التحالف العابر للادلجة.. فرصة قد لا تأتي مجددا

 

قانون الانتخابات الجديد الذي اقره البرلمان بعد مخاض عسير ، يمنح القوى الصغيرة فرصة كبيرة للدخول بمنافسة مع القوى البرلمانية الحالية .. وان كانت خارطة المجلس المقبل لن تتغير بدرجة لافتة؛ الا انها ستضم قوى جديدة وصغيرة وهذا موضوع لا يقبل النقاش او الجدل حتى وان كانت هناك تدخلات اقليمية او خارجية "او حتى تلاعب بالنتائج بدرجة كبيرة" لا سامح الله .

اذن الكتل الكبيرة التي كانت تتعالى؛ في انتخابات مجالس المحافظات الماضية؛ عن التحالف مع القوى الصغيرة او غير الممثلة في البرلمان وتتعامل معها بطريقة غير لائقة تصل الى حد تشكيل لجان لدراسة طلبات انضمامها وفرز القوى المقبولة وفق سياقات ما انزل الله ولا السياسة ولا الديمقراطية بها من سلطان .. ستبحث عن القوى الصغيرة هذه المرة وترحب بها ان لم تكن ستعمل على اجتذابها وترغيبها للدخول في تحالفاتها الانتخابية المقبلة.

فالائتلافات المخضرمة تستفيد انتخابيا من القوى الصغيرة باصواتها المهملة في المقاعد التعويضية والتنويع والترويج والدعاية الانتخابية ، ولكن على سبيل الاحتياط وليس الاساس ، وهذا ما يؤكد ان الكبير داخل تحالفاتها يأكل الصغير ويجنده لخدمته في الدعاية بصورة مجانية مثلما حصل في انتخابات مجالس المحافظات الماضية ، في قوائم دولة القانون وكتلة المواطن.. .

اذن، ما هي فرص القوى غير الممثلة في البرلمان او الصغيرة كما يحلو للبعض ان يسميها ، في الانتخابات القادمة ؟ .

الخيارات امام هذه القوى مفتوحة وعلى اوسع ابوابها :

•        الدخول في الانتخابات بشكل منفرد:

هذا الامر جربته القوى "الصغيرة" سابقا ولم تنجح منفردة في مواجهة القوى الكبيرة ، لذا فان تكراره ثانية كفيل بالفشل والقضاء على اي بصيص امل مستقبلي بحدوث تغيير جذري في خارطة التحالفات السياسية الحالية.

•        الدخول في التحالفات المخضرمة:

مغامرة غير محسوبة وخيار غير براق لان الكبير داخل هذه التحالفات يأكل الصغير ، لذا لا فرصة للقوى غير الممثلة او "الصغيرة" في المنافسة الا بشكل محدود.

•        تشكيل تحالفات جديدة عابرة للطوائف:

هذه محاولة اخرى ستظهر وبكثرة على الساحة السياسية كلما اقتربنا من موسم الانتخابات ومتى ما اعلنت مفوضية الانتخابات فترة تشكيل الائتلافات ، لكن هذه التحالفات محاولات انتخابية قد لا يكتب لها النجاح لان المواطن يبحث عن البديل الذي يمثل خيارا وطنيا يستطيع ان يضع ثقته فيها ، فتكرار انشاء هذه التحالفات لعدة مرات وبمسميات مختلفة في فترات ما قبل الانتخابات يفقدها الكثير من سبل النجاح ، رغم ان بعضها كان وما زال يحمل مشروعا وارادة حقيقية.

•        الدخول في تحالفات جديدة عابرة للادلجة:

هذه التحالفات الجديدة التي يفترض بها ان لا تعبر الاديان والطوائف فحسب؛ بل تدمج بين رؤى الآيدلوجيات من اسلامية وليبرالية تحت مسمى واحد يحمل مشروع انقاذ او بديل وطني يقبله المواطن ويؤمن به؛ هي الوسيلة الانجح للساعين في الوصول الى البرلمان المقبل او الساعين لمشروع سياسي اقتصادي واجتماعي يدمج توجهات ورؤى هذه القوى لإنفاذ البلاد من الاخطار المحدقة بها ومن اخطار القاعدة والتقسيم.

لقد آن الاوان ، ان نجتمع كإسلاميين لم تتلطخ ايدينا بسلبيات مرحلة الحكم الحالية مع بعضنا اولا؛ ومع الليبراليين وقوى التيار المدني ثانيا؛ لنشكل تحالفا كبيرا يحمل مشروعا وطنيا يقبله المواطن عندما يبحث عن البديل امام صناديق الاقتراع .. وهذا مشروع قابل للتحقيق ان توفرت الارادة لدى الآخرين؛ وفرصة مؤاتيه ان لم نقتنصها .. قد لا تأتي مجددا.