ونحن على اعتاب الثورة الحسينية التي اصبحت منهجا وطريقا لاحرار العراق والعالم نقف متأملين تاريخنا الشخصي المعني بالشأن العام لنستذكر كيف كنا وكيف اصبحنا , كنا ايها السادة صبية وشبابا مجانين بالثورة الحسينية وادبياتها وافاقها التي تعرفنا عليها من دعاة طريق الحسين , ثورة يمكن وصفها بانها مناهضة الظلم والفساد وتدعو الى كرامة الانسان وتحريره من العبودية بجميع اشكالها , هكذا كنا وقدمنا على هذا الطريق التضحيات الجسام والمهولة , ولعل من ابرز التضحيات دماء باقر الصدر الذي خسرنا بفقدانه مفكرا وابا وراعيا ومعلما لطريق الحسين . . . كيف كنا وكيف اصبحنا ? , هذا هو السؤال الذي يقرع بقية ضمائر من كانوا سائرين على طريق الحسين واستلموا السلطة وقيادة الدولة, سؤال يقض مضاجعهم ويفضح انحرافهم بل وانقلابهم على الثورة الحسينية ليصبحوا من جنود محاولة طمسها ومسخها وتحويلها الى طقوس شعبية لتفريغ شحنة غضب المظلوم بدلا من تأجيج هذا الغضب لتحويله الى سلوك يقهر الظلم والظلام ويعتق الانسان نحو الكرامة التي حباها الله سبحانه له " وكرمنا بني ادم . . ." . . . . . اليوم وفي عنفوان الانحراف والفساد والانقلاب على الثورة الحسينية صمتت اصواتنا ودماء شهدائنا وانين معذبينا امام هول مصيبة هذا الانحراف والفساد , كنا نناهض من كان معاديا للحسين وثورته واليوم نجد المدعين بالسير على طريق الحسين هم المعادين للحسين وثورته , نعم هؤلاء المدعين وظفوا الحسين وثورته ليتسنموا مقادير القيادة في الدولة فارونا العجب العجاب ومما لايخطر على بال من فنون الفساد والافساد , ومن اهم عجائبهم اصرارهم على مواصلة منهج الطاغية المقبور في انتاج مجتمع يتسم بالهمجية والقطيعية والشواهد على ذلك اكثر من ان تفند او تدحض , بل ووجدوا ازلام الطاغية المقبور خير معين وظهير لتنفيذ انقلابهم على الثورة الحسينية , وبتنا ونحن في خضم هذا نقف مشدوهين غير مصدقين وتارة نعلل بالاعذار واخرى نركن للاستغفار , بحثنا عن اصوات تذكرنا بالثورة الحسينية فعز علينا الطلب , بحثنا عمن ينمي الوعي الاجتماعي ويخرج المجتمع من حالة القطيعية والهمجية الى نور الكرامة الانسانية فلم نقف على اثر , وهنا تصدت قناة البغدادية لتساهم في تذكيرنا بثورة الحسين واهدافها العظيمة, خنعت اغلب قنوات الاعلام لسوط السيد المسؤول وعطاياه لتسكت او تشارك في اشاعة ثقافة القطيعية والهمجية , فبات المسؤول وابنه وصهره و اقاربه وبطانته وحزبه خط احمر لايسمح بتجاوزه, وهنا وجدنا من يشاركنا صراخنا المكبوت في طيات العمر والتاريخ , صراخنا الذي دوى في تاريخ معانتنا هيهات منا الذلة , نعم شاركتنا البغدادية لتهتف معنا هتافنا الازلي لتنبري مدافعة ومنافحة عن المظلوم ومناهضة الظالم , فضحت فساد المتاجرين بالدين وبالثورة الحسينية , صرخت وحيدة في فضاء الاعلام لتكشف فساد يزيد وشربه الخمر ولعبه بالقرود, وباتت زادا يشحذ هممنا التي فترت عن السير بثبات على منهج الثورة الحسينية . . . نعم كتب علينا ان نناهض ظلم الطاغية المقبور ليذهب صبانا وشبابنا معبقا بعطر هذه المناهضة , وكنا نريد ان ننزل عن الجواد لنستريح بعد عناء عمر الثورة على الظلم ونحن نرى من كان سائرا في طريق الملحمة الحسينية يتسلم قيادة البلاد والعباد , ولكن سرعان ما وجدنا منهم النكوص عن طريق الحسين لينتهجوا منهج الظلم والفساد , وبهذا لم يتركوا لانفسنا فسحة راحة ولجوادنا وقفة استراحة , فشمرنا السواعد وهدرنا بالحناجر المتعبة معيدين هتافنا الازلي هيهات منا الذلة ضد الفاسدين والسارقين والمزيفين من المتاجرين بجهادنا ومعاناتنا وقبل ذا وذاك تجارتهم القذرة بديننا العظيم . . . واشد البلايا المضحكة ان ينسب المتاجرون بالدم من يصرخ بهتافنا الى البعث الزنيم ومخابراته الاثمة , حتى يخال لنا ان هؤلاء المتاجرون يلمعون صورة صدام واذنابه ليحبوهم شرف قولة الحق , وصدقت المرأة العراقية المعذبة حينما خاطبت المتاجرين " الله صخم وجه صدام وانتم بيضتموا وجهه " , وكيف لم يبيضوا وجهه وادنى مايأتون ان ينسبوا كلمة الحق وهتافنا الازلي هيهات منا الذلة الى صدام ومخابراته والبعث واذنابه , فماذا نقموا من البغدادية ومقدمها المنسوب الى مخابرات صدام بمعلومات الانترنيت ? , انقموا فضحها واياها لملفات الفساد ? وهل فضح الفساد جريمة ومثلبة ام مكرمة ومنقبة ? , عجبا هل وصل المتاجرون الى مستوى رؤية المنكر معروفا والمعروف منكرا ? , الا شاهت وجوهكم وانتم تكيلون المدح والاطراء الى صدام وازلامه وانتم لا تشعرون , وهبوا جدلا ان الحمداني من مخابرات الطاغية فكان الاجدى منكم ان لا تذكروا ذلك وتكتموه لئلا تغدوا منقبة للمجرمين , فهل اليوم من يهتف بهتاف هيهات منا الذلة اصبح بعثيا ومخابراتيا وعدوا للشعب ? الا ساء ما تحكمون ، ويحكم اذهب الله عنكم عقولكم بعدما ولغتم بالفساد والجرائم المنكرة حتى بات الغباء والحماقة ديدنكم . . . وهانحن نعلنها براءة الحسين وباقر الصدر وبراءة جهادنا ومعاناتنا ومناهضتنا منكم ايها المتاجرون بالدم والدين , وانكم اليوم احرى بكم ان تنسبون الى البعث وثقافته لا الى دماء شهدائنا ولوعات امهاتنا واخواتنا ومعاناة شبابنا المحتسب عند الله سبحانه. . . والى كل من يرفع هتاف الحسين هيهات منا الذلة لكم منا تحية الاجلال والشكر والعرفان , ونقولها للجميع : وعند الصباح يحمد القوم السرى ، ولات حين مناص.
|