حمل حقائبه وذهب إلى واشنطن عله يجد موطأ قدم له يمكنه من البقاء جالسا على التل لفترة إنتخابية ثالثه بعدما أيقن أن الإتكال على صوت الناخب في الداخل بات مستحيلا لأن الناخب لم يسمح له بمتعة الجلوس على التل مجددا....والزيارة إلى واشنطن لم تأتي ضمن السياقات الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول وإنما كانت إستدعاء من قبل سيد البيت الأبيض إلى احد خدمته يطلب منه الحضور فورا وما على العبد إلا تنفيذ طلبات سيده...وهناك في واشنطن سمع المتسيد علينا هنا والمتقزم هناك كلاما لاذعا ومعاملة سيئة جدا فلم يسمح له بالإقامة في ضيافة سيده وكيف يضيف السيد أحد عبيده, وتركه ينتظر لأكثر من أربعة ساعات كاملة قبل أن يسمح له سيد البيت الأبيض بمقابلته وكانت النهاية طرده من واشنطن وبإسلوب مهذب فهمه عبدنا الذليل الذي كان يمني نفسه أن يحظى بمقبولية ولو بدرجه قليله من الرئيس أو مساعد الرئيس أو الكونجرس الأمريكي، ولكن كان سيدنا يستحق هذا الطرد الفاضح لأن رحلته لم تكن لغرض فائدة الشعب العراقي إنما كانت لأغراض شخصية وحزبية ضيقه حاول إستغلالها لتلميع صورته وصورة حزبه البائس ولكنه فشل فشلا ذريعا وعاد بخفي حنين كما ذهب بعدما كلفت سفرته الشخصية هذه ملايين الدولارات من المال العام الذي يتقاذفه هو وزبانيته الذين أوصلوه لقمة التله وأقعدوه عليها.
بعدما عاد المطرود من واشنطن وتيقن إنه اصبح ورقة محروقة خارجيا فهو إنسان غير مرغوب به ولابد من إزاحته عن تلته التي بقي متمسك بها طيلة الفترة الماضية...أخذ من جديد يدغدغ مشاعر العراقيين ولم يجد طبقة في المجتمع العراقي يمكن أن تسمع له وتصدق ما يقول إلا الطبقة المسحوقه والتي تعيش داخل كنتونات من الصفيح والعشوائيات راح هذا الذي طرد من قبل سيده يتباكى على هؤلاء الفقراء ويحاول أن يتناسى إنه كان جالس على التلة طيلة ثمان سنوات وتوفرت تحت يده ميزانية تقدر بما يقارب 700 مليار دولار أي ما يعادل 900 ترليون دينار عراقي وهذا المبلغ يعادل جميع ميزانية العراق منذ إستقلاله وإلى 2003 ولكنه بدلا من أن يستغل هذه الميزانية التي يسمونها إنفجارية راح يبعثرها هنا وهناك حيث سمح لإستباحة المال العام من قبل جميع مرتزقة السياسة الذين هبطوا على العراق بعد 2003 ... أما فقراء هذا الشعب المسكين فكانوا ليس إلا نكرات بالنسبه له لآن جلوسه على التله العالية لم تترك له مجال ليلقي بنظره إلى الشعب الجائع فهو يتمتع بقصر نظر حاد لا يتعافى منه إلا في مواسم معينه باتت معروفه للشعب العراقي....
معقولة يطلب هذا المطرود.... من شعبه السماح له بالبقاء متمتعا بالجلوس في برجه العاجي, وهل وصل الشعب إلى هذه الدرجه من السذاجه ليسمح لأيً منكم بالبقاء تتحكمون بمصيرة بعد ما نشر غسيلكم النتن في كل مكان وسمع به القاصي والداني....ماذا نتذكر منكم فجرائمكم كثيرة كثيرة بحق هذا الشعب...هل نبكي على نفطنا الذي رهن إلى شركات أسيادكم...أم نتأسف على ضياع كل هذه الأموال التي سرقتموها وأنا المواطن البسيط لا زلت أرى وطني يعيش بهذه الحالة المتردية...أم نبكي على الدماء العراقية الشريفة التي سالت طيلة فترة حكمكم لإنكم إتخذتم من الإرهاب السند الأساسي لكم لكي تسرقوا وتنهبوا وطني...هل تريدونا أن نعطيكم صوتنا ونحن نرى شبابنا خريجوا الجامعات عاطلين عن العمل...ونرى أطفالنا في المدارس يجلسون على الأرض...ومدننا تفيض في الشتاء...أم نرى مرضانا يموتون بسبب عدم توفر الدواء بينما انتم ومن لفه لفكم تتعالجون في أرقى مستشفيات العالم على حساب المال العام....كيف نعطي صوتنا لمرتزقه إستغلوا مناصبهم لتشريع قوانين تتيح لهم سرقة المال العام...يامن تتشدقون بخدمتكم الجهادية وهي لا تتعدى خدمة تسكع في حانات العم سام وشوارع باريس ولندن...اتعرفون من الذي يستحق الخدمة الجهادية...الذي يستحقها هو إبن الشعب الذي كان يتلضى جوعا ويطحن نوى التمر مع بعض الدقيق ليأكل هو وعائلته...الذي يستحق الخدمه الجهادية هو كل إنسان بقي في العراق وتحمل ما تحمل من ظروف ولا يزال يتحمل منكم مرارة العيش وشغفه...أنتم فعلا لا تستحون حينما تطالبون الشعب أن ينتخبكم من جديد...لقد سقطت حتى ورقة التوت التي كنتم تسترون بها عوراتكم...وطفت فظائحكم على السطح...وانا كمواطن بسيط اوجه لكم تهمة الخيانه العظمى لهذا الوطن والقفص الذي جلس فيه يوما طاغية العراق سوف يشهد إن شاء الله جلوسكم فيه ذليلين تحاكمون على الكم الهائل من الجرائم التي إرتكبتموها بحق هذا الشعب المظلوم....فمنكم السارق ومنكم المزور ومنكم المختلس ومنكم الإرهابي...لقد جمعتم في مجلس النواب توليفه نادره تحمل بين طياتها كل معاني العهر والزندقه والحقد والأنانية والجهل والتخلف والتزوير...وجوهكم اصبحت مقززه لنا نجن البسطاء لإننا لا نرى إلا وجوه يختبأ الشيطان خلفها لا بل الشيطان يتعلم منكم فنون الانحراف والزندقه...حثالات تقاذفتها الأمواج فإلقت بها على ضفاف وطني فراحت تسرح وتمرح فيه...ونأمل أن يفيق شعبنا في هذه المرة ويكنسكم كما تكنس القمامة من الشوارع....يكفيكم خزيا وعارا حينما تسأل الرجل البسيط في الشارع عنكم يأتي الجواب كلهم حرامية ولقب الحرامي الذي أصبح يلازمكم قليل قليل بحقكم فأنتم بالتأكيد لا تنتمون لهذا الوطن الذي إمتلأ حزنا نتيجة إلى سياساتكم المدمرة وإرهابكم الأسود ضد هذا الشعب...تريدون أن ننتخبكم من جديد وبأي حق تطلبون منا ذلك...بحق سكنة علب الصفيح أم بحق الفيضانات التي غطت بلدي بعد زخة مطر لم تتجاوز نصف ساعة أم بحق قصوركم في الخارج أم بحق اليتامى المنسيين أم بحق وبحق. نقول لكم ونحن نعيش في أيام عاشوراء ومظلومية الإمام الحسين بحق دم الحسين وأخيه العباس أن ينتقم الله لنا منكم ونرى فيكم يوما كما رأيناه في منْ سبقكم وللمظلوم دعوى لا ترد عند خالق السماوات وبشر الظالمين...