بكاء الرعاة |
قبل فترة وجيزة ظهر مقطع فيديو على صفحات الانترنت (يوتيوب) ، و تناوله العراقيون بعدها عبر هواتفهم النقالة ، يظهر فيه شاب عراقي وهو يبكي بحرقة وألم على موت حماره، الذي هو مصدر رزقه الوحيد، و اعتقد ان بكاء الرجل جاء من الروح الانسانية والرحمة التي تحلى بها ذلك الشاب، قبل ان تأتي من الحاجة لذلك (الزمال) كونه مصدر رزقه الوحيد، وعند مشاهدتك لذلك المقطع الفيديوي سوف تهتز مشاعرك وتشعر بالقشعريرة اتجاه ما يفعله الارهاب بأبناء هذا البلد لأنك سوف تقارن هذا الموقف لا اراديا بحالات القتل التي تحصل باستمرار في العراق دون رحمه او وازع من ضمير ( قتل اطفال ونساء ، شيوخ ومدنيين في المدارس والاسواق و المستشفيات)، بحجج واهيه يندى لها جبين الانسانية ويرفضها اي دين سماوي خصوصا خاتم الاديان الاسلام اذا قال: تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ، واذا اردت ان تقيم بكاء ذلك الشاب (راعي الزمال ) سوف تدرجها ضمن قمم الانسانية وعزة النفس والاباء لانه ابى ان تمتد يده لغيره من اجل ان يكسب رزقه او يجبر على الانخراط في المجاميع الارهابية التي تدفع بالدولار، بينما اذا اردت ان تقارن بكاء راعي الحمار ببكاء رعاة الشعب على الغاء رواتبهم التقاعدية سوف تشعر بالبون الشاسع بين هذا وذلك وتشعر بوقاحة وشراسة ودناءة ممثلي الشعب ، وتثبت عمليا ان القرائن و المواقف هي من تكشف وتجلي لنا معادن الناس ، وهذه احد المواقف التي كشفت لنا معادن ممثلي الشعب الذين ذرفوا دموعا ودما على رواتب ومخصصات اغتصبوها من اموال العراق دون وجه حق، وكان الاولى بهم ان يبكوا على العراقيين واحوالهم المأساوية امنية كانت ام خدمية وان يبكوا على من انتخبهم من الشعب ، لانهم تركوه فريسة للإرهاب وضحية لعمليات القتل والتفجير بسبب سياسات "ابو دميعة" الفاشلة والخاوية .
|