العبرة من حياة القنافذ... باقر جبر الزبيدي

 

 

 

 

 

 

لا يُمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض فـالأشواك التي تُحيط بها تكون حصناً منيعاً لها ليس عن أعدائها فقط!، بل حتى عن أبناء جلدتها. فـإذا طلّ الشتاء بـرياحه المتواصلة وبرودته القارصة اضطرت القنافذ للاقتراب والالتصاق ببعضها طلباً للدفء ومتحملة ألم الوخزات وحدّة الأشواك، وإذا شعرت بالدفء ابتعدت حتى تشعر بالبرد فـتقترب مرة أخرى. وهكذا تقضي ليلها بين اقتراب وابتعاد.

الاقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح، والابتعاد الدائم قد يُفقدها حياتها.

كذلك هي حالتُنا في علاقاتنا البشرية، لا يخلو الواحد منا من أشواك تُحيط به وبغيره، ولكن لن يحصل على الدفء ما لم يحتمل وخزات الشوك والألم.

لذا:

من ابتغى صديقاً بلا عيب، عاش وحيداً !

من ابتغى زوجةً بلا نقص، عاش أعزباً !

من ابتغى حبيباً بدون مشاكل، عاش باحثاً 

من ابتغى قريباً كاملاً، عاش قاطعاً لرحمه

فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا.

إذا أردت أن تعيش سعيدا:

⌣◂ فـلا تفسر كل شيء

⌣◂ ولا تدقق بكل شيء

⌣◂ ولا تحلل كل شيء

فـإن الذين حلّلوا الألماس وجدوه: فحمــاً