من يوقف تسونامي التشهير ؟ |
ليس البر ان يولي الشيعي قبل اليوتيوب يتسقط خللا لدى اتباع المذهب السني هنا أو زلة هناك فينشرها على حبل الفيسبوك المتدلي للجميع ، الجاهل والعالم على السواء . فالخلل - ولله الحمد - متوزع على الجميع بلا استثناء وليس من حق اتباع جهة الزعم بانهم يمسكون بناصية الحق المطلق . قبل الخوض ارجو الانتباه الى انني قلت "اتباع" ولم اقل "المذهب" ذلك لاني لم أر حتى يومي هذا المصداق الحقيقي لاي مذهب . في كل دقيقة تمر يتبادل اصدقاء الفيسبوك بكل تشف ٍ وانشراح وصلات فديو تكشف خللا في المذهب الفلاني على لسان احد رجاله . و بعد ان تقتل من وقتك الثمين ربع ساعة او اكثر تجد ان المتحدث هو نكرة لا يمثل حتى بضعة اشخاص مغمورين في بلدة مغمورة لا وجود لها على الخرائط . وهكذا يُمضي الاخر الكافر - على حد زعمنا - وقته في البحث العلمي وتقصي الحقائق و اكتشاف ما دفن الله في بطن الارض من اسرار عظمته و ابدع في الفضاء من عجائب خلقه ، و نهدر نحن هذه الهبة العظمى التي لا تقدر بثمن ، واعني بها الوقت ، في تسقط اخطاء بعضنا والتشهير بما نظنه جزءا راسخا من معتقدات الآخر . و لو صحت هذه التهم التي تكال من الطرفين على الطرفين فتلك مصيبة تمس الدين وتضربه في الصميم بل وتفند وجوده . وان كانت تلك التهم كذبا و ذلك التسقيط افتراء فالمصيبة اعظم لان ذلك يعني اننا جميعا مفترون وكذابون . تصوروا لو ان اتباع كل مذهب تفرغوا الى اصلاح ما اعوج من امرهم و تشذيب ما اضيف الى متفرعات معتقدهم من بدع وخرافات و اباطيل !!! ماذا سيحدث ؟ هل سوى ان تأتيك الناس افواجا ؟ ترى متى ستكف الاطراف المتناحرة عن التشهير ببعض والتفرغ لاصلاح الداخل المنهار كضمانة لاقناع الاخر بالحق كل الحق ولا شيء سوى الحق . الحركة الوهابية التي يتبرأ اغلب اتباع المذهب السني من متبنياتها العقدية استطاعت بفضل الخلل المنتشر فينا تحويل الصراع من وهابي - شيعي ، الى سني - شيعي وضربت بذلك ضربة "معلم" واستطاعت على ضلالها المبين ان تنتشر في مساحة واسعة يدعمها مال يتدفق من فوق و تحت . وبدلا من ان يكون المنبر الحسيني الشريف منصة للاصلاح ، اصبح مرتعا للروايات التي لا تصمد امام الدليل ومكانا للتشهير ودعم البدع التي اضرت بمذهب اهل البيت باكثر مما اضر به اعداؤه . استثني من ذلك اصواتا تحملت مسؤوليتها واحدثت خرقا في المألوف . والحسين "ع" الذي نحيي ذكرى شهادته الخالدة هذه الايام لم يخرج لطلب الاصلاح في امة يزدجرد او النجاشي ، انما خرج وضحى وسبيت عياله من اجل اصلاح الداخل المنخور ، متأسيا بابيه الذي وجد في الفتوحات الخارجية ترفا فيما الفساد والظلم ينخران في جسد امة اخيه محمد "ص" . من نافلة القول ان اقصر طريق لتقنع الاخرين باحقية فكرك هو ان تنقيه من الشوائب التي علقت به مع الزمن ، لا ان تفتح النيران في كل الاتجاهات . فالاخرون ايضا لديهم بنادق محشوة بالرصاص ايضا . ورحم الله من شغله عيبه عن عيوب الاخرين . ام اننا في غنى عن رحمة الله ؟ السلام على الحسين وابيه وجده واخيه وامه وبنيه .
|