الحجة الكبرى استشهاد عبد الله الرضيع (عليه السلام) في كربلاء

 

 

 

 

 

مجاهد منعثر منشد

مـاذا يُـهيجُك إن صبرتَ لـوقعة الـطف الفضيعه

أتــرى تـجئ فـجيعةٌ بـأمضَّ من تلك الفجيعه

حيث الحسينُ على الثرى خيلُ‌ العدى طحنت ضلوعه

قـتـلـته آلُ أمــيـة ظـام إلى جنب الشريعة

ورضـيعُهُ بـدم الـوريد مـخضبٌ فاطلب رضيعه

يقول الإمام بقية الله (عليه السلام) في زيارة الناحية المقدسة :السلام على عبد الله بن الحسين ، الطفل الرضيع ، المرمي الصريع ، المتشحط دما ، المصعد دمه في السماء ، المذبوح في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه.

سيخاطب الإمام بقية الله (عليه السلام ) أهل العالم عند قيامه وظهوره ويقول : يا أهل العالم ما ذنب هذا الرضيع أن يذبح في حجر أبيه .

قال الشاعر:

لا ضـيـر فــي قـتل الـرجال وإنما قتل الرضيع به الضمير يضام

طـلب الـحسين الماء يسقي طفله فـإستقبلته مـن الـعداة سـهام

فعبد الله (الرضيع) بن الامام الحسين (عليه السلام) ،وأمه هي رباب بنت إمرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر ، وكان امرؤ القيس ( والد الرباب ) قد زوّج ثلاث بناته في المدينة من : أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السّلام، فكانت الربابُ عند الحسين عليه السّلام، فولدَتْ له : سكينة ، وعبدَالله .

وقال الامام الحسين (عليه السلام) بحقها (الرباب ) :

لـعمرك أنـي لأحـب داراً تـحل بـها سـكينة والربابُ

أحـبهما وأبـذل جُـلَّ مالي وليس لعاتبٍ عندي عتابُ (1)

وكانت مع الامام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء ، وبعد إستشهاده جيء بها مع السبايا الى الشام، ثم عادت الى المدينة، فخطبها الأشراف ، فأبت ، وبقيت بعد الحسين سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا ، وكانت شاعرة لها رثاء في الحسين (عليه السلام).

وقد ورد في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف لمؤلفه العلامة المحدث إبن طاووس (قدس) ترجمة مبسطة للرباب بنت إمرىء القيس.

فكانت مخلصة و دائمة البكاء على أبي عبدالله (عليه السلام) ولا تجلس في ظل .

وتوفيت من أثر شدة حزنها وجزعها على الحسين وذلك بعد سنة من إستشهاده (أي في عام 62) و من جملة أشعارها في رثاء الحسين :

إن الـذي كان نورا يُستضاء به فـي كـربلاء قتيل غير مدفون

سـبط الـنبي جزاك الله صالحة عَنّا وجنّبت خسران الموازين (2)

وذكر أن الرباب لما وضع رأس الحسين (عليه السلام) في مجلس عبيد الله بن زياد ، لم تتمالك نفسها أن هجمت على الرأس وإحتضنته وأخذت تقبله وتنعيه ، ومن معالم إخلاصها هنا أن السبايا لما إنصرفن من كربلاء الى المدينة ، أبت هذه الحرة الذهاب معهم ، بل آثرت أن تظل عند قبر زوجها الحسين (عليه السلام) هائمة تبكي عليه وترثيه ، حتى مضت عليها سنة كاملة ، وأبت أن تستظل بظل ، فضربت بذلك لذوات الحجال مثالا من الوفاء والإخلاص أي مثال .

وجاء في موسوعة كربلاء للدكتور لبيب بيضون:

وكانت من خيار النساء وأفضلهن ... أسلم أبوها وكان نصرانيا فولي في زمن عمر على من أسلم بالشام من قضاعة .

وخطب منه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إبنته الرباب لإبنه الحسين (عليه السلام) ، فولدت له سكينة عقيلة قريش ، وعبد الله بن الحسين (عليه السلام) ، قتل يوم الطف وأمه تنظر إليه.

وقد بقيت الرباب سنة بعد شهادة الحسين (عليه السلام) لم يظلها سقف بيت حزنا على الحسين (عليه السلام) حتى بليت كمدا عليه ، وذلك بعد شهادة الحسين بسنة ، ودفنت بالمدينة. (3)

وقد عدها الامام الحسين (عليه السلام) من الموصى بهن مع السيدة زينب وأم كلثوم وفاطمة ،فقد نقل السيد إبن طاووس: فعزى الحسين أم كلثوم ، وقال لها : يا أختاه! تعزي بعزاء الله فإن سكان السموات يفنون وأهل البيت كلهم يموتون وجميع البرية يهلكون.

ثم قال : يا أختاه، يا أم كلثوم ! وأنت يا زينب ! وأنت يا فاطمة ! وأنت يا رباب ! إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تقلن هجرا. (4)

ورُبَّ رضـيعٍ أرضـعَتْه قِـسِيُّهم مِـن الـنَّبلِ ثَـدْياً دَرُّهُ الثَّرُّ فاطِمُهْ

فـلَهْفي لـه مُذْ طَوَّقَ السَّهْمُ جِيدَهُ كـما زَيَّـنَتْه قَـبلَ ذاك تَـمائمُه

هـفا لِـعِناقِ الـسِّبطِ مُبتسِمَ اللُّمى وَداعاً.. وهل غيرُ العِناقِ يُلائمُه ؟!

ولَـهْفي على أمِّ الرضيِع وقد دَجا عليها الدُّجى، والدَّوحُ نادَت حَمائمُه

تَـسَلّلُ فـي الـظلماءِ تَرتادُ طفلَها وقـد نَجمَتْ بين الضحايا عَلائمُه

فـمُذْ لاحَ سَهْمُ النَّحرِ وَدّتْ لَوَ آنّها تُـشاطِرُهُ سـهمَ الـردى وتُساهُمه

أقَـلَّـتْهُ بـالكفَّينِ تَـرشفُ ثَـغرَهُ وتَـلثِمُ نَـحْراً قَـبْلَها السَّهمُ لا iiثِمُه

بُنيَّ أفِقْ مِن سكرةِ الموتِ وارتَضِعْ بـثَدْيَيكَ.. عَـلَّ القلبَ يَهدأ هائمُه

بُـنيّ لـقد كنتَ الأنيسَ لوحشتي وسَـلوايَ إذْ يَسطو مِن الهَمّ غاشِمُه

لم يشرب الطفل الرضيع الماء لمدة ثلاثة ايام ، وقد جف لبن أمه الرباب .

وكانت شفاه الرضيع ذابلتان و كبده يتلضى عشطا .

ومن الواجب الشرعي على الامام أن يطلب له شربة ماء .ورغم أن الامام الحسين (عليه السلام) يعلم أن نفوس القوم الظالمه لئيمه لاترحم حتى الطفل الصغير .

لهفَ نفسي على الرضيعِ الظامي فَطَمـتْـه السِّـهامُ قَبـلَ الفِطامِ ولكن مولاي الحسين (عليه السلام) كان يريد تقديم أعز مايملك لله تعالى .وبنفس الوقت مجيء الامام (عليه السلام) بالطفل الرضيع الى ساحة المعركة وأمام معسكر يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لكي يتم الحجة عليهم ولكي يفضحهم أمام العالم بأنهم ليس لهم شرعية ولا منهاج لا في الحكم ولا في إدارة السلطة والدليل على ذلك عدم رحمهم للطفل الصغير في ساحة المعركة .

فأستشهاد عبد الله الرضيع هو فضح نوايا حقيقية للمعادين لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته (عليه السلام) .

ويدعون أن الامام الحسين (عليه السلام) قد خرج على أمر يزيد (عليه لعنة الله ) ويستحق القتال ،أذن ماهو ذنب عبد الله الرضيع (عليه السلام) الذي كان عمره ستةاشهر ! هل في هذا العمر يستطيع أن يرمي سهما أو يضرب رمحا أو يضرب بالسيف ؟ ولانعلم هل عبد الله الرضيع خرج عن امر يزيد (عليه اللعنه ) ! أنه كان أصغر من قتل في كربلاء ، كان أصغر من أريق دمه الطاهر ، كان نجما صغيرا في الحجم ، لكنه كان أكبر من كل الشموس المتوهجة في الكون ، عندما أريقت قطرات دمائه على وجه الحسين "عليه السلام" كان الإمام بذلك يوقع على وثيقة شهادته الكبرى أمام محكمة التاريخ.

وأذا أردنا موثوقية ثورة الامام الحسين (عليه السلام) لوجدنا باستشهاد عبد الله الرضيع الحجة البالغة لله وللامام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف بكربلاء .

مـهـما نَـسِيتُ فـلا أنـسَى  وقـد كَـرَّتْ عـلى قَـتْلهِ الأفـواجُ والزُّمَرُ

كـم قـامَ فـيهم خـطيباً مُـنذِراً وتَلا آيـاً فـما أغَـنَتِ الآيـاتُ والـنُّذُرُ

دَعَـوتُموني لنصري.. أينَ نُصرُكمُ ؟! وأيـن مـا خَـطّتِ الأقلامُ والزُّبُرُ ؟!

هل مِن راحمٍ يرحمُ الطفلَ الرضيعَ وقد جَـفّ الـرَّضاعُ وما للطفلِ مُصطَبَرُ

نقل المؤرخون أنه قد حدثت حالة من الإضطراب في وسط الجيش ، فإن بعض من بقي فيهم بقية روح أو وجدان قد إستثارهم هذا المنظر ، وإستدعى إحتجاجهم فقالوا : إن كان للكبار ذنب فما ذنب الصغار ؟

ان عبد الله الرضيع الصغير صاحب المقام الكبير عند الله تعالى هو البرهان والحجة على سلامة نهضة الامام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء .

لقد إعتدى بنو أمية على الطفل الرضيع فسقطوا في فخ عدم القدرة على تبرير حربهم الظالمة على آل البيت (عليهم السلام) .

تقول سيدتي الحوراء زينب مخاطبة يزيد(عليه اللعنه ) في مجلسة في الشام :" فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا ....

قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): فلم تَسقُط منه قطرة ، وفيه يقول حجّة آل محمّد عجّل الله فَرجَه : السلام على عبدالله الرضيع، المرميِّ الصَّريع، المُتَشحّطِ دماً ، والمُصْعَدِ بدمهِ إلى السماء، المذبوحِ بالسهمِ في حِجْرِ أبيه، لعَنَ اللهُ راميه « حرملةَ بنَ كاهلٍ الأسديّ » وذويه .

الإمام الحسين (عليه السلام) يوم المفاداة العظمى ذبح طفله بين يديه كما أخرج نبي الله صالح عليه السلام فصيل الناقة الى بني إسرائيل بعد قتلهم الناقة وناداهم إن كنتم قتلتم الناقة فها هو فصيلها خذوه لتسقوه يرفع عنكم العذاب ولكنهم ألحقوا الفصيل بالناقة قتلا ، فصب عليهم ربهم العذاب صبا .

ومن هنا جاء قول الحسين (عليه السلام) : ( اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح ).

ساعد الله قلب العقيلة الحوراء زينب (عليها السلام) ... وقد رسمت على خديك دموع ثلاث ... واحدة سقطت على قطيع الكفين أبي الفضل العباس (عليه السلام) وثانية على نحر الطفل الرضيع (عليه السلام) وثالثة على نحر الإمام الحسين (عليه السلام).

لـهفي عـليهِ حـاملاً طِـفلَهُ يَـستَسقي مـاءً مِـن عِداهُ لَهُ

فـبَعضُهم قـد قـالَ: رِفـقاً به وبَـعضُهم قـالَ: اقـطَعوانَسْلَهُ

لـمّا رأى حَـرملةٌ مـا جرى أرســلَ قـبلَ قـولِهم فِـعلَهُ

أهَـلْ درى حَـرملةٌ مـا جنى أم هل درى ما قد جنى، وَيْلَهُ ؟!

سـهمٌ أصـابَ نـحرَه.. لَـيتَهُ أصـابَ نـحري لَـيتَهُ قـبَلهُ

أمُّ الـذَّبـيحِ مُـذْ رأتْ iطِـفلَها يَـضرِبُ مِـن حَرِّ الظَّما رِجْلَه

سـبعةَ أشـواطٍ لـه كـابدَتْ وهْـيَ تـرى مـمّا بـه مِثْلَهُ

وأمُّ مـوسى مذرأت طـفلَها فـي الـيَمِّ قـد ظَـنَّتْ به قَتْلَهُ

هـذا سَـقاهُ اللهُ مِـن زمـزمٍ وفَـرعُ هـذا قـد رأى أصلَهُ

أيـنَ ربـابٌ مـنهما مُذْ رأتْ رَضـيعَها... فـيضُ الدِّما بَلَّهُ!

تـقولُ: عـبدُالله يَقضي ظَمىً والـماءُ يـجري طامياً حَولَهُ!

كـنتُ أُرجّـي لـي عزاءً بهِ مـا كـنتُ أدري أن أرى ثُكْلَهُ

عاد الإمام الحسين (عليه السلام) إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر ، وإذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) إستقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع (عليه السلام) قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء .

فخرج الإمام الحسين (عليه السلام) إليهم ، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح ، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة .

ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ( عليه السلام ) ، وكان يظلله من حرارة الشمس .

فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه ، فقال (عليه السلام) :ـ

أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار .

فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية .

عندها إلتفت عُمَر بن سعد (لعنه الله ) إلى حرملة بن كاهل الأسدي ( لعنه الله )(5).

وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم .

يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه .

فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها إبريق فِضَّة .

فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين (عليه السلام) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا من مصيبة عظيمة .

وعندئذٍ وضع الحسين (عليه السلام) يده تحت نَحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلا :

اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به الحسين (عليه السلام) إلى المخيم .

فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟

قال (عليه السلام) : بُنَي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد .

لقد تذكر حرملة(عليه اللعنه) أنه حينما إستهدف عبدالله الرضيع بنبله المسموم ذو ثلاث شعب فذبحه من الوريد الى الوريد وهو على يدي أبيه سيد الشهداء وسبط الرسول ، حفر والده الإمام الحسين (عليه السلام) بغلاف سيفه قبرا صغيرا خلف الخيمة ودفن جثمانه الصغير، فذهب إلى محل الدفن وحفر القبر وإستخرج جثة عبدالله الرضيع (عليه السلام) وقطع رأسه بخنجره وأتى به إلى تلك القبيلة الفاقدة للرأس ، فعلقوا رأس عبدالله عليه السلام فوق الرمح، ولأن الرأس كان صغيرا ، والرمح أكبر منه، ولم يقف على الرمح، ربطوه بالحبال إلى أن انتصب على الرمح ، و أمه الرباب تنظر إليه...

و هكذا رفع وقطع نزاع القوم ، كما رفعه من قبل حينما طلب الإمام له ماءا، فحصلت بلبلة وهمهمة بين القوم، ولكنه قطع ذلك النزاع، بسهم ذو ثلاث شعب ذبحه من الوريد إلى الوريد...

روي المنهال أنه لما أراد الخروج من مكة بعد واقعة الطف بسنوات ، إلتقى هناك الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد.

وسأله الإمام السجاد (عليه السلام) عن حرملة ، فقال : هو حي بالكوفة ، فرفع الإمام يديه وقال: ( اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار ).

ولما قدم المنهال الى الكوفة قصد المختار ، وبينما هو عنده إذ جاءه بحرملة ، فأمر بقطع يديه ورجليه ثم رميه في النار ، فأخبره المنهال بدعاء زين العابدين (عليه السلام) على حرملة.

فإبتهج المختار كثيرا لأن إجابة دعوة الإمام السجاد (عليه السلام) تحققت على يده (6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادروالهوامش 

(1) مستدركات علم رجال الحديث لسماحة الشيخ علي النمازي الشاهرودي.

(2) كتاب ( نصوص في نوابغ الشيعة وشخصيات بارزة منهم في العصور المختلفة) منقول من كامل التاريخ.

(3) نقل الدكتور لبيب بيضون في موسوعته ( موسوعة كربلاء ) ترجمة مصغرة للرباب زوجة الإمام الحسين (ع) من كتاب الاغاني .

(4) موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) الصادرة عن لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع).

(5) بحار الأنوار .

(6) سفينة البحار، إثبات الهداة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الحوار حول باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع مع الكاتب مجاهد منعثر منشد من قبل موقع عبد الله الرضيع في قم المقدسة .

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وبعد:-

س :ـ لماذا إصطحب الإمام الحسين (عليه السلام) عبد الله الرضيع معه الى كربلاء؟

الجواب :ـ لاضير في قتل الرجال ...وإنما قتل الرضيع به الضمير يضام

لم يأتي بفلذة كبده ليقتل في ساحة المعركة عبثا وإنما بحكمة وإرادة ربانية وهو يعرف إنهم يقصدون قتله وذبحه . وكان يريد أن يقدم أعز ما يملك لله تبارك وتعالى .. وبنفس الوقت أراد إتمام الحجة على القوم الفاسقين ويفضحهم أمام العالم بأن لاحجة لهم ولا شرعية ولامنهاج لا في الحكم ولا إدارة السلطة . والدليل على هذا التحليل الضجه التي كانت في معسكر يزيد (لعنة الله عليه ) وهي تسئل ؟ إذا كان ذنب للكبار فماذنب الصغار ليقتلوا ؟.

س2:ـ لماذا قدم الإمام الحسين عليه السلام طفله الرضيع للأعداء ليسقوه شربة من الماء ؟ 

الجواب :ـ طلب الحسين الماء يسقي طفله ... فاستقبلته من العداة سهام . لم يشرب الطفل الرضيع الماء لمدة ثلاثة أيام ، وقد جف لبن أمه الرباب . وكانت شفاه الرضيع ذابلتان وكبده يتلضى عشطا. من الواجب الشرعي على الامام أن يطلب له شربة ماء . ورغم أن الامام الحسين (عليه السلام) يعلم أن نفوس القوم الظالمه لئيمة لا ترحم حتى الطفل الصغير. ولكن الامام الحسين (ع) نفذ واجبه الشرعي .. وهي حجة لأتباع الظالمين لعلهم أن يتراجعوا عن قتال إمامهم المفترض الطاعة .

س3:ـ كيف أصبح عبد الله الرضيع (ع) باب من أبواب الحوائج الى الله سبحانه وتعالى ؟

الجواب : قال تعالى :ـ ((ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا)) .سورة الشورى 23. لو نلاحظ الاسئلة السابقة سنجد أن الامام الحسين (ع) قدم فلذة كبده لقوم لايرحمون .. إن مانجده في هذا العمل نكران الذات لدى الامام (ع) . ومقابل هذا العمل كانت كنيته بأبي عبد الله الحسين كرامة لعبد الله الرضيع عليه السلام . وما فعله الرضيع (ع) أثبت مظلومية الامام الحسين (ع) بسند ووثيقة بإستشهاده .. وكان قربانا لله تعالى ودافع عبد الله الرضيع عن الحق المضيع والجسد المقطع ، فكان برهان على سلامة نهج الامام الحسين فقد قال(ع):"إن كان دين محمدا لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني". .. وعبد الله الرضيع كشفت النوايا الخبيثة التي يفعلها بني أمية الذين خرجوا على إمام زمانهم . وقال تعالى :ـ ((وابتغوا اليه الوسيله)) .. فيطلق على عبد الله الرضيع باب الحوائج .

س 4 :ـ ما هو دور الطفل الرضيع (ع) في النهضة الحسينية ؟

 

الجواب : كان الحجة الكبرى والوثيقة الدامغة والبرهان على بطلان الحكم الأموي الذي لا شرعة له ولا منهاج .

س5:ـ ماهو دور المرأة الحسينية في تربية الطفل الحسيني ؟

 الجواب : أن تعلم أبنائها على حب النهضة الحسينية أثناء معاملتها إياهم, فإنما الدين المعاملة .. ولتكن قصتها ملحمة الطف الخالدة حيث تسردها بأسلوب يهيج مشاعر الأطفال ليكن حبهم ولائي عملي .. تربيهم على أن يكونوا أحرار في دنياهم .. ويقولون للظالمين كلا .

س6:ـ خلال عشرة الأولى من ليالي محرم الحرام عنونت كل ليلة بإسم أحد شهداء الطف، وعنونت ليلة العاشر بإسم الطفل الرضيع حيث يتطرق الخطباء بذكره؟ برأيكم ما السر في ذلك وما ضرورته؟

الجواب : قال الشاعر الفرطوسي: التضحيات بدأتها وختمتها .. في مهجتيك بأكبر وبأصغر. نسمع وتسمعون كلمة قربان وقد نطقتها مولاتنا السيدة زينب أم المصائب والمحن (ع) حيث قالت عن الامام الحسين (ع) إلهي تقبل هذا القربان منا. وهذه درجة عشق لرب العالمين لايصلها أي شخص ..وهي أخت الحسين (ع) .. فقد كان قربان الامام الحسين (ع) لله عزوجل هوعبد الله الرضيع .. فيكون ذكر الرضيع (ع) أمر رباني ..وربما على لسان الامام بقية الله (عجل ) كما سيخاطب الإمام المهدي أهل العالم عند قيامه وظهوره ويقول: يا أهل العالم ما ذنب هذا الرضيع أن يذبح في حجر أبيه ! وكان آخر وأصغر جندي في معسكر الحسين – آخر سهم في كنانة الحسين - وآخر وأكبر تضحية له عليه السلام.. وإستشهاد عبد الله الرضيع رسالة بتوقيع التضحية .. وفي كل رسالة ختام (أي توقيع ) من أجل ذلك كان ذكره (ع) التاسع والعاشر من محرم . والله يعلم السر .

س7:ـ لكل من استشهد بين أصحاب الحسين و اهل بيته خصوصية و ميزة خاصة، فيوجد منهم صحابي و يوجد شاب و يوجد شيخ كبير و توجد إمرأة و يوجد نصراني أسلم و يوجد عبد أسود و .. إلخ، ولكن الأغرب من كل ذلك يوجد طفل رضيع، فما فسلفة حضور هذه الشرائح و بالذات الطفل الرضيع؟

الجواب :ـ مـهـما نَـسِيتُ فـلا أنـسَى .. وقـد كَـرَّتْ عـلى قَـتْلهِ الأفـواجُ والزُّمَرُ كـم قـامَ فـيهم خـطيباً مُـنذِراً .. وتَلا آيـاًت فـما أغَـنَتِ الآيـاتُ والـنُّذُرُ دَعَـوتُموني لنصري.. أينَ نُصرُكمُ؟! وأيـن مـا خَـطّتِ الأقلامُ والزُّبُرُ؟! هل مِن راحمٍ يرحمُ الطفلَ الرضيعَ وقد جَـفّ الـرَّضاعُ وما للطفلِ مُصطَبَرُ يقول الامام الحسين إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم". كل المذكورين رسالة وذلك يعني أن الجميع يجب أن يكون مع الإمام المفترض الطاعة ورسالته التي تهدف الى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام الظلم والطغيان والمنكر. وتعبير صريح عن وجود إرادة وحكمة ربانية في أصل وإنبثاق الثورة الحسينية ، فهي كانت محاطة من كافة جوانبها بهذه الإرادة وهذه الحكمة ، لكي لا تكون ثورة أحادية الجانب .. وذلك إن وجود الطفل في كربلاء رسالة ، ووجود النساء أمثال الحواراء زينب وغيرها من نساء أهل البيت ونساء الأصحاب هو رسالة بحد ذاته . الإمام الحسين ثار من أجل حماية حقوق الإنسان وبثورته المقدسة دافع عن عزته وكرامته وناضل ضد الطغيان لكي يعرف الإنسان قيمة نفسه بأن الله قد خلقه حرا ولم يخلقه عبدا ذليلا يستسلم الى الطغاة في عصره. وأصبحت هذه الرسالة خالدة مدى الدهر في التاريخ الى قيام الساعة.

س8:ـ الإمام زين العابدين عليه السلام من بين قتلة كل الشهداء سأل فقط عن حرملة قاتل الطفل الرضيع، ما سبب ذلك؟

الجواب :ـ قال تعالى " وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت وقال الجواهري في شعره :ـ أبت سورة الأعراب إلا دقيقة .. بها إنتكس الإسلام رجعاً إلى الورا ولكن يوم الطف تاريخ أمة .. مشى قبلها ذا صولة متبخترا .. قال الامام علي بن الحسين (ع) ...... يا منهال : إن حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي قد أحرق قلوبنا أهل البيت بقتله أخي علي الأصغر (عبد الله الرضيع) ، ثم أن الامام (ع) رفع يديه الى عنان السماء ودعى عليه قائلا اللهم أذقه حرالحديد ، اللهم أذقه حرالحديد ، اللهم أذقه الله حرالنار". لقد احرق حرملة (لعنة الله عليه ) قلوب أهل البيت (ع).فأراد الامام السجاد (ع) أن لاينسى التاريخ الجزئيات قي واقعة الطف فعبد الله الرضيع الحجة الكبرى في الدنيا والاخرة .

س9:ـ حينما ذبح الطفل الرضيع رفعه الإمام الحسين إلى السماء و كما ورد في المقاتل: "ثم أخذ بكفه من دمه الطاهر ورمى به نحو السماء فلم يسقط منه قطرة" ما معنى ذلك ولماذا فعل الإمام ذلك؟

الجواب :ـ قال الباقر عليه السلام: (فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض) (الملهوف ص03 ) . أن دمه ما كان مقدرا له أن يلامس الأرض حين إستشهاده ، ولو حدث ذلك لساخت الأرض على أهلها ، لفقدانها القدرة على تحمل هذه الماساة . فرمى الإمام دمه الطاهر والزكي الى السماء ، ليكشف عن عمق تأثره بهذه المصيبة الجلل. ولتكتمل الحجة على العباد لابد من إظهار معجزة ..وبنفس الوقت بث شكوى لله تعالى ومقابلها الاجابة السريعة .فهي معجزة بينها الامام (ع) لعل القوم أن يتراجعوا عن ظلمهم لعترة نبي الله (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ).

س10:ـ هل تعتقد أن الأمة الاسلامية إستفادت حقا من مبادىء الثورة الحسينية ومن الدماء الطاهرة والسخية التي بذلها ريحانة رسول الله الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه؟.

الجواب :ـ قال عليه السلام: موت في عزّ خيرٌ من حياة في ذل وأنشأ عليه السلام يوم قتل: الموت خير من ركوب العار والعار أولى من دخول النار. الأمة التي تطبق قول الامام الحسين (ع) تستفيد وهذا مؤكد وتردد :ـ "السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله..يا مولاي يا با عبد الله أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك مدلهمات ثيابها وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المؤمنين وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع. .والأمة التي تترحم على الملاعين يزيد وأصحابه لا تستفيد ولن تجني خيرا غير العار في الدنيا وآلاخرة.

 

س11:ـ كيف تقيمون فكرة تخصيص يوم للطفل الرضيع (ع) .. بعنوان اليوم العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع .. والذي حدده"المجمع العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام" في صباح أول جمعة من عاشوراء (صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام)؟

الجواب :- أ.اسلوب نوعي متميز لنصرة مظلومية اهل البيت (سلام الله عليهم ).

ب. إستمرار لخطب الامام زين العابدين (ع) والسيدة زينب (ع) لفضح الظالمين ،والذين إختلفت أشكالهم ولازال أسلوبهم لإنتهاكات حقوق الانسان وبالأخص الأأطفال .

ت. وهو الأهم دعم الامام بقية الله (عجل ) للتعجيل بظهورة المبارك .وفي خبر الدراية أن الامام الحجة ثأر الله (عجل ) سيخرج عبد الله الرضيع (ع) لترى الناس ما فعل المجرمين بأهل البيت (ع) ، فلم يرحموا حتى الطفل .

س12:ـ هل تعتقدون أن خروج الإمام الحسين (ع) على الأعداء وهو يحمل طفله الرضيع (ع) طالبا له الماء مع علمه بقساوة قلوب الأعداء .. كان فيه رسالة مهمة للعالم ؟

الجواب : مؤكد ذلك رسالة وليست ككل الرسائل بل حجة كبرى لفضح النوايا الخبيثة التي مارستها السلطة الأموية الغير مشروعه الخارجه عن دين الله تعالى .

س13:ـ غالبية المسلمين يعرفون الإمام الحسين (ع) عبارة عن طقوس دينية تبدأ في أول محرم وتنتهي في العشرين من صغر .. هل تعتقد أن هذه المعرفة الضيقة تتناسب وأهداف الثورة الحسينيـــة ؟

الجواب :- مؤكد لا تتناسب هذه المعرفة الضيقة وأهداف الثورة الحسينية .. بل العمل هوالشعار في هذه الأهداف كما فعل رسول الله (ص) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) والأئمة الإثنا عشر (سلام الله عليهم أجمعين ) وليكون مثال من العمل والفعل لتلك الثورة الحسينية هو في كتاب الامام الحسين (ع) إلى أشراف الكوفة:" أما بعد فقد علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال في حياته:ـ من رأى سلطاناً جائراً مستحّلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، ثم لم يُغيِّر بقول ولا فعل كان حقيقاً على الله أن يدخله مدخله.." البحار ج44 ص38 رواية2 باب37 .

س14:ـ الا تعتقدون أن ذبح عبد الله الرضيع ذو الستة أشهر فقط بنبلة مسمومة ذات ثلاث شعب من يد حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي يفند ويفضح المزاعم التي كان يختبىء وراءها أعداء الله وأعداء الإنسانية .. حيث كانوا يبررون قتلهم للإمام الحسين (عليه السلام) بأنه خارجي وخرج على أمر الخليفة يزيد بن معاوية ؟ فإذا كان للكبار ذنب فما هو ذنب الصغار والأطفال الرضع؟.

الجواب : - يتضح ذلك جليا في خطبة الامام زين العابدين (ع) والسيدة زينب (ع) في الشام والكوفة .. وكان الناتج للأمة أن يزيد ظالم .

س15:ـ كتب الشعراء والأدباء المسيحيون الكثير عن واقعة الطف أمثال (بولس سلامة وجورج جرداق وجورج شكور وآخرين) في الوقت الذي تقاعس فيه العديد من الأدباء والشعراء العرب والمسلمين .. ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه المفارقة؟

الجواب :ـ 

أ. حب الدنيا والجاه الدنيوي والنفاق والعبودية والركون للظالمين هو الذي يجعلهم متقاعسين وقال تعالى (ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) .

 

ب . أغلب المتقاعسين هم من أذناب الحكومتين الأموية والعباسية الجائرتين وأضيف اليهم النواصب الذين يكنون العداء لرسول الله (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين) .

ت. ومن أسباب التقاعس الجاهلية الرعناء والعصبية القبيلة وهي وراثة لعينة إستمرت منذ ذلك الزمن ولحد الان .

س16:ـ  يقول الإمام علي (ع) : وقوع الظلم يعني أن يعين المظلوم الظالم على نفسه ! بينما يقول غاندي : (تعلمت من الإمام الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر) .. ترى كيف تقرأ العبارتين .. بمعنى آخر كيف يمكن للمظلوم أن ينتصر على الظالم ؟.

الجواب :ـ بإختصار بسيط لقول أمير المؤمنين (ع) تعلمنا ثورة الامام الحسين ..أن نكون أحرارا في دنيانا ..وهيهات منا الذلة ..وأما غاندي زعيم الهند فقد فهم أحد قيم الإمام الحسين التي دافع عنها وهي الوقوف أمام الظلم حيث قال كلمته الشهيرة: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر، والمظلوم إذا إنتصر لقيم الحق ودافع عن حريته وكرامته فسوف ينتصر لا محالة ، وجاء في الحديث : المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف.