تواردت الكثير من الاخبار الخطيرة من كل الجهات المحلية منها والعالمية بعودة القاعدة للعمل بقوة في العراق بعد فشلها المخزي وهزيمتها في سوريا وتكرر الامر على لسان اغلب المسؤولين كمادة للاعلان التلفزيوني وكأن الامر لايعنيهم ولايعني شعبهم , وتقول التقارير بوجود مخططات كبيرة لضرب الشعب بشكل عام والشيعة بشكل خاص لاغراض لم تعد خافية على احد الا من كان يفضل الذهاب في خيالاته المريضة بعيداً عن مؤشرات الواقع ,وما اثير في الاونة الاخيرة حول عزم الارهابيين على استخدام الاسلحة الكيمياوية ضد السكان الامنين والزيادة الملحوظة في عدد السيارات المفخخة في بغداد وبعض المحافظات وتزامناً مع حدوث مصادمات في المناطق الغربية من البلاد وعلى طول الشريط الحدودي مع سوريا ,ماهي الا دلائل مخيفة على قرب الحرب الاستنزافية ضد الجيش والشعب العراقي المخالف لــ "داعش ".
لكن مصيبتنا القاهرة والمحيرة تتركز في مواقف الكثير من الساسة وشيوخ العشائر القريبة من الاحداث والاعلام والمثقفين وصمتهم المثيرحيال مايحدث , فالساسة منكبون على تناول الاحاديث الطائفية المسمومة او الامور الجانبية في عالم السياسة التي لاتشكل خطر حقيقي على حياة الشعب ومستقبل البلاد في الوقت الحالي وبعض العشائر تلوذ بالشعارات الفارغة ومفردات التلاحم والاخوة وكأن القضية تفتقر الى الهتافات والكلام المعسول, باستثناء بعض العشائر المتصديه للمجاميع المسلحة, والمثقفون والكتاب والاعلام ورجالاته لديهم ايضا مهام عظيمة اخرى غير محاربة الارهاب وفضح مخططاته لاسيما في هذه الازمة الكارثية الزاحفة الينا, فهل علينا الانتظار حتى تشتعل البلاد ؟ لنسعى بعد ذلك بمنطق ساذج الى القاء التهم كل على الاخر وتحميله نتائج الاحداث وبذلك نحقق انتصارات اسطورية في اثبات خيانة الاخر وتخاذله مع الاخذ بنظر الاعتبار استخدام لغة مهذبة لذلك حتى لاتتصدع الوحدة الوطنية بطبيعة الحال.
ورب سائل يسال , كيف ولماذا ارتفعت شعبية القاعدة بين الشباب في المحافظات الساخنة!! مع ضررها الواضح على مناطقهم واين تنشط هذه المجاميع الارهابية التي تسمى ب " داعش " واتباعها من البعث النقشبندي او النقشه وردي وغيره من النقشات المصبوغة بدماء الابرياء ,مع اصرار مزعج على ان الارهاب لا قاعدة له في العراق!! اذن كيف نفسر ظاهرة تنامي نفوذه في المناطق السنية ؟ واستمرار نشاطه فيها بهذه الكيفية وانتشار معامل التفخيخ والمعسكرات التدريبية المعلنة والقواعد العسكرية, وكان آخرما شاهدناه مقطع الفيديو الذي انتشر في الاعلام قبل فترة والواضح فيه حجم القوات والمعدات التي تعمل بحرية كاملة في الصحراء رغم صراخ الجميع بموقفه الحازم ضد الارهاب , أليس هذا غريباً ومحيراً؟ لسنا هنا بصدد اتهام السنة جميعهم بذلك فهذا مخالف للعقل والمنطق وما يسقط منهم لايقل بكثير عما يسقط من باقي الاطراف ايّ ان استهدافهم غير مستثنى في هذه الحرب المنتظرة ,ولكن من حقنا ونحن نرى حمامات الدم والضحايا الذين يتساقطون بالمئات يومياً ان نسأل اين التطبيق العملي لكمية الشعارات البراقة لمواجهة هذا الزحف البربري؟ وماهي الاجراءات المتخذة للوقوف امام سيل الموت والخراب المتعاظم ؟... لاشي على المستوى الواقعي!.
اذن وحسب التصريحات ومعطيات بعض الواقع فعدونا واحد ومصيرنا واحد والنار لاتميز بين الاعراق ولا الانساب ولا الطوائف! فلماذا اذن نبقى في موقف المتفرج؟ ولماذا ننتظر ان تقوى شوكة الارهاب بشكل تصاعدي خطير حتى يصعب علينا التصدي له او ايقافه بعد ذلك! لاسيما اذا استطاع بسط نفوذه على مناطق شاسعة من البلاد , ام ان مبدأ ـ طالما النار لم تصل بعد اطراف ردائي فالامر لايدعو للقلق ـ هو الفاعل حالياً , ولابأس ان نمارس شئ من الحكمة والتروي ونجنب البلاد حرب طائفية! وكأنهم يقولون بان مايحدث الان لايدفع باتجاه هذه الحرب اللعينة رغم انوفنا!!
ولكن بصرف النظر عن مستوى منسوب الخيانة والتواطئ وتغلغل ازلام البعث والقاعدة في موؤسسات الدولة المهمة ومايتمخض عنها من خروقات امنية فاضحة , او تسلل بعضهم تحت عباءة شيوخ بعض العشائر وجلابيب رجال الدين بل وحتى واجهات الاعلام المشبوه والصحفيين والكتاب الذين يتاجرون بدماء الشعب بطريقة فجة وحقيرة, اقول بصرف النظر عن كل هذا , فلا حل حقيقي وواقعي لهذه المشكلة المصيرية الا بتفعيل دور العشائر في مناطقها واتخاذ اجراءات صارمة بحق العشائر التي ينتمي ابناءها الى هذه المجاميع المجرمة على ان يتم محاربتها ومحاسبتها من قبل العشائر الاخرى ضمن عهود واتفاقيات تبرم بين الاطراف تكون مُلزمة للجميع كما فعلت قبل ايام عشائر السماوة وموقفها المشرف واتفاقها فيما بينها على محاربة الارهاب ومساندة قوى الامن والجيش العراقي لضرب الارهاب ومن يتعاون معه !!.
|