العاصمة تغرق !

 

العاصمة في العلوم السياسية، هي المدينة التي تتركز فيها مقرات السلطة في الدولة، كما يوجد بها مقرات الوزارات عادة ومقر إقامة رئيس أو ملك أو حاكم الدولة عامة، وكذلك سفارات الدول الأجنبية، وهي نقطة الاتصال بين المحافظات ومن هنا لابد ان تتميز على المحافظات الاخرى في جميع المجالات، الشلل اصاب بغداد العاصمة ليس نتيجة الاعمال الارهابية ولا اجراءات امنية احترازية، وليس لارتفاع مناسيب نهر دجلة خوفا من الغرق، ولا بسبب الاعتصامات المدنية او مسيرات جماهيرية، وانما نتيجة هطول الامطار فقط، قبل قدوم فصل الشتاء كانت الخشية ان يتكرر ماحصل في العام الماضي، وكانت التوقعات في محلها. ومع اولى زخات المطر بدأت الاتهامات والتنصل من المسؤولية، وكل جهة تحاول ان تلقي اللوم على الاخرى، المؤسف والمخجل والمخزي وبغداد عاصمة الثقافة تغرق نتيجة الصراعات السياسية بين الاجهزة المسؤولة عن توفير الخدمات، الامر الخطير من يقول ان الاهمال سببه الاساسي نتيجة انتخابات مجالس المحافظات التي جاءت بكتلة سياسية غير تلك التي كانت تقود بغداد عبر مؤسساتها، ويتم وضع العصي في العجلة بطريقة واخرى لافشال العمل .بعد مرور عام على ماحصل نتيجة الامطار يبدو ان امانة بغداد والمحافظة لم تقدم على خطوة لتدارك ماحصل، وماتم عرضها عبر الفضائيات كانت صورة معبرة لاحوال ساكني العاصمة، والتساؤل كيف احوال الاطراف والمحافظات الاخرى؟ اعلان تعطيل الدوام في العاصمة امر محزن بسبب الامطار، وكيف تعيش عواصم العالم التي تتعرض يوميا الى تساقط الامطار والثلوج والحياة تسير طبيعية جدا لتوفير الخدمات وكيفية تجاوز اي حدث. الصراع السياسي في مناصب العاصمة الخدمية لو ياتي بثماره للمواطن وانقاذه من زخات المطر ومشاكلها يكون منطقيا ومقبولا لان الصراع يكون لاجل كسب المواطن والتسابق من اجل تقديم الافضل له، ولكن اذا تحول الصراع ويكون المواطن الضحية هذا ما لايمكن القبول به منطقيا وهذا مايحصل حاليا في وسائل الاعلام .مسؤول يطل على شاشات التلفزة يقول ان شبكات تصريف مياه الامطار والمياه الثقيلة قديمة بالاضافة الى قلة التخصيصات المادية والاخر يقول ان طاقة شبكات المجاري وتصريف المياه لاتستوعب كمية الامطار، معلومة يعرفها الجميع ولكن ماهي حلولكم واجراءاتكم؟ وهل يستمر الاهمال وفق هذه النغمة النشاز ؟الادارات الخدمية لايمكن ان تكون في السيارات الحديثة للمسؤولين والمكاتب الفاخرة وارتال الحمايات، وانما بالعقلية التي تتمكن من الادارة وتقديم الافضل، وبغياب هذه العقلية يكون كل شيء هباء منثورا وهذا مايحصل الان .هطلت الامطار وتضرر المواطن وهناك اهمال في اداء الواجب ومع كل ذلك انهارت سدود التصريحات وهطلت الاتهامات التي لامبرر لها بين الاطراف المسؤولة على تقديم الخدمات، كفى هذه السجالات التي لاطائل منها والمواطن يريد منكم الخدمات التي تحميه من هذه الكوارث وعدم تكرارها مع كل موسم للامطار.