أتفضل.. من غير مطرود

 

أحقاً أن الأمريكان غنوا للمالكي عندما زار أمريكا في الآونة الأخيرة الأغنية المصرية المشهورة والتي غنتها الفنانة المصرية ( الهام شاهين ) للرئيس المصري المخلوع مرسي بعد أن تنحيا عن الحكم . 
وكلما تبادر إلى ذهني هذه العبارة المصرية اعتبرها تعني الطرد أو أسوء منه من ناحية ومن ناحية ثانية تشير إلى الغضب ولكن الاحتفاظ بدرجة من الأدب على الأقل في نفس الوقت ، إي أنها تخلط بين الأدب والبلادة . 
فقد كانت دعوة المالكي لزيارة أمريكا ، تبدأ بدعوة ( أتفضل )وقد انتهت بالمطرود للمحافظة على أعصابها ولكي لا تفقد السيطرة على نفسها رغم غضبها على سياسة المالكي في أدارة الحكومة التي يترأسها . بهذا التصرف قالت أمريكا للمالكي (( إياك تتجنن وتعود )) . فقد قطعت عليه درب الولاية الثالثة التي يطمح أن ينالها بدعم منها ، طالما أعتمد عليها للبقاء في منصبه على مدى السنوات الماضية . 
قد يتصور البعض بأن المالكي نجح في زيارته الأخيرة إلى أمريكا باسترضاء البيت الأبيض على الحصول على تزكية لولاية ثالثة ، برغم الاستقبال الجارح للشعور له في واشنطن .
لقد وطئت قدما المالكي واشنطن أخر مرة عام 2011 وهو موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق فكان مرحباً به . واليوم أمريكا أوضحت رفضها علناً وعدم الترحيب به من خلال الاستقبال العام الجارح للشعور ، وقطع المؤتمر الصحفي له والرئيس أوباما ، وتقليص مدة الزيارة بحجة واهية .فهي رافضة علناً ديكتاتوريته الموعودة بالتفرد بسلطاته التنفيذية واستخدامه قوة الدولة في سحق المؤسسات والأفراد المنافسين . 
لقد تعود المالكي على زيارة أمريكا مع بداية كل انتخابات تشريعية برلمانية ، فقد زار واشنطن في تشرين الثاني من العام 2009 أي قبل الانتخابات التشريعية التي جرت ربيع 2010 وهو ما شجعه على زيارة واشنطن ظناً منه الحصول على الدعم الأمريكي هذا المرة كما حصل في الانتخابات التشريعية السابقة ، ولكن الأمريكان رفعوا له لافتة كتب عليها مثل عراقي مشهور (( لا دلي ألمعيدي على باب دارك )) عسى منه أن يحس . ولكنه ألح على الدعم معززاً بأنه القائد الأوحد والقوي الشجاع والنزيه الامين ومختار العصر كما يطلقون عليه أنصاره ، ومن دونه لا يمكن للعراق أن يعيد مكانته الحضارية والتاريخية والاقتصادية في المنطقة . ولكن واشنطن لم تعير أهمية إلى ذلك فسمعوه الأغنية المصرية المشهورة (( أتفضل من غير مطرود )) . 
هل يفعل الشعب العراقي ويغنوا للمالكي أغنية كما غنوا المصريون إلى الرئيس المصري المخلوع . والشعب العراقي معروف أنه صاحب الكلمة الصادقة والحسجة المعبرة ويغنوا له أغنية (( سربتوه )) من خلال صناديق الاقتراع . وان الانتخابات التشريعية على الأبواب لكي يتحرر الشعب من ديكتاتورية جديدة.