الحسين سفينة النجاة.. والمالكي سفينة الهلاك

 

ومن منا لا يحتاج إلى سفينة عندما يغرق ، وأي سفينة ننجي بها أفضل من سفينة النجاة . فحديث لرسول الله عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام (( الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة )) ، فأمام تلك السفينة تغرق كل السفن ومن الصعب أن تنجو من الظلمات إذا لم تركب سفينة النجاة فهي سفينة الرسالة الأولى من يوم قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم (( حسين مني وأنا من حسين )) .
أن الحسين عليه السلام سفينة النجاة (( أي الولاء للحسين عليه السلام )) ونحن بحاجة لركوب سفينة الحسين عليه السلام سواء كنا مع الحسين عليه السلام أم لم نكن معه . فقد تحدث القرآن الكريم عن شيخ الأنبياء وسفينة نوح وقال أن سفينة نوح أية للصالحين . وكل الأئمة عليهم السلام سفن النجاة ولكن سفينة الحسين عليه السلام أوسع ، فقد حَوت معركة ألطف المرأة والرجل والطفل والصبي والفتاة والكهل .
أن انقلابا كبيراً قد وقع للإسلام بعد مدة قصيرة من نبوة الرسول ، وأن الانحراف بدأ منذ وفاة الرسول وتجرأ من تجرأ أن يطعن بوصية النبي إلى أن أصبح التطاول والانحراف بقمته بعد 61 عاماً فقط من الرسالة والأمة كأنها في سبات . أين الرسالة وأين جهاد النبي لما وقف الحسين عليه السلام وخطب فيهم والقي عليهم الحجة وبين لهم سوء العاقبة ولم يستجيبوا لم يعد أمامه إلا أن يحدث لهم صدمة توقظهم مما هم فيه لينقذ هم وينقذ الرسالة ولم تكن الوسيلة سوى دمه الطاهر الشريف وبهذا قال عليه السلام (( أن كان دين محمد لا يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني )) . أذن فأن الحسين سفينة النجاة فمن ركبها نجى ومن تخلف عنها هوى وهلك . وباتوا يعرفون ذلك ليتوبوا ويعود إلى الإسلام ويعود الإسلام بتوبتهم .وهكذا نرى الثورات تتالت بعد أن ركبوا في سفينة الحسين وشق طريقهم ووصلوا إلى أهدافهم .
فلابد لنا من سفينة لنهتدي بها في كل زمان ومكان وعلى مر الأزمان . وكان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يعرف ذلك وقال لنا أن نتمسك بالحسين لأنه مصباح الهدى وسفينة النجاة .
ففي هذه المرحلة من المراحل التي يمر بها العراق فأما أن نركب سفينة الحسين وإلا نغرق في الأفكار المنحرفة التي ليس لها أساس ، وما أكثر السفن التي تبحر في بحر السياسة العراقية . فالذين ركبوا سفينة المالكي من سنوات يعرفون جيداً أنها سوف تغرقهم ، لان ملاحوها ليس خدام للشعب العراقي ، بل جل همهم خدمة مصالحهم الشخصية ، لذا ازداد الفساد والمفسدين وتدهور الأمن وأصبحت الميزانية الاتحادية في جيوب السراق والحراميه .
أن السفينة التي يكون ربانها همه الكرسي والسلطة ، وليس الأخذ بيد الشعب العراقي إلى بر الأمان ، فأنها غارقة لا محال لها بأزماتها السياسية التي تنشب بين الكتل السياسية على طول خط أبحار السفينة ، لذا أطلق عليها سفينة الأزمات مما انعكست تلك الأزمات على الوضع الأمني الذي تردى وأصبح الإرهاب يضرب جميع مفاصل الدولة . 
أن سفينة المالكي ليست كسفينة نوح التي أصبحت أية للصالحين ، بل هي سفينة للمفسدين ، فأن من ركبها هلك ومن تخلف عنها نجى ، مهما حملت تلك السفينة من شعارات ورايات وأعلام ، فأنها لم ترسي على جبل الولاية الثالثة وإذا رست على جبل الولاية فعلى العراق السلام إذ أبتلى بربان مثل المالكي .