كان اخي عيسى

بهذا المقطع الحميم يفتتح الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام حديثه عنك حاثا اصحابه على ان يقرضوا الدنيا على نهجك:
كان اخي عيسى يفترش الارض ويلتحف السماء.. دابته في السفر قدماه وخادمه يداه ،لم تكن له زوجة تشغله ولاولد يهمه ولامال يطمعه .. منزله مشارق الارض ومغاربها وفاكهته ماتنبت الارض للبهائم ...
ومن حميمية سيد الوصيين استمد الجرأة فاناجيك ياروح الله وكلمته العظمى ليقيني انك تسمع ندائي وترد سلامي ..عفوك سيدي الاجل الاكرم.. اغفر لي هذه الجرأة .. ان الج مغارتك متنسما عطر انفاسك المباركة ،منصتا لترنيمة مناجاتك السماوية،شفيعي لديك ايماني برسالتك وايماني بصعودك وايماني بعودتك مع سليل النبوة المحمدية صاحب العصرلتملأ الارض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا.. استميحك العذر ان كدرت خاطرك في مطلع كل عام مستقبلاً عيد ميلادك المجيد بشكوى موجعة وانشودة حزينة، وكان حقك علي في يوم مولدك ملحمة من تراتيل الملائكة والانبياء والاولياء والصديقين وترانيم الجبال والطيور والعصافير، وتكبير البحار والانهار والجداول والشلالات، وتهليل الرياح والاشجار والنخيل، وتسبيح الشمس والقمر والنجوم، وترحيب الرعد والبرق والامطار.
حقك ان نستقبلك بكركرات اطفالنا الحلوين، وزغاريد امهاتنا الحنونات واخواتنا الطيبات وزوجاتنا المخلصات وبناتنا الحبيبات. حقك ان نستقبلك بمسيرات اغصان الزيتون واشجار الارز وسعفات النخيل، حقك ان نستقبلك باواني الحناء والبخور والاس، بزهور النرجس والياسمين والورود، بشموع المسك والعنبر... بمشاعر الغبطة والفرح والسرور... بالثريات والقناديل والفوانيس . من حقك ان تضج النواقيس والماذن والحناجر بالصلوات.
من حقك.. من حقك.. من حقك.
لكننا والقلوب حرّى... والعيون عبرى... والافكار حيرى... والجراح لما تندمل لانملك الاّ ان نشكو ونتوجع ونتألم ممسكين بتلابيب ردائك الوحيد داعين راجين متضرعين ان يكون يوم مولدك موعداً لزوال الشرور والارهاب وحلول الامن والامان والاستقرار، ان يكون نهاية لفصل التهجير والتشريد والتهديد والترويع، ان يكون عام خير وبركات على العراق والعراقيين والعالم بأسره.
مجد لمولدك المبارك، وطوبى لمن احبك، يا روح الله وكلمة الحق.
بك العيد زاهٍ ياوليد القدسِ ِ 
وبامك العذراء بنت الشمس ِ
ولد المسيح فأي نور ٍ ساطع ٍ 
في عالم الملكوت .. لا في الرمس ِ .