كيرالا ..!

 

في عام 1974 تجاوز عدد سكان الهند 500 مليون مواطن. حيث اعلنت حكومة انديرا غاندي، ان الوقت قد حان للقيام باجراءات صارمة للحد من ازدياد الاعداد فقامت، بفرض عملية عقم للرجال للذين لديهم اكثر من ثلاث اطفال .وان يحضروا الى المعسكرات التي اقامتها الحكومة للحد من التناسل.وكل من يمتنع عن الحضور سوف يتعرض للمضايقه والاعتقال وكذلك منع وصول بطاقات الغذاء اليه والعلاج الطبي وحتى رخصة القيادة .

الا ان كل هذا الاجراءات التي قامت بها الحكومة زادت من حجم المشاكل، لانها تقوم بعملية ضد الاساس الاجتماعي الذي يبنى عليه طبيعه المجتمع الهندي وما يتعارض مع عاداتة وتقاليده ومعتقداتة الدينية .مما اضطر الحكومة للتخلي عن هذا المشروع . واستمر الحال في كل انحاء الهند بالازدياد في اعداد السكان .الا في اقليم صغير باقصى الجنوب هو اقليم (كيرالا) في الهند. دون عنف او قهر ولا دعاية حقق الاقليم ما لم ينجح بتحقيقه في كل بقاع الهند .

اهالي اقليم كيرالا مزارعون يرزقون من زراعه الشاي اوالتوابل لا يملك المواطن في اقليم كيرالا غير ادوات عملة ونسبة دخله هي الاقل تقريبا عن باقي مدن الهند .

وبقي هذا الاقليم مستقرا من ناحية زيادة السكان عكس باقي انحاء الهند، رغم ان هذا الاقليم لا يختلف عن غيرة من الاقاليم الاخرى الا ان الامر الذي جعل اقليم كيرالا مختلفا هو التعليم .حيث قامت حكومة الاقليم بالتعاون مع بعض المنظمات التطوعية بمجهود كبير لمحو الاميه في الاقليم ،وبالفعل راح الالاف يذرعون الاقليم طولا وعرضا والاهتمام بتعليم النساء بصورة اكبر وذكر احد القائمين على المشروع بانهم كانوا(يدرسون في حظائر المواشي وفي الهواء الطلق وفي ساحات المنازل ) وبعدها اعلنت الامم المتحدةعام 1991 بانه إقليم (كيرالا )الولاية الوحيدة في العالم التي تبلغ بها نسبة التعلم مئة في المئة .لذا كانت الرصاصة السحرية التي غيرت مستقبل اقليم (كيرالا) هو التعليم وخاصة تعليم النساء حيث فشلت كل المشروعات التي قدمتها الحكومة في الحد من النسل، لانها بالقوة والقهر. ونجح مشروع التعليم في وضع اقليم كيرالا على الطريق الصحيح من خلال رفع مستوى التعليم للنساء وتطوير مهاراتهن، وساعد بشكل كبير بلحد من ازدياد التناسل في هذا الاقليم ورفع مستواه المعاشي والاجتماعي. ان من اول خطوات رقي المجتمعات هو التعليم والاهم هو تعليم المرأه لانها الجزء الاهم والاكثر في وسطنا الاجتماعي، بناء مجتمع سليم يعني بناء اسرة سلمية والاسرة السليمة تكون برقي وتعليم جميع افرادها واهمها العنصر النسوي سواء كان الام او الاخت او البنت .حيث اوضحت العديد من التقارير التي تقوم بها بعض منظمات المجتمع المدني في العراق ،الى ارقام مخيفة حول نسبة الامية في العراق تصل الى 3الى4 مليون امي . وخاصة بين الاناث وفي اعمار تتراوح ما بين 15- 25.وذكر تقرير اخر عن وزارة التربية العراقية ان عدد الافراد الاميين من النساء والرجال يصل تقريبا الى 6 مليون تقريبا. والنسبة الاكبر من الاناث. وترتفع نسبة الاناث في الارياف عنها في المدن . ان عملية التعليم وخاصة للنساء بالعراق واعني محوالامية لا تتطلب الجهد والمال كما في غيرها من المشروعات. مع انه الحكومة تقوم بصرف الملايين على اشياء لا تستحق الجهد والمال المقدم لها فمحو الاميه هي من مسؤوليات وزارة التربية وعليها ان تتعامل مع هذا الموضوع باكثر جدية وتشكيل لجنة عليا لمتابعه والاهتمام بمحو الامية ووضع خطة لفترة زمينة ومعرفة الحاجات. والتطورات التي تمر بها هذا العلمية وهي عملية سهلة اذا ما قيست بما تملكة وزارة التربية من مؤسسات تربوية وكذلك كوادر تتمكن من خلالها من اجل النهوض بهذا العملية. حيث ترتبط علمية انجاح اي مشروع حين تكون هنالك خطة، قابلة للقياس، وذلك من خلال رسم خطة لمدة ثلاث او خمس سنوات ومعرفة عدد المتخرجين من هذا الدورات وما هي اهم العقبات وما هي اسباب التي تساعد على رفع المستوى التعليمي وكذلك معرفة المعوقات ومعالجتها .لذا فان المرأة هي نصف المجتمع او كل المجتمع اذا نهضت وتعلمت تغيرت الحياة نحو الافضل وكيرالا شاهد على ذلك .

ومضة:

عندما تثقف رجلا تكون قد ثقفت فردا واحدا وعندما تثقف امرأة فإنما تثقف عائله باكلمها .

سقراط