لا اريد ان اتكلم عن معاناة وآلام الكورد الفيليين الذين نالوا من الظلم والمعانات والابادة والتهجير وتعرضهم للمضايقات وللصهر القومي ألقسري على يد سلطات الدولة العراقية خلال فترات طويلة أشدها قسوة في فترة السبعينات والثمانينات ، حيث تم تغيب عشرات الآلاف من أبنائهم ومصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة بسبب هويتهم وانتمائهم القومي وطمعا بقوتهم التجارية والاقتصادية وثقلهم في الشارع العراقي . ولا اريد ان تتطرق لتاريخهم المتميز في بناء دولة العراق في جميع جوانبه الحياتية ، واخلاصهم وتفانيهم في عملهم ولدورهم البارز على الساحة السياسية وبالاخص في صفوف الحركة التحررية ألكوردستانية وفي جميع مراحل المعارضة العراقية . هنا اريد اكشف جانباً من المعاناة هذه الشريحة الكوردية في العهد الجديد ، عهد الديمقراطية المزيفة ، لانهم لم ينصفوا هذه الشريحة المضحية لحد هذا اليوم .. فلم يعيدوا إليهم كامل حقوقهم (الجنسية، الممتلكات، التعويضات) ، ورد الإعتبار الإعتبار ولو ببيان يتيم من قبل البرلمان . يحاول الكورد الفيليون منذ اسقاط النظام السابق الحصول على حقوقهم المسلوبة ، واعادة العيش والحياة الطبيعية لهم ، لكونهم مكون عراقي اصيل لاقوا الظلم والحيف . ورد الاعتبار لهم عن طريق اقرار القوانيين عملياً ، للأسف الى انه لم يؤخذ بنظر الاعتبار لهم ، تغييبهم الواضح وتعمد اقصائهم عن حقوقهم الدستورية ، واعادة مشهد الظلم والاقصاء من جديد وعدم منحهم مقاعد (الكوتا البرلمانية) شأنهم شأن من تم منحهم مـن المكونات . ومن الضروري الإهتمام للكورد الفيلة حتى يسودهم الإطمئنان على مستقبلهم .. وليساهم في بناء دولة العراق ، فكان من المفروض تخصيص مقاعد مناسبة في مجلس النواب لهم أسوة ببقية المكونات العراقية الاخرى ، على وفق نظام إنتخابي يحقق التوازن والعدالة لجميع القوائم والكتل والمكونات ، بحيث مجلس نيابي يعبر عن الفسيفساء والموزائيك المتنوع الجميل !!، الذي يعكس ماهية المجتمع العراقي بكافة ألوانه وأطيافه الإثنية والدينية والمذهبية .. وبذلك يكون أداء المجلس أفضل سياسياً واجتماعيا ، وأقوى قانونياً ومهنياً ، وأجمل وأحسن إنسانياً . حرمان الكورد الفيليون من نظام الكوتا في قانون انتخابات مجلس النواب العراقي ، أصابة الفيلية بصدمة كبيرة لأضاع فرصة ثمينة لإنصافهم من التهميش والإهمال ، وهذا يعدّ اهانة للانسانية وتنافيا لمضامين حقوق الانسان ، وخرقا قانونيا صارخا يتقاطع مع الدستور العراقي والمادة (49) التي تنص على الحق الدستوري في تمثيل مكونات الشعب العراقي كافـة بتخصيص كوتا لهم ضمن دائرة انتخابية واحدة في الانتخابات . لذا نتساءل !!! من المسؤول عن هذا التهميش والأقصاء المتعمد للكورد الفيلين في عهد النظام الجديد لإزالة تبعات سياسات النظام السابق ، وعدم انصافهم برد الأعتبار اليهم ، بعد ما حل بهم من كوارث وجرائم في عهد نظام البعث ؟؟؟ ولماذا لا یتعامل العراق الجدید مع آلام الکورد الفيليين ولم یضمن لهم حقوقهم المشروعة ؟؟؟ لقد اظهرت الحقيقة أن "صفقة سياسية" تمت بين الكتل السياسية الكبيرة حرمت الكورد الفيليين من حصة الكوتا في مجلس النواب المقبل ؛ من هذا المنطلق سوف تتحمل الكتل السياسية الكبيرة في مجلس النواب العراقي بكافة مسؤولية الظلم والحيف الذي طال الكورد الفيليين وحرمانهم من حقهم الدستوري في التمثيل بمجلس النواب" وغياب التمثيل السياسي الحقيقي لهم ، وهذا يعتبر لهم تهجير قسري من النوع السياسي . أن ذلك مشابه لما فعله النظام البعثي بحقهم . أليس من حقي ان اتطلع في وجوه أعضاء البرلمان على بساط المحاصصة وأسئلهم !! متى سيتم رد الاعتبار الرسمي للكورد الفيليين بالاعتراف بهم كأحد أهم مكونات الشعب العراقي وتخصيص مقاعد مناسبة في مجلس النواب لهم أسوة ببقية المكونات العراقية الاخرى ، ما دمتم تحدثون يوميا عن معاناة ومأساة هذه الشريحة في الدعايات الانتخابية .
|