دراسة المانية: الحمام الزاجل «يشم» طريقه |
الحمام الزاجل، مثل بقية الطيور، ملاح ماهر، لكن مسألة كيف يعرف طريق العودة الى اعشاشه ونقطة انطلاقه، لا تزال موضع تكهنات. فالطيور تحتاج الى "خريطة" لتعرف ان "بيتها" في الجنوب مثلا او في الشمال، وتحتاج الى "بوصلة" لتعرف اين هو الجنوب او الشمال. علما ان الشمس والحقل المغناطيسي للأرض يشكلان افضل "بوصلة" تهديها. لكن دراسة جديدة تقدم الدليل على ان المعلومات التي يستخدمها الحمام كخريطة موجودة عمليا في الجو: الروائح والتيارات الهوائية التي تمكنه من العودة الى اعشاشه. وفي هذه الدراسة التي نشرتها "بيوجيوساينس" الالكترونية التابعة لـ "يوروبيان جيوساينس يونيون" قال باحثون المان ان التجارب التي اجريت خلال السنوات الاربعين الماضية اظهرت ان الحمام الزاجل يضيع طريقه عندما تضعف حاسة الشم لديه او عندما تكون اعشاشه بعيدة عن التيارات الهوائية الطبيعية. ولتأكيد نظريتهم جمع الباحثون عينات من حوالي 90 موقعا في دائرة قطرها 200 كيلومتر حول عش سابق للحمام بالقرب من مدينة فورسبورغ في جنوب المانيا. وكشفت العينات ان معدل وجود بعض "المكونات العضوية المتطايرة" (مواد كيماوية يمكنها ان تكون مصدرا للرائحة) في الجو يتزايد او ينتاقص وفق اتجاهات محددة، من الشمال الى الجنوب او من الشرق الى الغرب او بالعكس. وهذا التغيير في النسب يترجم تغييرا في الرائحة. لكن طائر الحمام الذي لم يغادر عشه لا يعرف في اي الاتجاهات يحصل التغيير الا اذا كان موقع العش عرضة للتيارات الهوائية. اي ان يكون باستطاعته الربط بين روائح معينة وبين اتجاهات محددة للهواء. |