ملحمة في ذمة الخلود

 

وهي ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10محرم سنة 61 للهجرة وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب أبن بنت نبي الاسلام محمد بن عبدالله ( عليهم السلام ) وبين جيش الظلالة والكفر ,جيش يزيد بن معاوية من سلالة الخلفاء الامويين الذي لم يشهد لهم التاريخ قط بأي منجز سوى سياسة الدم والصعود فوق جماجم الأبرياء .

تعتبر ملحمة الامام الحسين من أعظم الملاحم والثورات في تاريخ الإنسانية ,فلم تكن لغرض شخصي بحثاً عن منصب أو خلافة أو التطلع الى الحكم والتسلط ,ملحمة تاريخية ذات صدى وأفق واسع ترك أثر كبير في نفوس البشرية على مر السنين , لان هذه الملحمة اقتضت وانتهجت من مبدأ الاصلاح منطلقا لها بقيادة الحسين , فالإصلاح يعني أن تعيش ألآمه معززة مكرمه , ينتشر فيها العدل والمساواة.

طالما أن هناك ظالمين يتحكمون بمصائر الشعوب بالقهر والظلم والتعسف ,وطالما هناك نفوس توًاقة الى أحقاق الحق وأبطال الباطل ,فأن هناك بصيص أمل يكاد نورهٌ يبهر الالباب لمن أراد أن يتعرف علية ويتعاطى معه أزاء معالجة المشاكل التي تحيط به من كل حدب وصوب , ومن هذا المنطلق , فأن يحق لكل أمة أن تقتبس من ذلك البصيص , لتبديد الظلام الذي يكتنفها , والسعي حثيثاً لاقتفاء أثر المصلحين , الذين رفعوا لواء الحرية , ودافعوا عن كرامة الانسان , ليكون حراً بعيداً عن كل أشكال العبودية والاستبداد , أولئك الذين زودوا الأمة أمصال المناعة ضد كل احتقان سياسي ,الذي ينأى بطبعة عن العصبيات القبلية والأثنية والقومية.

فمن حق الامة المتحررة أن تفتخر بروادها الذين أسسوا للحرية, وحفروا في التاريخ القديم والمعاصر أخاديد الحب والكرامة والآباء , ومن بين اولئك الأفذاذ ,الذين من حقنا أن نفتخر بهم الأمام الهمام سيد الاحرار الحسين بن علي (عليهم السلام) وكيف لا ؟ ونحن لا نجد في سيرته المباركة سوى معاني الاخلاص والثورة ضد كل أنواع الفساد ,والدفاع عن حقوق الانسان .

 

كم من الناس يتسلقون قمم الخلود والسمو , وكم من هؤلاء الذين يغيرون قوانين الزمان والمكان ليكونوا ملكاً للإنسانية , اولئك هم عظماء الحياة , وأبطال الإنسانية , ولذلك ستبقى مسيرة الحياة ,تسير الخطى نحوهم ,وما أروع الشموخ أذا كان صنعهٌ من الله , وصاغتهُ عقيدة السماء ( الحسين بن علي ) قمة من قمم الإنسانية الشامخة وبيرق من بيارق البطولة والفداء .