كما اراد المدرب واشترك اللاعبون الشباب وقبل مباراة اليابان لعب الفريق مباراة ودية مع نادٍ كوري ولم اشترك في تلك المباراة ايضا انا وديفيد حيدر وعلي جبار بينما اشترك بقية اللاعبين.
وأرى ان الفريق بحاجة الى لاعب خبرة في الوسط خصوصا انه لم يكن نشأت ويونس مع الفريق في المباراة الودية ، اعقبها مباراتنا امام البرازيل اشترك معظم اللاعبين ولم يشركني المدرب في المباراة وكان لدي شعور اني مهمش من قبل المدرب ، واذكر في احدى الوحدات التدريية اشركني كمدافع واستغربت لذلك لكني مستعد للعب في اي مركز وهي حالة اعتيادية لكن شعرت بحالة غير طبيعية مع الجهاز الفني لذلك طلبت الحديث مع المدرب لأستوضح الأمر ان كان هناك رغبة في ابعادي فانا مستعد لأتيح الفرصة للاعب آخر يخدم الفريق، وتحدثت مع رئيس الاتحاد قبل مباراة البرازيل وذكرت له اني ارغب في خدمة المنتخب وأرى اني امتلك القدرة على العطاء لكن المدرب يتعمد اقصائي وارغب في الحديث معه لأُنهي الحالة الموجودة بشكل ودي، وكان رئيس الاتحاد ناجح حمود متفهماً للحالة ، وبعد عودتنا الى الدوحة عقب مباراة البرازيل رفض المدرب الحديث عن الموضوع واكتفى بالقول ارجع لفريقك، فحزمت امتعتي وعدت لفريقي مع نادي قطر، وحينها قيل لي انني اسأت التوقيت لكن هذا ما حصل، وكثر الحديث بعد هذا الموقف عن تركي للفريق وغيرها من الامور لكن انا دائما كنت وما ازال اسعى لخدمة المنتخب الوطني لأنه شرف لأي لاعب ودائما كنت اقدم التضحيات واتحامل على نفسي من اجل المنتخب.

* مَن تراه مؤهلا لشغل مركزك من اللاعبين الشباب في المنتخب؟
- يوجد اكثر من لاعب مؤهل وعند خروجي لعب خلدون ابراهيم في مركزي وقبل ذلك كان مثنى خالد وهما لديهما الامكانية ولهما مستقبل كبير ، واذكر اني عندما لعبت للمنتخب وللمرة الأولى كان قبلي عبد الوهاب ابو الهيل ومهند محمد علي وهما لاعبان كبيران كذلك لاعبو خط الدفاع كانوا يقدمون المشورة والنصيحة .

* هل تتوقع عودة قريبة للمنتخب بعد تغيير الجهاز الفني ؟
- لم أُفكر بهذا الامر لكن لكل حادث حديث وهي في النهاية خدمة وتمثيل للبلد ، ولا يمكن لأي شخص أن يرفض مثل هذا التشريف وربما في منتخبنا الوطني الحالة مختلفة عن المنتخبات الاخرى حيث يحظى اللاعبون بامتيازات مادية وغيرها من الاموال لكننا في المنتخب لا نتمتع بهذه الامتيازات إنما العكس!

* كيف تنظر لبطولتي غرب آسيا وكأس الخليج ؟
- تنتظر المنتخب الوطني استحقاقات مهمة وهي دورة كأس الخليج وتصفيات كأس آسيا اضافة الى المباراتين المتبقيتين لنا في التصفيات وهي مشاركات بحاجة الى عدد من اللاعبين ليتمكن الفريق من التغلب على الإصابات لا سمح الله او الارهاق او غيرها من الظروف المختلفة ، وأرى بكل تواضع ان تتم المشاركة في المنتخب الرديف او الشباب ببطولة غرب آسيا وفي كأس الخليج لها خصوصيتها وبالتالي ممكن المشاركة بالفريق الأساس مع اللاعبين البارزين في بطولة غرب آسيا.

* أي فريق ترى أنه الأوفر حظاً لمرافقة اليابان الى المونديال ؟
- يجب ان نسعى لنيل البطاقة الثانية وعدم التفكير بمباراة الملحق لنتمكن من التحضير للمرحلة اللاحقة في المونديال لأنها ستكون قوية واكثر صعوبة، لذلك علينا ان نحصر تفكيرنا بالحصول على البطاقة الثانية والسعي لتحقيق هذا الهدف خصوصا ان فريقنا مؤهل والأمل موجود لكننا بحاجة للتكاتف والعمل بجــد واخلاص ونكران ذات.

* مَن تراه الأفضل لقيادة المنتخب الوطن حالياً ؟
- أرى استقدام مدرب اجنبي في هذه المرحلة سيتطلب وقتا ليتعرف المدرب على اللاعبين والانسجام واختيار التوليفة المناسبة وهذا الوقت لن يسعفنا لتحقيق كل هذه الجوانب التي يحتاجها المدرب الجديد، وهناك اكثر من مدرب محلي قادر على قيادة المنتخب الوطني خصوصا اذا كان الاختيار لمصلحة البلـد والفريق بعيدا عن أية أمور أخرى.

* رافقت مشوار التصفيات الكثير من الاحداث وآخرها استقالة المدرب ، ما السبب ؟
- ارى انها سوء تنظيم والمشكلة الأخرى هي رغبة الكل في تسنم دفة القيادة وفي الكثير من الاحيان هذا ما يسبب مشاكل واضطرابات في مسيرة العمل ، وهذا يشمل الكل لاعبين واداريين ومدربين، والحل هو الاستقرار الاداري والعمل الجماعي ومعرفة كل شخص في اسرة المنتخب الوطني لما له وما عليه وفق اُسس ونظام عمل احترافي واضح ومنظم.

* ما رأيك بنتيجة منتخب الشباب في بطولة آسيا الاخيرة التي جرت في الإمارات ؟
- حقق الفريق نتائج ممتازة وهذا دليل على ان الكرة العراقية بخير وزاخرة بالمواهب والكفاءات دائما ، لكن المشكلة المزمنة هي ان اي فريق مثل منتخب الشباب او الناشئين يحظى بشيء بسيط من الاهتمام خلال مدة البطولة وبعدها يواجه الإهمال والتهميش واللامبالاة وهي حالة مؤسفة لأن مثل هذا الفريق يجب ان يحظى بأعلى درجات الاهتمام لأنه فريق المستقبل وينبغي ان يتم التخطيط لديمومة هذه المجموعة وتطوير قدراتهم وإعدادهم لتمثيل المنتخب الوطني في المستقبل القريب.
وكنت سعيدا جدا بالنتائج والأداء كما حقق مهند عبد الرحيم انجازا رائعا بحصوله على لقب افضل لاعب واعد في آسيا، وهو لاعب كفوء ويستحق هذه التسمية.

* ما مدى تأثير المشاكل التي ترافق المنتخب بين الحين والآخر على المستوى والعطاء ؟
- لا شك ان اللاعب يتأثر بما يحصل حوله من مشاكل لأنه انسان له مشاعر واحاسيس وأي لاعب في المنتخب يحمل مسؤولية تمثيل بلده وبالتالي فان توفير الاستقرار التفسي ووسائل الراحة والتدريب واللعب كلها امور مطلوب توفرها للاعب كي يقدم ما عليه من واجب تجاه المهمة الوطنية المكلف بها لكن مع منتخبنا الوطني اتمنى ان تجد الامور طريقها الى الاستقرار في اقرب فرصة ليتمكن الفريق من تقديم المستوى المنتظر منه.

* كيف تنظر الى مستوى الدوري العراقي حاليا ؟
- من المهم جدا ان يلعب كل نادٍ مع بقية الاندية في بطولة الدوري بنظام الذهاب الإياب ولعل هذا الموسم بدأ الدوري يحقق مستوى افضل من السابق والفرق اصبحت 20 فريقا تلعب في الدوري وممكن ان تكون 18 وهذا يساعد على تواجد اللاعبين المميزين في هذه الاندية بينما في السابق كان عدد الفرق كبيرا بشكل أثـَّر سلبياً على مستوى الدوري.
واعتقد ان الدوري يتطور نحو الافضل خصوصا اذا رافق ذلك تطوير مستوى التنظيم.

* ماذا عن مشوارك مع نادي قطر هذا الموسم ؟
- انضمامي لنادي قطر تم بناءً على رغبة مدرب الفريق البرازيلي سبيستياو لازاروني بعد اصابة اللاعب البرازيلي مارسينيو اولفييرا، وجاءت موافقتي للعب في نادي قطر نظرا لما تربطني بالنادي من علاقة طيبة مع المدرب واللاعبين والاداريين وعقدي يستمر لغاية فترة الانتقالات الشتوية ولا أعلم إن كنت سأستمر حتى نهاية الموسم أم لا حتى الآن.