المالكي وبلعم بن باعورا |
ذكر صاحب كتاب الميزانفي تفسير قوله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ* وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث )راوية ساق فيها التعريف بشخصية بلعم بن باعوراء حيث يقول في تفسير"و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا"الآية: قال: حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): أنه أعطي بلعم بن باعوراء الاسم الأعظم، و كان يدعو به فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما أمر فرعون في طلب موسى و أصحابه قال فرعون لبلعم: ادع الله على موسى و أصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها الله عز و جل فقالت ويلك على ما ذا تضربني؟ أ تريد أن أجيء معك لتدعو على نبي الله و قوم مؤمنين؟ و لم يزل يضربها حتى قتلها فانسلخ الاسم من لسانه، و هو قوله"فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، و لو شئنا لرفعناه بها - و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه - فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث"انتهى الكلام .. المهم ان هذا الشخص الذي ورد ذكره في هذه الآية (وانا هنا ليس في معرض التفسير طبعا) قد اعطاه الله من النعم ومن الكرامات ما تميز بها عن الاخرين ولكنه جحدها واخذته الدنيا وما فيها ومن فيها وهو قوله تعالى فانسلخ منها وقد يقول قائل ان قصة هذا الرجل ممكنة الانطباق على الكثير من بني البشر في السابق وفي وقتنا الحاضر فأقول صحيح ولكن النقطة المهمة في الموضوع هو النعمة التي يعطيها الله سبحانه وتعالى للإنسان ومدى محافظته عليها وحتى لااطيل في الكلام فبعد ماصدر من دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي في رده على بيان السيد مقتدى الصدر تخطرت ان هناك شبها بين السيد المالكي وبلعم بن باعوراء لامن حيث العقيدة طبعا وانما من حيث ان الله سبحانه وتعالى قد اعطاهما نعما تميزا بها عن الاخرين ومع ذلك لم يوفقا للحفاظ عليها فأما بلعم بن باعوراء فالنعم التي حباها الله له لانعرف عنها شيئا سوى ماورد منها في الروايات وهي كثيرة جدا وأما النعم التي اعطيت لدولة رئيس الوزراء فيمكن اجمالها بعدة نقاط :
|