المستقلون ظاهرة سياسية طامحة

 

 

 

 

 

 

المستقل هو الشخص الذي يعمل بفكر وعقيدة الواقع دون الانحياز لحزب او تكتل او طائفة ويقدم المصلحة العامة دون الخاصة .ولا  توجد وصاية عليه من احد  ، وهو ليس بالضرورة ان يكون على حق فهو انسان قابل للخطأ والصواب ، وقد  اظهرت انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة تأثير واضح للمرشحين المستقلين ولعبوا دور اساسي في بعض المحافظات وكان لهم دور بيضة القبان في حالات اخرى ، وهم الامل في انهاء سيطرة الاحزاب الكبيرة التي فشلت في تقديم الخدمات وحفظ الامن وغيره من الملفات ، ونحن نتذكر في سنة 2004 عندما اشترطت المرجعية الدينية على التحالف الوطني ان يكون 25% من المرشحين من المستقلين ، وها هي المرجعية تعيد الكرة وتوصل رسالة اخرى الى الكتل السياسية بان تكون نسبة المستقلين هي 80% ، وملاحظ ايضا ان هنالك كتل لا تمتنع من الاستجابة لهذه النسبة خصوصا ان سياستها مفتوحة على الكفاءات وتهتم بالمهنية والتميز لخدمة الوطن والمواطن  ، علما ان ظاهرة المستقلون في قوائم الاحزاب الدينية يمكن ان تكون مؤشر على اتساع افق هذه الاحزاب  لتشمل مختلف الاتجاهات في المجتمع ، بشرط ان لا تكون هذه الاحزاب ذات اجندات ومصالح ضيقة ، والمرجعية الدينية تدعم من ينتشل العراق من الاوضاع المأساوية سواء كان دينيا او علمانيا  بشرط الكفاءة والإخلاص للعراق الحبيب ، وكان تصويت مجلس النواب على قانون الانتخابات البرلمانية لسنة 2014،  هو بداية نصر لذوي الكفاءات والمستقلين  لأنه يسمح لهم بالنفاذ وعدم سيطرت رؤساء الكتل عليهم. 

كيف يجب ان يكون المرشح المستقل ؟

  •   وسيط افتراضي بين القوى السياسية المتباينة والمتنافسة ويمكنه ان يلعب دور حيوي في بعد وقرب من حوله ، وهو يساهم في تنضيج التجربة السياسية .
  • لا ينطلق من نظرية جاهزة ومن برنامج سياسي سابق ولا يحتكم الى ايدلوجية مغلقة ، ويتميز بالمرونة والانفتاح ويحرص على التطوير والاجتهاد  ، وعلى التوافق والتفاهم على القواسم المشتركة بين الجميع .
  • إن رفض المستقل الانتماء الحزبي لا يعني عدم إيمانه بالثقافة الديمقراطية وإنما يتخذ مسافة نقدية من الجميع حتى يتحرر من الوصاية الحزبية .
  • يجب ان يأتي المرشح المستقل الملتزم من بيئة وفضاء مناسبين لإحداث التغير المؤثر فالمستقل الاعلامي قادر على صناعة رأي عام مضاد ، والحقوقي والقانوني يملك ثقافة في كتابة الدستور والقوانين والحرص على الفصل بين السلطات ،وفي المجال الديني كرجال الدين والفقهاء والمجال النقابي . وغيره......

المرشحين المستقلون لماذا ؟

  • هم خطوة استراتيجية في البناء الديمقراطي .
  • لفسح المجال للقواعد الشعبية لإبداء الرأي والابتعاد عن الرأي الواحد والفوقية والحكم الفردي .
  • نتيجة تراجع حظوظ الأحزاب والكتل السياسية في الشارع التي تشكل الحكومتين التشريعية والتنفيذية ، فقد أصبح المرشح المستقل هو البديل المفضل من قبل الجماهير ليعيد الى المشهد السياسي العراقي لوناً وطعماً عن طريق دعمهم لمؤسسات المجتمع المدني وإيمانهم بالثقافة والوعي.
  • - إحداث شريحة مثقفة جديدة ملتزمة تكون قادرة على تنمية وإدارة مطلب ثقافي جديد يعبر عن تطلعات ورغبات الطبقة الناشئة .
  • ودخول المستقلين في تلك الانتخابات الشرسة مع الاحزاب  ذات المال والنفوذ هو تحدي كبير ربما يساهم في تغيير الكثير من التوازنات السياسية ، من خلال كسب الاصوات والتأثير على الكيانات الرئيسية وتفتيت قبضتها الحديدية السلبية على البلد.

المشاكل التي تواجه المستقلون

  • المستقلون يسبحون ضد التيار . 
  • التنافس في سباق غير متكافئ هو يعد شبه محسوب ومحسوم للطرف الاقوى.
  • أغلبهم لاول مرة يخوضون هذه التجربة أولاً , وحديثين العهد في السياسة وإدارة الدولة ثانياٌ .
  • عدم تنفيذ المطلوب من مؤسسات المجتمع المدني ومن السلطة السياسية من تنقية الأجواء وإيجاد انفراج وكسب الثقة وتوفير الفرصة كاملة للمستقلين لكي يتحولوا إلى قوة ضغط فاعلة في الساحة السياسية.