((أشباه مغايره))... عباس حسن الجوراني

 

 

 

 

 

 

العراق تايمز: كتب عباس حسن الجوراني...

حيث السحر والجمال والألوان البراقة (في معرض الفنانة منى مرعي)، تبتعد عن شرح لوحاتها الفنية وتترك للمتذوق ما يشاء من التفسير, ونحن نتجول في هذه الباحة حيث الألوان والجمال في لوحات الفنانة التشكيلية منى مرعي حيث لفت انتباهي الاسم الذي أطلقته على معرضها ((أشباه مغايره)) تجيب إن السر في الكون إنه لا يوجد متشابهات وان كل شيء مختلف عن الأخر وعن وجود إشكال بهيئة أرواح تجيب إن هذه الأرواح هي تنظر وتتطلع ألينا بشكل ساحر وجميل وبنظرة ثاقبة ملؤها التفاؤل والجمال , وبعد الاستمتاع ونحن ندخل الى معرض الفنانة لنمتع أنظارنا حيث الروحية المعبرة في اختيار الألوان وجعلتنا ان نتمعن حتى الخط الصغير الموجود في اللوحة حيث ألوان تعبر عن واقع حياتنا حين تدخل باحة صغيرة في إحدى قاعات المركز العراقي البلجيكي للثقافة والأدب والفنون في بغداد، تفاجأ بتداخل الألوان وحدتها في لوحات خطتها أنامل الفنانة التشكيلية والمدرسة في معهد الفنون الجميلة” مرعي” وعرضتها في معرضها الشخصي الرابع الذي يعكس معالم الحياة العامة برؤيا إنسانية رائعة، فقد اختلط اللون بمراحل التاريخ، ليفصح عن تشكيلات ترسم أسئلة حائرة أمام الحضارة ومنجزاتها الكبير.

الشيء الجميل في معرض الفنانة مرعي، إن” يمتزج الشعر الفصيح مع الفن التشكيلي وأنت تشاهد الدكتور والشاعر” حسين القاصد” وهو يتطلع إلى لوحات المعرض وبعد سؤالنا عن رأيه ان تقام مثل هكذا معارض في بغداد، أجاب من الرائع والجميل إن تحتفي بغداد بالأدب والفن والجمال رغم ما يراد لها من الحزن والاحتفالات الجنائزية .. والأروع هو إن أرى هذا المعرض الجميل للفنانة منى، وهو معرض معبر عن بوح أنثى عوضت عن صراخها بصراخ الألوان لكي لايختنق بوحها .. أهنيء الصديقة منى ولابد من التفاته شكر وتثمين لمواقف الشاعر الدكتور” حامد الراوي” الذي يهتم دائما بكل ما هو إبداعي ومميز ليس هذا فقط ما أدهشني فعلا هو الحضور الملفت من قبل المثقفين والأدباء والإعلاميين والكتاب والشعراء وشرائح أخرى من المجتمع العراقي وهذا يترك انطباع جيد رغم كل المآسي ما زال هناك متذوقون للفن والرسم وكيفية توظيف الألوان في لوحات الفنانة مرعي والشيء الأجمل اسمعهم يفسرون و يعرفون كل لوحة وما هو السر هنا ولماذا أطلقت عليها الفنانة “ منى “ اسم “ أشباه مغايره” يجيبنا عن سؤالنا هذا الباحث والكاتب المهندس” لطيف عبد سالم العكيلي” من المثير للانتباه أن يجري توظيف اللون لخدمة قضية الإنسان بما يحقق التوازن ما بين الشكل والمضمون، مثلما أنجزته الفنانة التشكيلية” منى مرعي” في لوحات معرضها الحالي التي تمحورت حول صرخة مجتمعية بعقل وأنامل امرأة في فضاءات مجتمع ما يزال مهتما ببناء أسوار تقويض كثير من آمالها وطموحاتها.

أشباه مغايرة معرض متميز في حبكة لوحاته التي توقظ مشاعر الاحتجاج لكل معاني البؤس وان تغيرت طبيعة ملامحها بين الشعوب والأمم، شعرت بسعادة غامرة إثناء تأملي للوحات الفنانة” مرعي” التي شدتني إلى متابعة البحث عن مشتركات لمعاناة الإنسان. تحية” للفنانة المبدعة منى” ولإنجازها المتميز.

وللقصيدة النثر صولة وجولة داخل المعرض وهل سيفسر لوحات الفنانة” منى” بطريقة شعرية لنرى ذلك من الشاعر والمغترب , “ احمد عبد الزهرة الكعبي” والذي سألناه بماذا تفسر اللون الازرق في لوحات الفنانة “ منى مرعي” ولا بأس ان تكون الإجابة شعرية وأجاب بابتسامة يالها من جميلة , المعرض ضم لوحات تحمل وحدة موضوع .. الحديث عن ترقب الإنسان العراقي و محاولة محاكاة الآخر الذي مر بمراحل التغيّب حيث اعتمدت الفنانة “ مرعي” على شكل تعبيري الأفريقي الذي ظل عقودا طويلة يجابه الإقصاء والتهميش بروز العين و الوجه في معظم اللوحات له دلالات .. أهمها موقع الرأس من الجسد و ما يمثله من معنى ملموس , الإصرار على اللون الأزرق الذي يرتبط بحضارة عراقية قديمة تتمثل بالنسل و الحياة و هي ثيمة لها بعد معرفي , كما تشير ا أيضا للواقع القلق فقد يقترب هذا اللون من العتمة كما يبدو في بعض اللوحات و قد تكون إشارة لليل العراقي الطويل الفكرة تبدو حديثة حين تم ربطها بحاضرنا اللاهب , كما فيها تأثر واضح بالموروث العراقي , كانت” منى مرعي” جميلة في إيصال نواياها التي تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الحاضر.