محنة الشتاء في بغداد ؟! |
بسرعة ودون سابق إنذار حل الشتاء في العراق وهطل المطر ليوميين على التوالي كنت مبتهجا وأنا اسمح للمطر العراقي بالسقوط على كتفي بينما انا اتجول في شوارع العاصمة منسحبا الى الداخل قليلا وريح باردة وخفيفة تصفع وجهي وسرعان ما بدأت المياه تتجمع وصارت تفيض على الشوارع وتتراكم على الأرصفة ترى ما لذي كانت تفعله امانة بغداد طوال السنة الماضية وأنا ارى شفلاتها وآلياتها وحفريتها في كل يوم اذا كانت المجاري مازالت عاطلة عن العمل شوارع كثيرة مازالت الحفر والمطبات تملأ اجسادها وأخرى مخربة ومتروكة ومهجورة هناك شارع فرعي يؤدي الى جريدة الدستور في ساحة الاندلس سافرت سنتين الى القاهرة وعدت مجددا وهو على حاله عندما تمطر السماء يفيض الشارع الترابي تماما ويتعذر الوصول الى مبنى الجريدة هذا الشارع نموذجا للإهمال وللاكتراث الذي يطال حتى قلب العاصمة بغداد عرفت وأنا اصادف حالة الشتاء في بغداد بان هموما كثيرة يجلبها هذا الفصل للمواطن العراقي هناك النفط والغاز والمياه الآسنة لابد من مقارعة الشتاء في ظل نقص الخدمات والتسلح بالصبر وهو صورة بدائية للحياة العصرية مالذي تتعذر به امانة العاصمة وهي تمتلك كل المقومات لان تجعل مدينة بغداد اجمل وأنظف لا يمكن لنا أن نقدم أعذارا ونهمل شوارع بغداد التي تتمتع بانسيابية جميلة قل أن نجد مثيلها في العواصم العربية الاخرى لانقول بان أمانة بغداد لم تقدم شيئا في محاولة إعادة ترميم العاصمة فضلا عن تشجيرها ولكننا نعاني من نقص الاتقان في العمل وأننا لا نختم ما نفعله بحسن ختام وهكذا نصلح هذا الجانب من الشارع ونعيد سفلتته دون أن نكلف انفسنا عناء معالجة حفرة صغيرة على مقربة من أعمال الصيانة والترميم لابد من تقديم مسحا شاملا لكل العيوب والعطلات والحفر المفتوحة في شوارع بعداد ونواحيها ولا ينبغي أن نحصر اهتمامنا فقط في ترصيف الشوارع وإعادة ترصيفها أكثر من مرة ترى كيف ستكون حال شوارع بغداد بعد ايام قليلية من دخولنا فصل الشتاء وهل يمكن لنا ان نخرج الى شوارع العاصمة بسهولة ام نعيد مأساة السنوات الماضية التي غرقت فيها مدن كثيرة وصارت مثارا للمأساة المشوبة بالسخرية من الحكومة ومن خدماتها البائسة نتمنى ان لا يتكرر ذلك في كل حال من الاحوال.
|