الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي الى العراق ولقاءه بالمسؤولين ومراجع الدين، تعتبر من الزيارات المهمة لان توقيتها جاء متزامنا مع الكثير من الاحداث التي تشهدها المنطقة ولاهمية العراق وتركيا فيها . هذه ليست الزيارة الاولى على هذا المستوى والعلاقات العراقية التركية تمتد عبر التاريخ ومراحلها المختلفة، وبالمقابل المطلوب ان تكون هذه الزيارة ركيزة اساسية لطي صفحات الخلاف، ولكن بعد ايجاد الحلول لها، تمتين العلاقات العراقية التركية يعود بالايجاب على عموم المنطقة لثقل البلدين في الخارطة الاقليمية، الاساس في هذه العلاقات مراعاة مصلحة شعبي البلدين للروابط التاريخية التي تربطهم، وليست مراعاة السلطات الحاكمة لان الشعوب هي الباقية، وفي كلا البلدين تغير الحكام كثيرا بين فترة واخرى، ورغم الخلافات التي على اثرها تدهورت العلاقات بين البلدين فان نقاط اللقاء بين الجانبين اكثر من نقاط الخلاف وهذه لابد من استثمارها لديمومة العلاقة. كانت هناك اراء كثيرة بخصوص الزيارة بين مؤيدين ورافضين لها وبموجب تبريرات لكل طرف، هذا من جانب ومن الجانب الاخر هناك مخاوف من ان تكون الزيارة على حساب اطراف اخرى، المطلوب من الجانبين تبديد هذه المخاوف ليس من خلال التصريحات فقط بل بالعمل الملموس على ارض الواقع، مصلحة البلدين تحكم في مثل هذه الظروف الابتعاد جهد الامكان عن المجاملات واعتماد لغة الحوار الصريح ووضع النقاط على الحروف لتجاوز العقد الخلافية، وعند القول ان هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين هذه العبارة والكلمات تنم عن المجاملة وتقال في المناسبات المتشابهة، فمن الطبيعي بعد تدهور العلاقات ان تاتي زيارة وتفتح صفحة جديدة، مسالة حقوق العراق المائية من ضرورات هذه المرحلة ويجب دراسة الملف من جميع جوانبه وعدم تركه الى اللجان التي عقدت الكثير من الاجتماعات الماراثونية من دون اية نتيجة، الزيارة كانت واسعة وشملت ممثلي اكثر من مكون، وهذه من الايجابيات التي اشرتها هذه الزيارة، لان زيارة العراق هي زيارة لكل مكوناته ولايجب ان تكون زيارة لمكون واحد على حساب الاخرين. نتائج الزيارة لايمكن قطف ثمارها بين ليلة وضحاها، وانها بحاجة لترجمة الاهداف التي كانت غايتها، بما لايقبل الشك ان هناك اختلاف بين الجانبين في بعض الرؤى ولاسيما الموقف من سوريا واحداثها وعلاقات العراق مع الدول الاقليمية التي لها رؤية تركية خاصة بالاضافة الى مواقف تخص الشان العراقي الداخلي وهي بحاجة الى دبلوماسية كبيرة لتحقيق التوازن فيها على اقل تقدير، هذه الزيارة وتلك التي ستعقبها العراقية منها والتركية يجب ان تضع الركائز الاساسية للعلاقات طويلة الامد بما يخدم مصالح الشعبين، العلاقات الكردية التركية تمر في هذه المرحلة باوقات مناسبة وتحقق ايجابيات في اكثر من مجال وحسب الانباء التي تناقلتها وسائل الاعلام فان رئيس اقليم كردستان سيلتقي رئيس الوزراء التركي بعد ايام وهذه تستقطب اهمية اكثر تزامنا مع زيارة اوغلو، هناك بعض المخاوف ان يكون التقارب التركي مع بغداد على حساب العلاقة مع الاقليم الان كيف يتم ازالة هذه المخاوف؟، الايام القادمة ستكون كفيلة باظهار النتائج لهذه الزيارة، وعلى العموم فان الزيارة ايجابياتها اكثر ونقاط الالتقاء اكثر من الخلافية.
|