يا سياسيون.. الحسين غاية أم وسيلة ..؟ |
حان الوقت الذي تتحول فيه ذكرى استشهاد الامام الحسين" ع" الى يوم نداء وطني، نستذكر فيه أخوة ضحى في سبيلها بالغالي و النفيس و كرامة شعب زحف اليها و عيونه تراقب حركة العدل في السماء قاطعا الشك باليقين من أن طرق باب الحق ليس ميدانا للمزايدة بل واجبا مقدسا لتحقيق العدل و المساواة بعيدا عن ملذات الدنيا و صراع القوى الثانوية فيها. هل فعلا نحب الحسين و نقتدي به؟؟، سؤال لا ننتظر الاجابة عليه من المواطن البسيط الذي يمارس طقوسه بعفوية ، لكننا نخص الذين يوظفون كل شيء لمنافع شخصية، يخافون من ترك مدرعاتهم المصفحة في الأيام الأعتيادية لكنهم يوزعون الخيرات في الشوارع في ذكرى استشهادك سيدي"، ما يشكل خرقا لمباديء سيد الشهداء، الذي افترش الأرض لتحقيق عدالة السماء، بينما يسير السياسيون في العراق بالاتجاه الخاطيء وكأنهم يتجاهلون أن مثل هذا الغلو في الدنيا يقض مضاجعك الطاهرة ياسيد الشرفاء!! أين نحن من مآثر سيد الشهداء؟؟ سؤال أخر ننتظر اجابة عليه من سياسيين ورجال دين وفقهاء شريعة، لم يقدموا ما يلزم من تضحية لترسيخ قيم استشهاد الأمام الحسين، التي ترفض بشكل قاطع توظيفها لتخندقات عرقية أو طائفية، مثلما أبت ولا تزال أن تكون ميدانا للمضاربات السياسية، فهي مأثرة اتباع الانبياء على الأرض، وأن كل من يحب الحسين فعلا، مفروض عليه الالتزام بالحد الأدنى من ثوابته، ولو تقيد الجميع بنسب عشرية من هذه المآثر الخالدة، لما وصلنا الى هذا الحد من التناحر، وهذا الفشل المتراكم في اسعاد النساء من خلال المحافظة على أخوتهم الانسانية!! ان الأمام الحسين عليه السلام، هو الباب العالي في خصوصية أخوتنا، وهو نسب عشائرنا كلها ، وهو من بين اسرار عدم جفاف ارحام الخير والكبرياء بين ظهرانينا، و نحن نتباهى بحب الحسين والشوق اليه، ولايساوم على ذلك أحدا، وقد حان وقت السير معا الى الحسين " ع" لا لزيارته فقط بل لطلب العفو منه ، بعد أن تجاوز كثير منا على سماوية توجهاته وقيمه، فهل من عاقل يعيد تريب الأمور!!، هذا ما نتمناه في ذكرى استشهادك يا سيدنا جميعا، لطي صفحة من خلافات تتقاطع مع كل قيم الأخوة و الولاء التي ضحيت في سبيلها، ويحاول المغرضون تحويلها الى شقاق و نفاق ، متعكزين على هلى مفاهيم الانفعاليين الكسالى غير المؤهلين للتضحية.
|